«الديك الوحيد».. لا يرى غير نفسه.. يعتقد أنه يحتكر الحكمة.. يبدو أمام «الفراخ» أنه قوى، وهو الضعيف بما لا تخطىء عين.. يعيش فى حلم طول القامة، وهو القصير إلى حد رفض الكبار رؤيته.. دائم الانفعال ويغنى دائما «للصبر حدود».. كشفته التجربة عندما فرض نفسه عليها.. جرفته الأقدار إلى موقع المسؤولية.. حاول السباحة ضد الموهوبين وأصحاب الكفاءة.. فأخذته أمواج الغباء إلى شاطىء النسيان.. اعتقد أنه سباح ماهر فاستحق الغرق، ويرى أنه لايزال على سطح الماء.. لم ينتبه للحقيقة الواضحة كقرص الشمس.. فهو يعشق «النظارة السوداء»!! «الديك الوحيد» ساذج يتدثر فى عباءة «العبقرى».. فقير رغم كل ما نزحه من أموال وسبائك ذهب ومجوهرات.. مكشوف كالنعامة ويرى نفسه قادرًا على الاختفاء.. نجح كثيرا فى التسلق، حتى هوى منفجرا بفشله المدوى.. يتسول الإطراء على شخصه من الصغار وعديمى الثقافة أو المعرفة.. يتمنى الاستمرار فى موقع يتبرأ منه بالضرورة.. ينقلب من جبار إلى قط وديع، لحظة اصطدامه بحائط الصدق الذى يحمى الكفاءة. «الديك الوحيد» يتحالف مع اللصوص، مستعرضًا مهاراته فى إخفاء الجريمة.. يخادع الأذكياء بادعاء الفطنة.. يخون دائما لأن الطعن فى الظهر فلسفته.. يعشق الحياة فى الظلام لإيمانه بأن إطفاء نور الأسوياء رسالته.. تسلل لأعلى فاعتقد أنه صعد إلى القمة.. اكتشف هبوطه متهاويا قبل أن تشرق شمس رحيله.. يرقص كالطير ذبيحا من الألم.. إيمانه راسخ بأن الحياة ليل دائم، فهو الجاهل بالجغرافيا والتاريخ والفن.. موهبته تتجلى عندما يزيف الحقائق والمستندات.. إبداعه يسطع على تلاميذه من المبتزين!!. «الديك الوحيد» يشعر أنه عملاق بين الأقزام.. يعبد الحظ إذا حالفه.. كافر طوال الوقت بالجدية والعلم والكفاءة.. يطارد المجتهدين والموهوبين.. لا يتصور أن فى الدنيا أحرارًا ومحترمين وعقلاء. «الديك الوحيد» يخاصم أصحاب القيمة، ويسخر من طوال القامة.. «أطرش» لا يسمع النصيحة.. فارس يحارب بسيفه الخشبى جيوش الإبداع والنجاح.. يقطر سما وسذاجة، ويتفاخر بانبهار الجهلة وأنصاف المسؤولين بما يملك من غباء.. يتكلم كثيرا.. يكتب أكثر.. لكنه لا يقول شيئا.. لا يعرف أقدار الناس فاستحق عدم تقديرهم وإن خافوا من الذى يحميه!! «الديك الوحيد» لا يحب الشعر ولا يفهمه.. تحرقه إذا ذكرت أمامه اسم «يوسف إدريس».. يروح فى غيبوبة لو قارنته بالمحترم «جلال الدين الحمامصى».. يعود إلى الغيبوبة لو باغته باسم «مصطفى» أو «على أمين».. لا يعرف «عبدالرحمن الشرقاوى».. لم يسمع عن «محمد حسنين هيكل».. يرفض تجارب «أنيس منصور» و«صلاح حافظ».. يتجاهل تاريخ «مكرم محمد أحمد» ولا يقدر تجربة «صلاح منتصر».. يحب جدا «عراب الاستتابة».. لذلك امتلك الجرأة على أن يقول «للفراخ» فى اجتماع رسمى: «أنا الديك الوحيد».. عرفتوا يبقى مين هو.. حبيب قلب «العبقرى من جوة»!! ودون إطالة أستعير له «روشته» كتبها من يقدر على علاج أمثاله.. مبدع وحكيم لن ننسى اسمه، ونعرف قيمته وقدره.. ويعيش بيننا لذا نرفض وصفه بأنه الراحل.. «صلاح جاهين».. فهو القائل: يا طير يا طاير فى السما «طظ» فيك ماتفتكرش إن ربنا مصطفيك برضك بتاكل دود وللطين تعود تمص فيه يا حلو ويمص فيك.. وعجبى!! [email protected]