مرت غينيا بيساو - البلد الواقع غرب أفريقيا الذى كانت مستعمرة برتغالية حتى الاستقلال فى 1974 - بيوم تاريخى شهد اغتيال رئيس البلاد جاو برناردو فييرا، صباح أمس على يد عسكريين، بالإضافة إلى قتيلين اثنين بين حراسه ردا على اعتداء بقنبلة أودى مساء أمس الأول بحياة رئيس أركان الجيش باتيستا تاجمى ناواى. وأعلن مسؤول العلاقات الخارجية فى الجيش زامورا إيندوتا مقتل الرئيس فييرا الملقب ب»نينو» بأيدى الجيش حين كان يحاول الفرار من منزله الذى هاجمته مجموعة من العسكريين المقربين من قائد أركان الجيش، مشيرا إلى أن فييرا أحد أبرز المسؤولين عن موت تاجمى. وقال إن الرئيس كان يحاول الفرار حين حصدته رصاصات أطلقها هؤلاء العسكريون، وأضاف: «البلاد ستعاود الانطلاق الآن.. لقد عطل هذا الرجل نهضة هذه البلاد الصغيرة». وأكد شاهد عيان حدوث عمليات نهب لمقر إقامة الرئيس، وقال: «لقد رأينا عسكريين يأخذون من مقر إقامة الرئيس كل ما يمكن حمله وأغراضه الشخصية والأثاث وكل شىء». وجاء الهجوم بعد ساعات من انفجار قنبلة فى المقر العام للقوات المسلحة البيساوية - الغينية فى بيساو مما أدى إلى مقتل قائد الجيش ووقوع 6 جرحى، منهم 3 فى حالة خطيرة، فضلا عن انهيار قسم كبير من المقر الرئيسى لمكتب الجنرال تاجمى. وبعد الانفجار، طلبت مجموعة من الضباط بقيادة القومندان صامويل فرناندس من الإذاعات المحلية تعليق برامجها فورا قائلا: «أوقفوا البرامج.. أغلقوا محطاتكم حتى حصولنا على جميع المعلومات حيال ما حدث فى مقر قيادة الأركان.. وهذا الطلب هو أيضا لأسباب أمنية شخصية تتعلق بكم أيها الصحفيون». وفى نوفمبر 2008، نجا الرئيس فييرا من هجوم مسلح استهدف منزله، وجرى حل ميليشيا خاصة لحمايته فى يناير الماضى بعدما ذكرت تقارير أن أحد أفرادها تآمر لاغتيال فييرا. وأمضى فييرا (69 عاما) نحو 23 عاما رئيسا لغينيا بيساو، وكان قد أعيد انتخابه رئيسا لهذا البلد فى 2005 بعد 9 سنوات من نهاية الحرب الأهلية التى أبعدته عن السلطة. وأفرزت الخلافات بين الرئاسة والجيش مشاركة الجنرال تاجمى فى عضوية مجلس عسكرى أطاح بالرئيس فييرا فى التسعينيات من واقع انتقاداته المستمرة لهذا الحاكم المخضرم بعد أن عاد فييرا إلى السلطة فى انتخابات رئاسية جرت فى عام 2005 وتعد غينيا بيساو إحدى أفقر دول العالم ولها تاريخ حافل فى الانقلابات العسكرية، كما أنها تمثل ملجأ مهمًا لعصابات تهريب المخدرات فى أمريكا الجنوبية، ويملك عدد من أباطرة تجارة المخدرات الكولومبيين عقارات فى هذا البلد. وأكد محللون أن عدم الاستقرار السياسى زاد خلال السنوات القليلة الماضية بعد أن استغلت هذه العصابات ضعف هيمنة الشرطة على الساحل والمطارات النائية لتهريب الكوكايين القادم من كولومبيا عبر أفريقيا إلى أوروبا.