أدلى الناخبون العراقيون بأصواتهم فى انتخابات مجالس المحافظات أمس، فى أول عملية اقتراع منذ 2005 وسط إجراءات أمنية مشددة تحسبا لهجمات، تشنها مجموعات متشددة تعارض الانتخابات، فيما أطلق مسلحون قذائف «هاون» قرب مركز للاقتراع فى تكريت. وفتحت مكاتب الاقتراع فى 6500 مركز انتخابى أمام الناخبين البالغ عددهم نحو 15 مليونًا، لاختيار ممثليهم فى مجالس جميع المحافظات باستثناء إقليم كردستان، بمحافظاته الثلاث «أربيل والسليمانية ودهوك» إضافة إلى محافظة كركوك. ويشارك مئات الآلاف من عناصر الجيش والشرطة فى تأمين الانتخابات تجنبا لهجمات قد تشنها مجموعات متطرفة، خاصة بعد مقتل 5 مرشحين. وفرضت السلطات حظر تجول على المركبات باستثناء تلك التى تحمل تراخيص محددة، كما أغلقت الحدود الدولية ومداخل المحافظات، ومنعت حمل السلاح حتى المرخص، كما تم منع حمل جميع أجهزة الاتصال من قبل جميع الناخبين بمن فيهم الإعلاميين والصحفيين، وأعلنت اللجنة الأمنية العليا المشرفة على الانتخابات اليوم وأمس عطلة رسمية فى البلاد، وبدأت من الخميس الماضى تطبيق حظر تجول ليلى. وسقطت 4 قذائف هاون بالقرب من أحد مراكز الاقتراع فى تكريت دون وقوع إصابات، وقال مصدر أمنى إنها سقطت فى نفس الوقت وبدا أن الهدف منها هو ترويع الناخبين وإثنائهم عن المشاركة فى الانتخابات. وفى غضون ذلك، دعا رئيس الوزراء نورى المالكى بعد الإدلاء بصوته، إلى «اختيار الأفضل لشغل المناصب»، معتبرا أن «هذا اليوم هو يوم فرح وسرور للعراقيين». ومن خلال تعليقات الناخبين فى مدينة الصدر يتضح أن المالكى كسب بعض التأييد بين ألد أعداء الأمس. حيث قالت فوزية محمد: «سوف أعطى صوتى للمالكى، كل المنطقة التى أقيم فيها ستصوت للمالكى»، وأضافت "لقد جعل حياتنا عادية ولم نعد نخاف من أن يستولى اللصوص على منازلنا وأموالنا". إلا أن ذلك لم ينه قوة التيار الصدرى، فمازال كثيرون يبجلون الصدر ويتبعون توجيهاته فى كيفية الإدلاء بأصواتهم لقائمة مرشحين "مستقلين"، واعتبر مظفر الموسوى أن التصويت لقوائم أخرى غير ذلك يعد "خيانة". من جانبه، دعا عبد العزيز الحكيم رئيس "المجلس الإسلامى الأعلى" فى العراق العراقيين للمشاركة فى الانتخابات، واعتبر أن الانتخابات تمثل "يوم ملحمة عراقية ولابد للعراقيين من المشاركة لأنها تشكل وظيفة شرعية ووطنية وإنسانية".