الاتصالات ب«عشرة».. أخذ نصيبه من الزمالك

واصل الفريق الكروى الأول بنادى الزمالك مسلسل الانهيار وخسر نقطتين غاليتين أمام المصرية للاتصالات فى اللقاء الذى جمعهما أمس الأول، على أرض ملعب الكلية الحربية ضمن الجولة التاسعة عشرة لبطولة الدورى.
عاشت جماهير القلعة البيضاء ليلة حزينة وخرجت وهى تجر أذيال الخيبة، بعد أن أصابهم الفريق بالإحباط والاكتئاب لعدم قدرته على تحقيق أى فوز، واتفق الجميع على أن استمرار هذا الوضع المتردى يهدد تاريخ النادى، وأبدوا مخاوفهم من أن يتحول الزمالك من فريق ينافس على البطولات إلى فريق يحارب من أجل البقاء والهروب من شبح الهبوط، خاصة أن أغلب مبارياته فى الدور الثانى ستكون خارج أرضه.
 وهاجمت الجماهير مجلس الإدارة والجهاز الفنى واللاعبين، وحملتهم المسؤولية، كما حاصرت قوات الأمن مقر النادى بميت عقبة خوفاً من بطش الجماهير الغاضبة التى هتفت كثيراً ضد مجلس الإدارة واللاعبين، كما هاجمت مرتضى منصور الذى حضر اللقاء فى الاستاد.
ولم يكن أداء الفريق أفضل من برودة الجو، وفشل السويسرى دى كاستال فى المباراة الرابعة على التوالى فى أن تظهر له أى بصمة مع الفريق، وتكررت الأخطاء نفسها، خاصة من لاعبى خط الدفاع الأسوأ دائماً، وتسببت أخطاء لاعبيه الساذجة والقاتلة فى التعادل خاصة الثنائى هانى سعيد وعمرو الصفتى اللذين تسببا فى هدف التعادل للاتصالات ومعهما فتح الله الذى تدنى مستواه لكنه غاب عن هذه المباراة.
وفى الوقت نفسه، نجح حلمى طولان، المدير الفنى للاتصالات، فى استغلال أخطاء كاستال، وهاجم من الناحية اليمنى عن طريق أحمد عمران لاستغلال بطء وضعف لياقة محمد أبوالعلا أقل اللاعبين مستوى، فيما أثبت كاستال أنه غير قادر على فرض سيطرته على اللاعبين، والدليل على ذلك رضوخه لطلبات شيكابالا بالتغيير رغم حاجة الفريق إليه لمجرد مهاجمة بعض الجماهير له، وجاء الأداء عشوائياً، وإن غلب عليه الحماس والفردية وغاب الأداء الجماعى المنظم، ومن إيجابيات اللقاء ظهور الصاعد حازم إمام الظهير الأيمن والميرغنى لاعب الوسط وإبراهيم صلاح ومحمد المرسى القادمين من المنصورة بمستوى جيد ومبشر.
من جانبه، اعترف سامى الشيشينى بفشل الجهاز الفنى فى إيجاد تشخيص وحل لمشكلة تراجع النتائج رغم أن كاستال يسعى لمعالجة الأخطاء عقب كل لقاء، لكنها تتكرر للأسف، واعترف بأن اللاعبين يصابون بحالة توهان فى بعض فترات اللقاء ينجح الخصم فى ترجمتها لأهداف، فضلاً عن عدم الثقة والتسرع فى الأداء وغياب الحظ والتوفيق.
وأكد أن الجميع يتحمل المسؤولية، رافضاً تحميلها للمدافعين وحدهم خاصة الثنائى هانى سعيد والصفتى، مؤكداً أن خطأ اللاعبين غير مقصود، وقال إن الجهاز الفنى لا يمكن أن يعلم لاعبين دوليين كيفية الوقوف والتمركز الصحيح فى الملعب.
وانتقد الشيشينى خط الهجوم وفشله على مدار تسع مباريات فى تسجيل هدف واحد، واعتبر ذلك لغزاً محيراً للجهاز الفنى.
وعن موقف شيكابالا أكد الشيشينى أن اللاعب لم يتحمل هتافات بعض الجماهير ضده وطلب التغيير، وفشلت محاولة تهدئته، ولذلك كان من الأفضل استبداله حتى لا يتكرر ما حدث فى لقاء المحلة، وينعكس الأمر بالسلب على أداء باقى اللاعبين.
