إلى متى يظل تيار الإهمال يتقاذفنا يميناً ويساراً.. يضع حباله الحريرية حول أعناقنا.. فننساق غافلين نحو اللا مجهول.. بفرش وسائده الناعمة تحت رؤوسنا فنشعر بالراحة.. ونتثاءب.. و«ننام فى العسل»؟.. الإهمال شر مستطير.. تسبب فى كثير من الكوارث.. ولم نتعظ.. ومازلنا نرتدى رداءه الفضفاض.. أودى بحياة الأبرياء فى قاع البحر.. أضرم النيران فى قصر ثقافة بنى سويف وقطار الصعيد.. فمات المئات محترقين.. وفى الأمس القريب.. أسقط صخور المقطم على المطحونين فمات الكثيرون.. وأشعل النار فى بناية مجلس الشورى ثم فى المسرح القومى.. وفى جهات أخرى متفرقة.. ويلح علىّ سؤال: إلى متى نظل ننسب حدوث الكوارث والمصائب للقضاء والقدر دون أن نفيق من غفلتنا ونعالج خطايانا؟.. وكما نؤمن بالقضاء والقدر.. نؤمن أيضاً بالأخذ بالأسباب.. فالمستشفى الذى يهمل رعاية مرضاه يسلمهم إلى الحانوتى.. والأب الذى يهمل رعاية أولاده يسلمهم إلى الشارع.. والطريق الملىء بالحفر والسائقين المتهورين يسلم الضحايا إلى عربة الإسعاف.. والعقار الذى تهمل صيانته ينهار على قاطنيه. لقد دفعنى إلى كتابة هذه السطور ما قرأته بصحيفة «المصرى اليوم» عن حادث مصرع طالب بالصف الأول الإعدادى.. عندما لمس مياها مكهربة داخل خزان ترك مكشوفاً فى فناء مدرسته.. ومن قبل وفى حادث مماثل كان مصرع طفل بمياه مكهربة داخل حمام سباحة بأحد الأندية.. وخلاصة القول من الواجب علينا تبيان كارثية الإهمال فى وسائل الإعلام المختلفة.. وياحبذا لو أضيفت إلى عبارات الإرشادات المدونة بالغلاف الأخير للكتب المدرسية عبارة تحذيرية تقول «احذروا الإهمال.. فإنه يسبب المصائب والكوارث». عبدالله الغريب عبدالكريم من رجال التربية والتعليم بالمعاش السويس