إذا أردت أن تعرف قوة أمة فانظر إلى شبابها، فإذا كان يعمل ويجد ويجتهد بضمير يقظ وحس وطنى وشعور بالمسؤولية فهى أمة قوية متماسكة عظيمة، وإن كان شبابها لا يقوم بشىء مما سبق فهى أمة فى طريقها إلى الزوال.. أخشى أن نكون الثانية، لكن هو الواقع، وحقيقة الكل يعرفها ويعيها، فحياتنا مليئة بنماذج كثيرة، منها هروب الشباب سفراً وبأى طريقة.. لماذا؟! لأن حقوقهم ضائعة، فرصهم فى الحصول على عمل تآمر عليها الفاسدون.. لا مكان لمجتهد ولا متفوق ولا عبقرى ولا مخترع!! فالمصالح الحكومية ومؤسساتنا القومية والقطاعات المهمة والحيوية وغيرها من شركات ومصانع، وحتى محال تجارية كلها مليئة برجال التصقت مؤخراتهم بالكراسى عمداً مقابل الطاعة العمياء وعدم إثارة المشاكل التى تقلق رؤساءهم، وإذا أجرينا حصراً فى قطاعات العمل المختلفة، حكومية وغير حكومية، سنجد أسراً بكاملها تعمل فى مكان واحد.. والكل يفوت لبعضه على حساب من لا نعرف؟! سادت المحسوبية والكوسة والتفويت، وانتشرت كلمة «معلش.. وعشان خاطرى.. وهو يعنى جات عليه.. يا عم سيبها لله».. كلام نسمعه كثيراً، وضع لتقويض أمة وخراب دولة وتضييع شعب وقتل مواهب وعقول وزهرة شباب شعب، والنتائج نصطلى بلهيبها الآن.. شباب مغيب علماً وخلقاً وانتماءً وديناً.. غلاء أسعار، وحوادث قتل وتخريب وعمارات تنهار وعبارات تغرق وشباب يقتتلون على خمسة جنيهات، سرقات فى عز الضهر، ونصابون على كل شكل ولون، جميعهم اتفقوا على نهب البلد ومص دماء الغلابة.. كلها نكبات حيكت لنظل فى القاع لا يظهر لنا صوت ولا يقوى لنا ذراع، لكن برغم كل هذا السواد الذى يخيم فإن هناك رجالاً يقاومون السقوط ويستطيعون النهوض.. لكن إلى متى؟! على إبراهيم جاد