كشفت مخاطبات رسمية بين وزارات الإسكان والبيئة والرى ومحافظة الدقهلية وشركة المياه والصرف الصحى بالمحافظة، عن تلوث مياه النيل بسبب مياه مصرف «عمر بك» فى سمنود بالغربية، المحملة بالصرف الصحى والصناعى والزراعى التى تصب فى فرع دمياط على بعد 15 كيلومترا من محطة مياه ميت خميس فى المنصورة، الأمر الذى ينذر بحدوث «كارثة بيئية». واعترف وزراء البيئة والإسكان والرى، وسمير سلام، محافظ الدقهلية، فى مخاطبات رسمية حديثة، حصلت «المصرى اليوم» على نسخ منها، باستمرار تلوث مياه الشرب فى الفترة من بداية شهر ديسمبر وحتى نهاية مارس من كل عام فى الدقهليةودمياط بشكل «يفوق» قدرة محطات التنقية على التعمل معها. وأكد المهندس محمد رجب الزغبى، رئيس قطاع الدعم الفنى بشركة مياه الدقهلية، فى تقرير موجه للمحافظ فى 30 نوفمبر الماضى، لمخاطبة وزير الرى، أن ما يزيد خطورة الأمر، أن مصرف عمر بك الذى يصب كمية تقدر ب600 ألف متر مكعب يومياً من مياه الصرف الزراعى لمساحة قدرها 42 ألف فدان واقعة فى زمام محافظة الغربية، بما تحمله من مخلفات الأسمدة المستخدمة لمساحات تزيد على 17.3 ألف طن سنوياً، وهى مختلفة الأنواع والتأثير البيئى الضار، بالإضافة للمبيدات الزراعية الحشرية والفطرية، وهى مسببة للسرطان إذا تجاوزت حداً معيناً. وتقدر كمية المبيدات اللازمة لهذه المساحة بأكثر من 105 أطنان سنوياً، معظمها يصل إلى مياه فرع دمياط، وهو مصدر المياه الخام، بالإضافة إلى حوالى 50 ألف متر مكعب يومياً من المخلفات الصناعية الناتجة من معاطن الكتان والتى تلقى مباشرة فى المصرف. وبدوره، رفع محافظ الدقهلية التقرير إلى الدكتور محمود أبوزيد، وزير الرى، بتاريخ 2 ديسمبر الماضى، يطالبه بسرعة تعديل وتحويل مصرف عمر بك ليصب على مصرف الغربية الرئيسى «كتشنر» وزيادة التصرفات بالمجرى المائى بحوالى 6 ملايين متر مكعب يومياً للتغلب على المشكلة بشكل مؤقت. وأشار المهندس ماجد جورج، وزير الدولة لشؤون البيئة، فى خطاب موجه لوزير الموارد المائية فى 2 مارس الماضى، إلى إجراء الفرع الإقليمى لجهاز شؤون البيئة لمنطقة شرق الدلتا دراسة لنوعية المياه التى يتم صرفها على نهر النيل فرع دمياط من مصرف «عمر بك»، والذى يمر بقرية الناصرية بالغربية على الطبيعة. وأوضح خطاب الوزير أن هناك دراسة أعدتها وزارة الرى منذ عام 2003 لتعديل مسار صرف محطة طلبمات المحلة الكبرى من محطة رفع الناصرية إلى محطة رفع السجاعية الواقعة على بعد 15 كيلو متر غرب المحلة الكبرى وتخدم زمام 75 ألف فدان ويمكن تدعيم محطة رفع السجاعية بالطلمبات الموجودة بمحطة رفع الناصرية بعد إلغائها، ويمكن مستقبلاً إنشاء محطة رفع مساعدة فى نقطة التقاء مصرف «عمر بك» مع مصرف زفتى. من جانبه، رفض الدكتور محمود أبوزيد، وزير الرى، اقتراحاً من محافظ الدقهلية ووزير الإسكان، بتحويل مسار المصرف، مؤكداً فى خطابين فى 20 ديسمبر الماضى، أن هناك بدائل للتغلب على مشكلة تلوث المياه، منها إعطاء أولوية لتنفيذ محطات المعالجة بالقرى الواقعة على مسار المصرف، وتفعيل قوانين البيئة وحماية المجارى، لكن تعديل مسار المصرف يتطلب أعباء مالية باهظة ووقفت وإجراءات فنية.