يا عم صَهْيِنْ

هل من الممكن أن يصبح المصريون صهاينة؟ سؤال قد يزعجك جداً، ولكن أحد أصدقائى سألنى: ليه بنقول لبعض على أى حاجة مش عاوزين نعملها أو مش مستحسنينها يا عم صهين؟ وليه بنقول يا عم قبل كلمة صهين؟ وليه نصهين من أصله؟ بس إنت عارف إن إحنا بقى فينا من طباع الصهاينة اللى هى الكدب والنفاق والرياء والعنف والتعصب والفساد، وبلاش نكمل أحسن أنا زهقت، والصهينة إيه غير شوية الصفات المنيلة اللى أنا قلتها، دا حتى الحكومة بتتعامل مع الشعب ب«الصهينة»، و«الشعب» كمان بيصهين على اللى بتعمله الحكومة فيه وقلت له حيلك ياعم مش للدرجة دى.. وانتهى الكلام.
الطريف ما حدث أمامى قبل عدة أيام، حيث دار حوار بين زميلين، فقال أحدهما وهو قاهرى المولد والثقافة أبا عن جد، والثانى صعيدى حتى النخاع، فقال الأول للثانى فى رده على الكلام: يا عم صهين، ففهم الآخر قصده رغم أنه لم يقل لا أو نعم، ووجدتنى أبحث عن معنى هذه الكلمة التى تحمل معانى كثيرة ووجدت الآتى:
فكلمة «صهين» مشتقة من «صهيون» وتعنى بالعبرية «الحصن»، وهو واحد من التلين- الهضبتين - اللذين كانت تقوم عليهما مدينة القدس «أورشاليم القديمة» وبالمناسبة «أور- شاليم» تعنى بالعبرية «مدينة السلام»، حيث أسس النبى داود عليه السلام عاصمته الملكية على الجزء الشرقى منها.. وورد ذكر هذا الجبل فى التوراة إشارة إلى جزء من المدينة التى كان يعيش فيها العرب اليَبُوسِيُّون، أصحاب مدينة «يبوس» التى ورد ذكرها فى التوراة أيضًا. ولما انتزع داود، عليه السلام، مدينة «يبوس» من أهلها استولى على حصنها، الذى كان قائمًا على الجبل، وأطلق عليه اسم «صهيون».
ووضع على ذلك الجبل تابوت العهد فأصبح أرضًا مقدسة عند اليهود، ولكن التابوت نقل لهيكل سليمان (البابا شنودة نفى أن يكون تحت المسجد الأقصى كما يدعى اليهود) بعد أن تمت عمارته على جبل «المريا» كما جاء فى العهد القديم.
وذكرت صهيون حوالى 200 مرة فى التوراة بينما لم يذكر «المريا» سوى مرتين فقط، بينما فى زمن المكابيين عرفت صهيون بأنها الرابية أو العلية وهى المرتفع من الأرض التى يقوم عليها هيكل سليمان فقط وليس مدينة أورشاليم بكاملها.
و«صهيون» هى وطن العبرانيين، ورمز ل«آمالهم القومية»، ومن هذه الكلمة جاء مصطلح الصهيونية التى تحولت إلى حركة متطرفة.
ويندر فى العهد الجديد - الإنجيل - ذكر صهيون، ولكنها استخدمت فى الأدب المسيحى بشكل عام للحديث عن أورشاليم السماوية كرمز للمكان الذى سيسكنه الأبرار إلى الأبد، بحسب المعتقد المسيحى.
كما ارتبطت هذه الكلمة فى الأذهان ببروتوكولات حكماء صهيون التى هى عبارة عن مجموعة من النصوص تتمحور حول «خطة» لسيطرة اليهود على العالم.
وفى بحثى على شبكة الإنترنت وجدت فى مدونة هريدى هذه القصيدة الموقعة باسم رأفت المصرى، التى عندما تقرأ أبياتها تجد أنها تنطبق على سلوكياتنا تمام الانطباق وتقول أبياتها:
يا عم صهين خليك مدهنن ما تقولش أيوه ما تقولش لأ
خليك سياسى عاقل وراسى ما تقولش رأيك أبدا بحق
خليك ملاوع حديد مطاوع على كله ماشى قابل لدق
راح تبقى باشا عيشتك بوغاشة ولا يوم هتشعر طعم الزهق
راح تبقى حتة مش أى حتة خشبة ف جاكتة راجل ورق
وكلمة «صهين» تعنى فى اللغة العربية «تفلعص» وتعنى أيضا «الطناش» خطة الحكومات المصرية دائما و«الفلعصة» هى الحركة التى يقوم بها القرموط للانزلاق من يد الصياد والدخول فى طين الترع والمصارف مرة أخرى بفضل انسيابيته ولزوجة الطين.
وما لا يعرفه الكثيرون أن نادى «سيون» الذى انتقل إليه عصام الحضرى حارس مرمى الأهلى يعنى فى اللغة الفرنسية «صهيون».
أما الأهم من كل ذلك فهو أن أفعال بعض الزعماء العرب تجاه اجتياح غزة اتسمت ب«الصهينة» وقولوا ورايا
يا عم صهين خليك مدهنن
ما تقولش أيوه ما تقولش لأ
المختصر المفيد
الْغَمُّ فِى قَلْبِ الرَّجُلِ يُحْنِيهِ.. وَالْكَلِمَةُ الطَّيِّبَةُ تُفَرِّحُهُ.
charloegypt@yahoo.com