قال الدكتور زاهى حواس، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، إنه يجرى الآن إعداد مذكرة قانونية للمطالبة رسمياً باستعادة القناع الذهبى ل«كا نفر نفر»، الموجود حالياً بمتحف سانت لويس بالولايات المتحدةالأمريكية، فى محاولة لاسترداد القناع بالطرق الدبلوماسية. وأضاف حواس فى تصريحات ل«المصرى اليوم» أن المذكرة سيتم تسليمها لوزارة الخارجية، لتقوم بإرسالها إلى وزارة الخارجية الأمريكية، مشيراً إلى أن إعداد هذه المذكرة يأتى بناءً على قرار اللجنة القومية لاستعادة الآثار المصرية، وأنه كلف المستشار القانونى للمجلس الأعلى للآثار بإعداد هذه المذكرة. وأشار حواس إلى أن مشكلة «كا نفر نفر» تكمن فى «رفض» المتحف الأمريكى إعادته لمصر، لاعتقاده أن القناع ملك لمكتشفه، بموجب قانون «قسمة الآثار»، الذين كان معمولاً به فى ذلك الوقت، والذى يتم من خلاله تقسيم الآثار بين مكتشفها وبين الدولة. وأوضح أن قناع «كا نفر» اكتشفه العالم المصرى زكريا غنيم عام 1952 فى منطقة آثار سقارة، وأن قانون القسمة كان يطبق على الأجانب وليس على علماء الآثار المصريين. وقال حواس إنه تم تشكيل لجنة من «أعظم خبراء» القانون الدولى، تضم كلاً من السفراء نبيل العربى ونبيل فهمى وعبدالرؤوف الريدى ووجيه حنفى، لمناقشة هذه المشكلة، خاصة بعد أن أثبتت تحقيقات النيابة «سرقة القناع». من جانبه، أوضح أشرف العشماوى، المستشار القانونى للمجلس الأعلى للآثار، أنه باستعراض الجانبين الفنى والأثرى للقناع تبين أنه اكتشف بمعرفة غنيم عام 1952، ونشر فى كتاب «الهرم الدفين»، عام 1957، وسجل فى سجلات سقارة رقم 6 برقم 6119 صفحة 19. وقال العشماوى إن تحقيقات النيابة «أثبتت» واقعة السرقة، حيث تبين أن موظفى الآثار تسلموا القناع فى 28 يوليو 1959، ضمن عدد من القطع الأثرية الأخرى من سقارة لنقله للمتحف المصرى، تمهيداً لعرضه بأحد المتاحف اليابانية، وتبين اختفاء القناع من الصناديق التى تحوى الآثار. وأضاف أن النيابة «أثبتت جناية الاختلاس»، ضد الموظفين، الذين تداولوا القطعة الأثرية، وتم حفظ التحقيقات ضد مجهول مع تكليف النيابة بالبحث عن الفاعل، مشيراً إلى أنه يعمل حالياً على إعداد المذكرة القانونية التى سيتم إرسالها إلى الخارجية الأمريكية، ومن المقرر الانتهاء من إعدادها خلال أسبوع. يذكر أن التمثال لسيدة شابة تدعى «كا نفر نفر»، تنتمى لعصر الدولة الحديثة من الأسرة 19 وهو فى حالة جيدة من الحفظ، وترتدى فيه السيدة باروكة تتدلى منها أربع خصلات لولبية، وحول الرأس عصابة مغطاة برقائق ذهبية تتدلى من إحداها زهرة اللوتس، ويدا السيدة متعارضتان على صدرها، حيث تمسك بكلتا يديها تميمة خشبية للدلالة على القوة والرفاهية.