«إنت لسه بتحب مصر؟».. مجرد سؤال طرحته «المصرى اليوم» قبل أشهر لقرائها وتصدر ملفاً مهماً، لم يكن الهدف منه التشكيك فى علاقة المواطن بالوطن، بقدر ما كان هدفه البحث عن مواطن القوة والضعف فى هذه العلاقة.. اليوم نعيد طرح السؤال لكن بصيغة مختلفة: «إنت نفسك تشوف مصر إزاى»، وبصيغة أخرى: «مصر الحلم فى عيون أبنائها».. ورغم أنه مجرد حلم فإن أغلب الآراء التى طرحت فيه كانت واقعية للغاية، تدفع إلى طرح سؤال أخر: بما أننا نملك القدرة على تحويل الحلم إلى حقيقة، فلماذا لا نفعل؟.. هذه التساؤلات هى النقطة التى انطلقنا منها فى حديثنا عن «مصر التى نحلم بها». مستوى التعليم فى مصر هو أحد هذه الأحلام، يبدأ بمواصفات الطالب التى وضعتها الهيئة القومية لجودة التعليم مؤخراً. كما يجب أن يتحلى الطالب بسمات المسؤولية، والقدرة على القيادة، وتقدير فكر العمل الجماعى وممارسته. والمشكلة ليست فى تطبيق هذه المعايير، لكن فى المعلم الذى سيخرج طالبا بهذه المواصفات، حسب تأكيد شيخ التربويين الدكتور حامد عمار، الذى طرح وجهة نظره الحالمة: آن الأوان كى يكون المدرس قائداً فى المدرسة لتلك الكتيبة من الطلاب، يعلم ويربى، يمنح الثقة فى الغد، ويعالج ما يطرأ من مشكلات، يكون لطلابه الصديق والمربى قبل أن يكون المعلم. ويكفى أن رئيس وزراء اليابان قال عن المعلم: منحناه راتب وزير، ومكانة دبلوماسى. حلم آخر قدمته د. عزة أبوالعزب، خبير الجودة فى جامعة القاهرة: يجب أن نختار القيادات التعليمية ممن يمتلكون مهارة الإدارة القائمة على معايير علمية واضحة، كتلك التى يتطلبها العمل فى كبرى المؤسسات المالية والاقتصادية. ويكون لناظر المدرسة الصلاحيات التى تعينه على أداء عمله، ورسم سياسة مدرسته بما يتوافق مع السياسة التعليمية العامة لمصر. ولأن الصحة أكثر الملفات الشائكة فى حياة كل مصرى، فإن الحلم فيها لا حدود له. «التسلح بالعلم واللحاق بالتكنولوجيا».. هى وصفة د.محمد غنيم، أستاذ الكلى ومؤسس مركز المنصورة لعلاج الكلى لإصلاح حال الصحة فى مصر، ففى نظره: العلم هو أساس نجاح أى وطن. وتطوير الخدمة الصحية فى مصر ليس مستحيلا، ولكنه يحتاج إدارة جيدة، واستغلالاً جيداً للموارد، وضميراً يراعى الصغيرة والكبيرة، للنهوض بصحة المصريين. دكتور على رأفت، أستاذ العمارة الإسلامية فى جامعة القاهرة، يرى أن الحلم الحقيقى لمصر فى عالم التعمير هو غزو الصحراء فى الوادى الجديد وسيناء والصحراء الغربية والواحات وجنوب الوادى، بعقل منظم ودارس، يحول دون العشوائية فى التخطيط. بداية الطموح لتحقيق صورة مصر كما نحلم بها يرسمها دكتور حازم حسنى، الأستاذ بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية، قائلا: «لابد أن تكون البداية بتوسيع رقعة الإنتاج، وافتتاح المصانع فى جميع أرجاء مصر، لتستوعب الأيدى العاملة فى وجه بحرى والصعيد والدلتا من دون تمييز لمنطقة على حساب أخرى، ودون أن يشكو إقليم من فقر أو تدهور تنموى». رجل شرطة يسير فى الشوارع، ويعاقب المخالف مهما كان وضعه الاجتماعى أو السياسى أو المركبة التى يركبها.. إنه الحلم الذى تقدمه أمينة خيرى الصحفية فى جريدة الحياة اللندنية لرجل الشرطة وقالت: «أتمنى رؤيته مثقفا، واعيا مظهره لائق، يقف فى اعتداد بزيه الرسمى، لا يمد يديه لسائق سيارة خالف قواعد الطريق، يسعى الأطفال للتحدث معه، والتقاط الصور التذكارية إلى جواره، يثير فى النفس الشعور بالأمن والبعد عن المخاطر، وعدم الرهبة من جهاز الشرطة فى آن واحد».
