مما لا شك فيه أن الأمثال الشعبية تحتل مقاماً كبيراً فى أحاديثنا اليومية، نستخدمها أحيانا لإعطاء النصيحة وأحيانا أخرى على طريقة أنها حجة أو دعامة لتأكيد صحة ما نقول، ولكن يعد الكثير من هذه الأمثال دعوة صريحة للسلبية وتمهيداً للإعداد لبناء هذا الداء العضال، الذى نعانى منه جميعا ألا وهو الشخصية السلبية، وكما يقول مارتن لوثر: «لا يستطيع أحد ركوب ظهرك إلا إذا كنت منحنياً» وتكون هذه الأمثال بمثابة تدريب على انحناء الظهر، ودفن الرؤوس فى الرمال، ويكترث تراثنا الشعبى وثقافتنا بهذه الأمثال، ومنها ما يدعو إلى النفاق «إذا دخلت قرية فاحلف بإلهها» و«إن كان لك حاجة عند الكلب قل له يا سيدى» وآخر «أمشى جنب الحيط» والحمد لله كلنا نمشى داخل الحيط!!.. ومنها ما يدعو إلى الجبن «ألف كلمة جبان ولا كلمة الله يرحمه» أو « الحيطان لها ودان».. وآخر للامبالاة: «اربط الحمار مطرح ما يعوزه صاحبه».. وهناك دعوة للأنانية «أنا ومن بعدى الطوفان» و«إذا مت ظمآناً فلا نزل القطر».. وأخرى تدعو للإحباط واليأس «ما طار طير وارتفع إلا كما طار وقع» أو «المنحوس منحوس لو علقوا له فانوس» وعلى العكس تجد أحد الحكماء فى اليابان يكتب وصية لأبناء شعبه فيقول: «من يبنى ليس لديه وقت للدموع» وأخرى «أنت لا تسدى لى معروفا إن أعطيتنى سمكة لآكلها لكنك تسدى لى معروفا لو علمتنى كيف أصطاد هذه السمكة»، طبعا الفرق شاسع بين الكلمات.. رسالتى هذه دعوة للتخلص من هذه الأمثال، التى أصبحت قدوة يقتدى بها، ومن الواضح أن حكومتنا الموقرة تأثرت بهذه الأمثال فتعاملنا بمثل «لو قابلك أعمى وماسك عصاه، كعبله واكسر عصاه، إنت مش أحن عليه من اللى عماه». حمدى أحمد الهوارى [email protected]