أدلى الناخبون الأفغان بأصواتهم منذ الساعات الأولى من صباح أمس لاختيار الرئيس وأعضاء مجالس الولايات، فى ثانى انتخابات رئاسية من نوعها فى تاريخ البلاد، صحبتها أعمال عنف متفرقة فى مختلف أنحاء البلاد وهجمات شنها مسلحو حركة «طالبان» التى كانت تعهدت بإفشال العملية الانتخابية ودعت المواطنين إلى عدم التصويت وسط حالة تأهب قصوى حيث انتشر نحو 300 ألف من القوات الأمنية الأفغانية والأجنبية لتأمين الناخبين ومراكز الاقتراع، بينما أعلنت الحكومة أنه قد لا يفتح نحو 12% من مراكز التصويت بسبب عدم سيطرتها عليها. وفتحت مراكز الاقتراع أبوابها فى تمام الساعة ال7 صباحًا حيث يحق ل17مليون ناخب أفغانى الإدلاء بأصواتهم فى أكثر من 6700 مركز تصويت وسط إجراءات أمنية مشددة، لكن تلك الإجراءات لم تمنع مسلحى حركة طالبان من شن هجمات بالصواريخ على ولايات قندهار وهلمند وغزنة فى الجنوب وننجرهار وكونار فى الشرق حيث جرح 5 أشخاص، كما وقعت هجمات أخرى فى عدة مناطق فى البلاد لم يعرف عدد ضحاياها نظرًا لقرار الحظر الذى فرضته الحكومة الأفغانية على وسائل الإعلام لنشر أعمال العنف وهددتها بإغلاقها أو بطرد المراسلين الأجانب خشية التأثير على الناخبين من الذهاب إلى صناديق الاقتراع، وهو ما أثار انتقادات دولية وأمريكية عديدة للقرار. من جانبه، أدلى الرئيس الأفغانى المنتهية ولايته، حامد كرزاى، بصوته فى مركز اقتراع قرب القصر الرئاسى فى كابول، وينافسه فى الانتخابات الرئاسية 37 مرشحًا من بينهم سيدتان بعد أن كانوا 41 مرشحًا انسحب منهم 4، ويعتبر وزير الخارجية السابق عبدالله عبدالله، ووزير المالية السابق أشرف غانى، ووزير التخطيط السابق رمضان بشاردوست المنافسين الأبرز لكرزاى حيث عملوا فى حكومته. وفور إدلائه بصوته برفقة وزير الخارجية رانجين دادافار، دعا كرزاى الناخبين إلى الإدلاء بأصواتهم، قائلا إن طالبان ستفشل فى تعطيل الانتخابات. كما سيختار الناخبون الأفغان 420 من أعضاء المجالس المحلية فى 34 ولاية، وذلك من أصل 3196 مرشحًا بينهم 328 امرأة، ويخصص ربع تلك المقاعد للنساء، إلا أن التهديدات التى أطلقتها حركة طالبان قبل الانتخابات باستهداف الناخبين ودعوتها لهم بعدم التصويت انعكست على نسبة المشاركة، حيث أفاد شهود عيان بأن نسبة الإقبال على التصويت فى البداية كانت أقل بمقدار الثلث مقارنة بانتخابات عام 2004، بينما يتوقع إعلان النتائج الأولية خلال 48 ساعة من إغلاق مراكز الاقتراع، وعلى الرغم من أن استطلاعات الرأى ترجح حصول كرزاى على أعلى نسبة من أصوات الناخبين إلا أنه لا يرجح حصوله على الأغلبية المطلق (50% +1 من الأصوات) اللازمة للفوز بفترة رئاسة ثانية، وفى هذه الحالة من المقرر إجراء جولة ثانية فى الأسبوع الأول من أكتوبر المقبل. ويشرف على الانتخابات فى أكثر من 6700 مركز اقتراع نحو 270 ألف مراقب من بينهم ألفان أجانب، وفى الوقت نفسه، أكد بعض المسؤولين الانتخابيين وجود عوائق فنية أدت على عدم فتح بعض المراكز، موضحا أنه تم إبلاغ المسؤولين بالمشكلة دون تلقى رد سريع. وبينما أكد وزير الداخلية، محمد حنيف أطمار، أنه تقرر إغلاق صناديق الاقتراع فى 9 مناطق تخضع لسيطرة طالبان محذرًا من مخاطر وهجمات تطال ثلث مساحة البلاد، أعلنت طالبان فى بيان على الإنترنت أن مسلحيها هاجموا 16 مركز اقتراع فى بداية الانتخابات. وفى الوقت نفسه، أعلن مسؤول محلى أن بضعة صواريخ سقطت فى مدينة قندهار جنوب البلاد حيث جرح 4 أشخاص بينما كان الناخبون يستعدون للإدلاء بأصواتهم، كما استهدف صاروخ سقط فى ولاية قندز شمال البلاد مدرسة تم تحويلها إلى مركز اقتراع فأصاب طفلًا وألحق أضرارًا بجدران المدرسة. وبينما سادت حالة من الاضطراب الأمنى فى جنوب وشرقى البلاد بسبب تغلغل عناصر طالبان، إلا أن مسؤولين أكدوا أن العملية الانتخابية تسير بشكل سلس فى باقى أنحاء البلاد. من جهة أخرى، أفاد استطلاع للرأى أعده معهد جالوب بأن 51% من الأمريكيين بقليل يعتبرون أن الحرب فى أفغانستان عبثية كما يعارضون إرسال المزيد من الجنود الأمريكيين إلى هذا البلد للتصدى للمتمردين الإسلاميين.
