ستر الحُبِ خلده

لم يكن الحُب فى حاجة إلى «فالنتين» ليخلد... إن الحُب موجود فى كل الكائنات ومنذ خلق الله الكون... وذات مساء رأيت (طقوس) عيد الحب قد بدأت فى المحال التجارية وكثرت القلوب الحمراء.. ليلة عيد الحب؟!! وصار التعبير عن الحب الآن يأخذ من المظهر عنواناً فى صورة هدايا أو مشاهد لا تحتاج إلى تعليق..
ولعل هذا يطرح مجالاً للسؤال: هل الحُبِ هو «التأبط» والابتعاد عن البشر والهمس فى الأماكن القصية.. أو على شط النيل؟.. إن تلك المظاهر تجعلنى استحضر كل كلمات الحب منذ قديم الأزل وحتى وقت قريب... كانت مظاهر الحب هى الإيثار، وكان الحرمان والبعد عن الحبيب مداداً لكلمات ما زالت تجرى فى نفوسنا مجرى الدم فى العروق.. إن مظاهر التعبير عن الحب قد نالت منه وامتهنته..
 وصار السؤال الدائم: هل ما يحدث فى الهواء الطلق حب أم «كبت»؟ وهنا فإن الهُوة سحيقة ما بين المعنيين!.. وفى استحضار الحب الذى كان لا أجد صدقاً إلا من خلال ما سطره شعراء الأمس... لأن الحب كان تعبيراً عن صدق وإيثار، بل خوف على الحبيب، وفى ظل تلك المعانى فقد كان قول أمير الشعراء على لسان قيس «كم جئتُ ليلى بأسباب ملفقة - ما أكثر أسبابى وعلاتى؟!!» هو الصدق بعينه بعدما عز اللقاء وكانت تجربة أحمد رامى صادقة عندما سطر كل روائعه لأم كلثوم..
إن ستر الحب خلده والحرمان منه حافظ على صورته النقية فى نفوس كل المحبين.. أما فى زمن الإنترنت والشات والمحمول فقد ولى الحُب مدبراً، وعندما أردت استحضار زمن الحب الجميل، لم أجد نفسى تهفو إلا إلى رائعة رامى والقصبجى وأم كلثوم (رق الحبيب).. سيبقى الحب دواء... أما النيل منه فله مسميات أخرى ينبغى العزوف عنها كى يُكتب له البقاء؟!!
المحامى- أحمد محمود سلام
بنها - القليوبية