يتوجه الناخبون في غينيا بيساو اليوم إلى صناديق الاقتراع للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات الرئاسية لاختيار خلف للرئيس خواو برناردو فييرا الذي اغتاله عسكريون في مارس/آذار الماضي انتقاما لمقتل قائد الجيش. ويخوض الانتخابات 11 مرشحا يتنافسون على أصوات حوالي 600 ألف ناخب لهم حق التصويت.
وتعهد المرشحون الثلاثة الأوفر حظا في هذه الانتخابات بتحقيق السلام والعدالة، وهؤلاء المرشحون هم مالام باكاي سانها الرئيس المؤقت للبلاد (1999- 2000) بعد انقلاب وحرب أهلية قصيرة، والرئيس السابق كومبا يالا الذي أطيح به في انقلاب عام 2003، وهنريك بيريرا روسا الذي عمل أيضا رئيسا مؤقتا للبلاد بعد الإطاحة بيالا وحتى انتخابات 2005 التي فاز فيها فييرا.
ومن المحتمل ألا يحقق أي من المرشحين فوزا قاطعا اليوم مما يعني إجراء جولة انتخابية ثانية.
وانتشر حوالي 3600 شرطي وجندي لتوفير الأمن للجان الاقتراع التي يبلغ عددها 2700، ومولت المجموعة الدولية تكلفة الانتخابات التي تبلغ 5.1 ملايين يورو، ويراقب تلك الانتخابات نحو 150 مراقبا.
توتر وتجرى هذه الانتخابات المبكرة التي كانت مقررة في 2010، في جو من التوتر إثر مجموعة من الاغتيالات، آخرها مقتل الرئيس فييرا برصاص جنود، بعد ساعات من اغتيال رئيس أركان الجيش الجنرال تاغمي نا وايي في اعتداء استخدمت فيه القنابل في بيساو.
واغتيل وزير إدارة الأراضي والمرشح للانتخابات الرئاسية باكيرو دابو، ووزير الدفاع السابق هلدر بروينسا في الخامس من يونيو/حزيران الماضي برصاص جنود اشتُبِه في أنهم كانوا يعدون لانقلاب.
وغينيا بيساو مستعمرة إسبانية حصلت على استقلالها في عام 1974، ويبلغ عدد سكانها حاليا 1.3 مليون نسمة، وتشتهر بالاضطراب السياسي المزمن منذ حوالي عشر سنوات.
وتحتل غينيا بيساو المرتبة 175 من أصل 177 في تصنيف 2007/2008 لبرنامج الأممالمتحدة للتنمية، ويعتبر بعض المتابعين أن تلك الدولة الفقيرة الواقعة في غرب أفريقيا أصبحت معبرا لتهريب الكوكايين.
ويرى المراقبون أن انتخابات اليوم ليست اختبارا فقط لغينيا بيساو ولكن لمنطقة تشعر بقلق من تراجع الديمقراطية بعد وقوع انقلابات في غينيا وموريتانيا وتفاقم أزمة سياسية في النيجر.