لم أكن أتصور أن كمية التعديات على الأرصفة فى حى المعادى وصلت إلى هذا الحد، ولا أن حجم معاناة سكان الحى وصل إلى تلك الأبعاد، فقد فوجئت بعد نشر مقالى فى الأسبوع الماضى عن قيام مسؤولى الحى «غير المسؤولين» ببيع الأرصفة لمن يريد نظير مبالغ غير معلومة. لكن المعلوم هو أنها لا تذهب لخزينة الدكتور يوسف بطرس غالى، بمئات الخطابات والرسائل الإلكترونية والمكالمات التليفونية فى هذا الموضوع كان من بينها رسالة أشرف فرغلى الذى يشكو من أن المشاة فى المعادى أصبحوا لا يجدون مكاناً يمشون فيه، لكنه يضيف: «والنبى ما تجيب سيرة الأرصفة ألا بعدين يخلونا نمشى على الحيط.. والسلام كبير للمحليات.. موش واجب برضه الدكتور يوسف بطرس غالى يلغى مرتباتهم ويوفر هذا العبء على الدولة أو يضيف مرتباتهم على فاتورة الكهرباء تحت بند فلوس للزبالة؟!» أما نادية حلمى فقد أكدت أننى كنت مغالياً حين قلت إن المعادى لم يعد بها أرصفة بعد أن أصبح الموظفون فى الحى يبيعونها لمن يدفع، وقالت لى فى محادثتها التليفونية إنها وجدت بالفعل رصيفاً وحيداً بأحد شوارع المعادى النائية حين ضلت الطريق منذ أيام وهى ذاهبة لإحدى صديقاتها، وحددت لى نادية موقع الرصيف وعنوانه. ومن الغريب أن وصلتنى رسالة إلكترونية من محسن مهنى المحامى وجدت أنها تتحدث عن نفس الرصيف، ويقول فيها إن حال الأرصفة لم يعد يسر عدواً ولا حبيباً، فإذا وجدتها كانت عالية لا يستطيع المواطن العادى الصعود إليها إلا بعزيمة قوية وبعافية غير إنسانية، بينما الرصيف فى جميع أنحاء العالم له مواصفات محددة ومدروسة ينبغى الالتزام بها. أما أخطر ما وصلنى فهو قائمة مخيفة لحالات التعدى على الأرصفة فى المعادى ودجلة والمعادى الجديدة، فهى تضم ما يقرب من مائة حالة صارخة، لست أعرف كيف يمكن لأى حى أن يتجاهلها أو يدعى - كما ادعى مسؤولو حى المعادى - أنهم لا يعلمون عنها شيئاً؟! وكنت أود أن أنشر تلك القائمة كاملة فى هذا المكان حتى تكون بمثابة بلاغ رسمى لأجهزة الحى التى تنكر وجود أى تعديات، قائلة إن مستنداتها لا تشير على الإطلاق إلى أنه قد تم بيع أى من الأرصفة، وأن الموظفين المختصين لم يلحظوا أى اختفاء لأرصفة سابقة، ولكن لأنى مقيد فى هذا المكان بمساحة محددة لا أستطيع تخطيها وإلا كنت كمن تعدوا على الأرصفة فى المعادى، فإنى أرفق هنا القائمة الكاملة التى أطلب من عامل المطبعة أن ينشر منها ما يصل بمقالى هذا إلى آخر مساحته الطبيعية. أما القائمة الكاملة فهى لدىَّ لمن يريد أن يعرف حجم الجريمة التى ترتكب الآن فى حى المعادى الذى أنشأته شركة بلجيكية - حسب رسالة عصام جوهر - قامت بتخطيطه، وأهدت سكانه نادياً جميلاً هو نادى المعادى الذى كان ينضم إليه كل من يقيم فى المعادى مجاناً، وكانت الشركة تقوم بتقسيط ثمن الأرض لمن يقوم بالبناء عليها خلال عامين من تملكه لها فى هذا الحى الراقى الجميل «سابقاً» والذى كانت السينما تسعى للتصوير فيه فى الخمسينيات والستينيات الماضية. ولعصام جوهر أقول: الحمد لله أننا تخلصنا من تلك الشركة الأجنبية المستغلة، وأصبح الآن مصير حينا الراقى والهادئ والجميل فى يد موظفى المحليات من أهل البلد، وليس فى يد الخواجات المستعمرين، وإذا كان الثمن الذى يدفعه الآن أهل الحى لهذا الاستقلال الوطنى عن الأجانب هو أنهم أصبحوا بلا أرصفة، فهو ثمن زهيد جداً وإن كان ما يدفع فيه لمسؤولى الحى قد يكون كبيراً، كما تشهد القائمة الضخمة للتعديات على أرصفة المعادى، وهى على النحو التالى: 50 ش 15، 56 ش 15، 66 ش 15، 69 ش 15، 1 ميدان بورسعيد، 25 ش بورسعيد، 2 ش النادى، 3 ش النادى، 44 ش 16، 26 ش عرابى، 49 ش 18، 47 ش النهضة، 73 ش 15، 3 ش النادى، 74 ش 15، 16 ش مصطفى كامل، 18 ش مصطفى كامل، 8 ش 250، 43 ش 85، 25 ش 85، 23 ش 85، 22 ش 85، 20 ش 85، 10 ش 85، 27 ش 12، 9 ش 11، 10 «أ» ش 11، 10 «ب» ش 11، فيلا شارع 218 مع 206، فيلا شارع 215 مع 206، 3 ش 262، 28 شارع 262، فيلا 22 ش 262، فيلا 25 ش 262، 24 «ب» ش 262، 14 ش 279، 8 ش 279. 24 ش 279، 20 ش 279، 13 ش النصر، 35 ش 263، 37 ش 263، 41 ش 263، 43 ش 263، 45 ش 263، 49 ش 263، 59 «أ» ش 263، 8 ش 263، 9 ش 263، 1 ش 263، 2 ش 263، 10 ش 262، 11 ش 262، 14 ش 262، 13 ش 262، 17 ش 262، 17 ش 262، 23 ش 262، 27 ش 262، 18 ش 262، 19 ش 262، 74 ش النصر. 72 ش النصر، 68 ش النصر، 66 ش النصر، 5 ش 276، 7 ش 276، 8 ش 276، 9 ش 276، 15 ش 276، 16 ش 276، 62 ش 261، فيلا 11 ش 276، فيلا 13 ش 276، 37 ش 276، 17 ش 276، فيلا 18 ش 276، فيلا 19 ش 276، فيلا 1 ش 275، فيلا 3 ش 275، 23 ش 275، 24 ش 275، 5 ش 275، 27 ش 275، 29 ش 275، 9 ش 275، 2 ش 275، 11 ش 279، 5 ش 279، 20 ش ....... إلخ.