كان ظناً منى أن الفقر له ثمن يدفعه الفقراء، ولكنى لم يخطر بذهنى يوماً أن يدفع الفقراء حياتهم ثمناً لفقرهم، رجلاً لقتلته»، تابعت ببالغ الحزن والأسى حادث الشاب «إسلام» أو ما أطلقت عليه الصحف «صاحب التوك توك» هذا الشاب الذى فضل الاحتراق بجانب مصدر رزقه، وظنى أن ما كان يدور بداخله أن ما قيمة الحياة إذا ذهب منك هذا الشىء البسيط، الذى جعله الله سبباً تأتى منه بقوت يومك، خصوصاً أنه يعمل عليه سائقاً ولا يملكه! كانت هذه الواقعة بمثابة رسالة وجهها «إسلام» لكل الناس، لكل المعانى التى احترقت، عندما احترق جسده، للقلوب التى ماتت، وللضمائر التى غابت بلا رجعة.. ما رواه شهود العيان يؤكد ذلك.. كيف يركع شخص تحت قدم شخص آخر يتوسل إليه؟ ثم لا تلمس قلبه الرحمة ولا توقظ قلبه الرهبة، لأن الركوع لله.. سؤال يدور بخاطرى: هل أصبح حقاً لا مكان فى مصر للفقراء؟ من المعلوم أن الفقراء فى مصر يمثلون أكثر من 80٪ من الشعب، وهم وحدهم ضحايا كل الكوارث فى مصر، وهل أصبح مصيرهم الموت حرقاً أو غرقاً أو تحت الأنقاض عقاباً لهم ثمناً لفقرهم؟ حمدى أحمد الهوارى hamdy [email protected]