لا يوجد خطأ فى العنوان، ولكن المقصود فعلا هو صحافة الحزب الوطنى «الديمقراطى»، وهى فعلا تثير الحزن. أما لماذا الحزن.. - بكسر الحاء- فلأنه كما يقولون «الحال المايل يحزن» .. ولابد أن نحزن على الأموال المهدورة التى تدفعها الدولة من أموال دافعى الضرائب التى يجبيها جابى مصر الأول الدكتور يوسف بطرس غالى، الذى هو عضو فى الحزب الوطنى أيضا. هل يعقل يا سادة يا كرام عندما يقرر الحزب من منطلق - لامواخذة التغيير و«الفكر الجديد»- أن يغير اسم الصحيفة التى تنطق باسمه وتسبح بحمده وتحمل اسم الشهر الذى قامت فيه ثورة التصحيح سابقا إلى اسم على وزن «المصرى اليوم»- ربما يصادفها نوع من النجاح. الذى لا يعرفه الكثيرون فى هذه الصحيفة التى تتخذ من أحد أرقى أحياء القاهرة مقرًا لها أن النجاح لا يكون بتغيير الأسماء أو بسب الشرفاء أو بالصحافة التى عفا عليها الزمن ولا نسمع عنها إلا فى كتب التاريخ، ولكن بالجد والاجتهاد والعمل على إيجاد صحافة راقية تبعد عن الإسفاف. هذه الكلمات ليست هجوماً، ولكنها تشخيص لحالة مرضية واقعية اسمها «صحف الحزب الوطنى»، التى لا يمكن بأى حال من الأحوال أن يعتمد عليها فى تسويق سياسات الحزب أو برنامج الرئيس الانتخابى، فهى لا تقوى إلا على كل ما ينتقص من صورة الحزب الحاكم ورئيسه وأمينه العام وأمين سياساته. فتسويق سياسات الحزب لا يكون بسب الآخرين أو تخوينهم أو الغيرة من نجاحهم لمجرد أن من يفعلون ذلك من طالبى الشهرة، مع أن الشهرة والتميز لا يأتيان إلا بالعمل الجاد، ولأن من فضلة القلب يتكلم اللسان، ولأن «الإناء ينضح بما فيه» أتمنى أن تنظروا لما يكتبه «قلة» منهم فى أعمدتهم. سيادة الرئيس حسنى مبارك، رئيس الجمهورية، رئيس الحزب الوطنى.. السيد صفوت الشريف، ثعلب الإعلام المصرى، أمين عام الحزب الوطنى .. السيد جمال مبارك، أمين السياسات.. أرجو أن تنظروا إلى مستوى الصحف التى تعبر عن سياسات الحزب الذى يحكم مصر، ومن المفروض أن تعبر عن رؤاكم دون أن تخصم منها. سيادة الرئيس هذه الصحف، والقائمون عليها، تخصم من رصيد الحزب لصالح الصحف الأخرى، وتتعدى ذلك إلى الجماعات المسيطرة على الشارع وهو بالتأكيد لا يسركم لأنه ببساطة لا فى صالحكم ولا صالح مصر. أنا أستغرب لماذا تتمسكون بمثل هؤلاء، وأندهش من أنه لا توجد عقلية إعلامية فى الحزب تقيم سياستهم التحريرية وخسائرهم المالية.. بالتأكيد يوجد هناك من يفعل ذلك، وعندها لابد من قرار: إما تصفية هذه الصحف أو تغيير جهازها التحريرى بما يتناسب مع المرحلة المقبلة. وكلنا نعرف مواصفات المرحلة المقبلة التى تتطلب انفتاحاً على إعلام حر، وذكى، يتعامل مع جميع الملفات من منطلق وطنى، وأن الإنسان المصرى هو «الوطنى» وأن «اليوم» هو يوم «التغيير» وليس بعقليات جامدة تخشى النظر إلى الأمام، وكل ما تستطيع هو النظر إلى أسفل أقدامهم. المختصر المفيد: - مَقَاصِدُ بِغَيْرِ مَشُورَةٍ تَبْطُلُ، وَبِكَثْرَةِ الْمُشِيرِينَ تَقُومُ. [email protected]