تناثرت أشلاء الفلسطينيين فى غزة حتى غطت أراضيها، واختلطت دماؤهم بترابها، فى مشهد دموى، إن دل فإنما يدل يدل على مدى الإهانة والتخاذل الذى وصل إليه العرب، فأصبحت إسرائيل مثل الثور الهائج الذى لا يخشى أحدًا، ولا يقدر على كبح جماحه أحد، وبدلاً من أن يتخذ موقف لوقف هذا العدوان الغاشم، بدأت حملة التنصل من المسؤولية عبر وسائل الإعلام، وبدأنا فى طرح سؤال من المسؤول؟ قد يعترض البعض على ما سأذكره.. أنا لا أحمل إسرائيل أى مسؤولية عن هذا الدمار والعدوان وسفك الدماء الذى حدث فى غزة! لأن إسرائيل لم تأت بجديد، هذا دأبهم منذ أن خلق اللّه الأرض ومن عليها، ولن تتغير ولن تغير من سياستها تجاه العرب! المسؤول الأول والأخير هو البيت العربى، الذى أصبح من غير أبواب لا نوافذ تحفظ لنا ماء وجوهنا.. الفلسطينيون أصبحوا بين المطرقة والسندان، الوضع الداخلى مؤسف والوضع الخارجى مخزٍ.. خلافات داخلية نقلتنا من الصراع الفلسطينى - الإسرائيلى، إلى الصراع الفلسطينى - الفلسطينى.. كل يدعى أنه يملك مفاتيح الأمور، والنتيجة استغلال اليهود كعادتهم الفرص، استغلوا الصراع الداخلى للقضاء على حماس، ثم عن قريب فتح، وهكذا، والحائر بين الجميع هذا الشعب الفلسطينى الذى تفرق شمله لصالح أعدائه.. المواقف العربية مخزية جدًا إلى أبعد الحدود، تنديد وشجب ومؤتمرات وقمة عربية وقمة غير عربية، والنتيجة مات من مات وقُتل من قُتل، ولن نصل إلى كلمة سواء تطبيقًا للقاعدة العربية الشهيرة «اتفقنا على ألا نتفق»، أما آن الأوان لنتخلص من هذا الذل والهوان الذى سئمته نفوسنا.. الأوان لأن يكون للعرب كلمة وأن نعالج من حالة الصمم والعمى التى أصابتنا؟.. أقول للجميع لا داعى للتنصل من المسؤولية.. فهى واقعة على عاتق الجميع: حماس.. فتح.. العرب! حمدى أحمد الهوارى [email protected]