فى صفحة الأديب الكبير يوسف القعيد المتميزة بالعدد الأسبوعى من «الدستور» يوم الأربعاء الماضى ملاحظات صائبة، أو قل هى برنامج، من أجل تطوير معرض القاهرة الدولى للكتاب. ذات يوم سألت رئيس مجلس إدارة هيئة قصور الثقافة عن مستندات الأرقام التى ينشرها عن حضور عشرات الآلاف من المتفرجين العروض المسرحية فى عواصم المحافظات المختلفة: هل هناك تذاكر مثلاً، أو طريقة ما لإحصاء جمهور كل عرض، فقال لى إذا لم تكن تصدق اذهب وقم بإحصائهم بنفسك، أو بالعامية «عدهم انت إذا كنت مش مصدق»، وبنفس هذا المنطق تنشر الأرقام عن معرض الكتاب: عن عدد الكتب والندوات والزوار إلى آخره. أعلم أن ناصر الأنصارى، رئيس هيئة الكتاب، التى تنظم المعرض، دقيق جداً فى عمله، ولكن ميراث المعرض بعد أكثر من 40 سنة أقوى من أى رئيس للهيئة إلا إذا قرر القيام بتغيير حقيقى شامل وجذرى، والأمر لا يحتاج إلى معجزة من السماء ولا إلى تكنولوجيا متقدمة ولا إلى أموال طائلة، وإنما مجرد إعمال العقل وعدم الاستسلام لما أصبح سائداً كل سنة، وعدم نسيان، ولا لحظة واحدة، أن الهدف من المعرض ليس الندوات ولا الدفاع عن النظام السياسى أو الهجوم عليه، وإنما تشجيع الناس على شراء وقراءة الكتب، وحماية حقوق المؤلف والناشر معاً. ما المشكلة فى أن يكون المعرض نظيفاً وهادئاً من دون أى مكبرات للصوت، ومن دون أى ضوضاء من أى نوع؟ ما المشكلة فى الفصل بين الكتب الجديدة والكتب القديمة؟ ما المشكلة فى أن يكون لكل ناشر قائمة بالكتب الجديدة التى صدرت فى العام الذى يسبق المعرض، خاصة أنه يقام فى يناير؟ ما المشكلة فى توفير وسائل الراحة على كل المستويات، ومنع عرض أو بيع أى شىء غير الكتب المطبوعة وغير المطبوعة؟ ولماذا لا تفتح أبواب المعرض من 10 صباحاً إلى 10 مساء؟ ولماذا لا تكون هناك غير ثلاث أو أربع ندوات فى اليوم فقط؟ ولماذا لا تلغى العروض المسرحية والسينمائية والموسيقية ويكون الكتاب أولاً والكتاب أخيراً؟! ومن بين ملاحظات القعيد السديدة اعتراضه على مسميات القاعات السخيفة على نحو لا يصدق، ولماذا لا تكون بأسماء أعلام الكتّاب فى تاريخ مصر الذين لا خلاف على دورهم مثل طه حسين والعقاد وتوفيق الحكيم ونجيب محفوظ على سبيل المثال وليس الحصر! [email protected]