بكل هذه السهولة، وفى بلد تلاحقه الأزمات الاقتصادية، ويعانى شعبه من مشكلات تافهة تعكر صفو حياته، ولا يكاد يخرج من أزمة حتى يدخل فى أخرى، فمن أزمة مياه إلى خبز، من أنابيب بوتاجاز إلى إضرابات فى السكك الحديدية.. ومن إلى.. حتى أصبحت حياتنا بلا أزمة تثير الشك والريبة، يظهر شخص اسمه نبيل البوشى، وتحت ستار شركة أوراق مالية، وخلال أربع سنوات فقط يستولى من المصريين على ما يقرب من مليار جنيه، ويفر خارج البلاد. بكل هذه السهولة، ولدينا أجهزة رقابية تتابع نبض النملة، ولدينا أجهزة دقيقة ترصد تليفونات العشاق والمغامرين، وتعد أنفاس الإخوان المسلمين، وتطارد الكتاب المارقين، وتمنع المظاهرات الغاضبة، فأين هذه الأجهزة من اللصوص والهاربين؟ هذه الأجهزة التى غفلت أو تغافلت عن يوسف عن الرحمن وشريكته راندا الشامى اللذين سرقا أموال وزارة الزراعة وسرطنا الشعب المسكين وشاركا فى موت مؤلم للأطفال والشباب بسبب مبيداتهما، تركتهما يهربان بعد صدور حكم نهائى بحبسهما، اختفيا ورفضت كل الأجهزة الأمنية الرد على أسئلة السائلين أين ذهبا؟ من قبلهما اختفى الملياردير عماد الجلدة بعد صدور حكم نهائى بسجنه فى قضية رشوة وزارة البترول، ومن بعده محمد الملاح، رئيس نادى الشمس، ولا أحد يرد، لماذا لا يتمكن الساسة أو الفقراء من الهروب، بينما ينجح فقط اللصوص والأثرياء الذين يمكنهم أن يدفعوا؟ ويا ترى مَنْ الذى يقبض؟ ولماذا لا يخرج علينا مسؤول ليقول لنا كيف هربوا ومَنْ الفاسد الذى ساعدهم؟ أين كانت أجهزة الأمن عندما كان نبيل البوشى يخدع ضحاياه ويمنحهم فوائد سنوية تصل إلى 40٪ حتى يحصل على المزيد؟ لولا أن أجهزة الأمن فى دبى كانت سريعة ما تمكنا من معرفة فضيحة البوشى ولا سمعنا عن الفضيحة.. مليار وقبله مليارات منهوبة، وضحايا لا يملكون إلا الحسرة، وأجهزة رقابية بلا عدد ليست مشغولة بالدفاع أو حماية هذا الشعب بقدر ما هى مشغولة بالنظام السياسى والخارجين عليه والغاضبين منه! *** * أشكر كل الأصدقاء الذين عرضوا مساعدتهم لى بعد أن وصلتهم رسالة إلكترونية من بريدى تدَّعى أنى خارج البلاد وفقدت كل نقودى وطلبت تحويل مبلغ من المال على حساب فى لندن، والحقيقة أن «هاكرز» نجح فى السطو على «إيميلى»، وأرسل لكل الذين أعرفهم، وهذه واقعة متكررة مع كثيرين غيرى، لذا لا تستجيبوا لمثل هذه الرسائل، فيبدو أننا أصبحنا شعباً مغرياً للنصب من كل اتجاه! [email protected]