سأل سائل من إخوانه: يا شيخ حسن أنت رجل مدرس، ونحن نعلم راتب المدرس جيدا، ونعلم أنك لا تتقاضى راتبا على عملك الدعوى، ومع ذلك نراك أنيقا فى ملبسك، أنيقا فى مظهرك، فمن أين لك هذا وأنت رجل مدرس بسيط؟! وأجاب حسن البنا: نعم صدقت يا أخى، أنا لا أتقاضى راتبا على عملى الدعوى، أما ما لاحظته من أناقة المظهر وغيره، وأن راتبى لا يكفى فهو صدق، وكان صلى الله عليه وسلم ينفق من مال خديجة، وأنا أنفق من مال أخى خديجة (يقصد صهره)، ولى أخوان يقرضاننى دائما، وأعرض عليك ثلاثة حلول: أن تزورنى فى المركز العام للإخوان المسلمين وأطلعك على اسم الأخوين الكريمين، وإما أن تسدد لهما ديونى عندهما، وبذلك أصبح مدينًا لشخص واحد، أو تكون الثالث الذى أقترض منه عند الحاجة، أو أن تدعو الله تعالى لى بأن يسدد عنى، وقد فكرت فى سبيل تحسين حالتى المادية، وسوف أصدر بإذن الله مجلة «الشهاب» بترخيص شخصى لى، لعلها بذلك تكون سببا من أسباب الدنيا فى تحسين وضعى، وجزاك الله خيرًا، أخوك حسن البنا. هذا ما كان من البنا وإخوانه، وهو مثبت ومنشور فى «باب النقد» بمجلة الإخوان المسلمين «نصف الشهرية»، ورواه عصام تليمة فى مجلة «وجهات نظر - عدد أكتوبر الماضى»، وبدورنا نسأل المرشد: يا شيخ عاكف، أنت رجل مدرس، ونحن نعلم راتب المدرس جيدا - خاصة إن كان مدرس ألعاب وعلى المعاش - ونعلم أنك لا تتقاضى راتبًا على عملك الدعوى، وما تتقاضاه - نحو 12 ألف جنيه شهريا - فقط لإقامة الحياة، يعنى مصاريفك ومصاريف الأولاد، ومع ذلك نراك ترتدى أشيك الثياب، وتتنقل فى أحدث السيارات (أوبل ستيشن)، فمن أين لك هذا وأنت رجل مدرس بسيط؟! وهل من ضروريات الحياة الانتقال من شقة «سوبر لوكس» فى الحى السابع بمدينة نصر إلى فيلا «فاخرة» فى التجمع الخامس، ثمنها يزيد على ثلاثة ملايين جنيه.. وهل من ضروريات الحياة امتلاك مزرعة لا يقل ثمنها عن 12 مليون جنيه؟! المرشد يتخذ المزرعة «لوكيشن طبيعى» لتسجيل الحوارات الفضائية، الله يرحمه حسن البنا عاش فقيرا ومات دون لوكيشن، كان بيحلم بإصدار مجلة. وهل من ضروريات الحياة أن ينتقل الشيخ محمد عبدالله الخطيب من شقة فى 10 شارع السعد بشبرا بريسبشن تجرى فيه الخيل، إلى فيلا بالمقطم، حدث ولا حرج عن ثمنها فى سوق العقارات. وعلى ذكر الخطيب، ذات مرة أبدى إخوانى تبرمه من ضخامة راتب الخطيب، الذى يبلغ شهريا 12 ألف جنيه، وهَمَّ بفتح الموضوع، فأمسك به مسؤول المنطقة، ونصحه بألا يفتح على نفسه وعلى الجماعة باب جهنم، فالحديث عن فلوس الجماعة من المحرمات. القواعد الإخوانية لا تعرف عن رواتب الشيوخ شيئا، بل تدفع عن طيب خاطر ما بين 8 و10 بالمائة من إجمالى دخلها، ومن تطوع خيرا.. والمتطوعون من أثرياء الجماعة داخل وخارج مصر كُثر، ولا تناقش القواعد أو أى من التنظيمات الفوقية بما فيها مكتب الإرشاد ومجلس الشورى موازنة الجماعة، باعتبار أن «جماعة الملك الصالح» متطوعون ويعملون لصالح الدعوة، لدرجة أن أحد المحظوظين أجرى جراحة فى أمريكا تكلفت نحو 150 ألف دولار، دفعها الإخوان بالكامل دون أن يعلن هذا، ودون أن يتاح هذا الحق لبقية الأعضاء.