وأكد أن شيكابالا لاعب جيد وهادئ ظاهرياً ولكن ردة فعله فجائية وغير متوقعة ويحتاج إلى جلسات نفسية معه، وأكد أن الجهاز الفنى لن يصبر كثيراً، ولابد أن يحسن اللاعب من التعامل مع مثل هذه الأمور، وقال: هناك قلة مندسة من الجماهير يحرضها بعض المغرضين تسعى لمهاجمة اللاعبين، خاصة شيكابالا لإخراجه عن تركيزه، وللأسف الشديد يفقد اللاعب السيطرة على أعصابه رغم أنه يكون الأفضل فنياً وبدنياً.
ودلل على ذلك بلقاء المصرى فى بورسعيد حينما غابت هذه القلة المغرضة وظلت الجماهير تهتف للفريق رغم الخسارة حتى أدرك التعادل وقدم أفضل أداء له فى الشوط الثانى.
واختتم الشيشينى تصريحاته بالتأكيد أن الإحباط لن ينال من الفريق أو الجهاز الفنى وسيتدرب دون راحة استعداداً للقاء الترسانة والذى نسعى لأن يكون نقطة انطلاق جديدة للفريق لاستعادة ذاكرة الانتصارات.
وكان مجلس الإدارة قد عقد جلسة طارئة أمس، مع اللجنة الاستشارية لمناقشة أسباب استمرار سوء النتائج وحتى مثول الجريدة للطبع كان هناك خلافات حول تجديد الثقة فى السويسرى دى كاستال، المدير الفنى، أو الاستعانة بمدرب وطنى.
وعقدت اللجنة الفنية برئاسة حمادة إمام اجتماعاً أمس، أعقبه جلسة أخرى مع كاستال بحضور محمد عامر، رئيس النادى، لمحاسبته على أخطائه، وعلمت «المصرى اليوم» أن النية تتجه لإسناد المهمة إلى حسام حسن فى الفترة المقبلة.
من جانبه، اعترف أحمد عبدالحليم، عضو اللجنة الفنية، بأن شيكابالا لم يحسن التصرف مع بعض الجماهير الغاضبة لسوء النتائج، مؤكداً أنه رغم اعتزاله منذ فترة طويلة فإنه يتعرض حالياً لبعض الشتائم من الجماهير وهو يقدر ذلك، وقال إن شيكابالا لاعب موهوب ومن طراز فريد، وقد يكون عدم معاقبته على غلطته فى لقاء المحلة بعد اشتباكه مع الجماهير السبب فى عدم إدراكه حجم الخطأ الذى ارتكبه، وأكد أن اللجنة ستقوم بعمل تقييم شامل للفريق ورفع تقرير لمجلس الإدارة لاتخاذ ما يراه مناسباً من قرارات لإصلاح المسيرة.
وكانت حالة من الغضب قد سادت مسؤولى النادى وجماهيره على التحكيم لتحامله على الفريق، رغم الاحتجاجات المتتالية على أخطاء كل من فهيم عمر وعصام عبدالفتاح ومحمد عبدالقادر مرسى، وتجاهلهم احتساب ضربات جزاء اعترفت اللجنة الرئيسية بعد ذلك بصحتها.
وأكد محمد عامر، رئيس النادى، أن الحكم نهاد جريشة الذى أدار لقاء الفريق مع الاتصالات لم يحتسب ثلاث ضربات جزاء صحيحة وواضحة كالشمس لكل من جمال حمزة وشيكابالا ومحمد المرسى، فيما أكد مصدر مطلع فى لجنة الحكام أن الحكم جريشة أخطأ لكن دون عمد، ودلل على ذلك باحتسابه ضربة جزاء صحيحة لحمزة وطرده عمرو أنور، مدافع الاتصالات، لكنه اعترف بصحة ضربة الجزاء التى لم يحتسبها لصالح محمد المرسى فى الشوط الثانى..
وأشار إلى أن النية تتجه إلى معاقبة الحكم كما حدث مع الحكام الذين ارتكبوا أخطاء جسيمة فى المباريات السابقة، وأكد أن اللجنة تسلمت تركة مثقلة بالهموم ومستوى سىء للحكام، وتسعى جاهدة للارتقاء بمستواهم إلى نسبة معقولة، وكان الزمالك قد رفض رسمياً إسناد مبارياته للحكام فهيم عمر وياسر عبدالرؤوف ومحمد عبدالقادر مرسى، وسينضم إليهم نهاد جريشة.