المجزرة الإسرائيلية فى غزة كسرت نفسى، وجعلتنى أشعر بأننى مشارك فى الجريمة القذرة، وأن الكتابة لا تطهر روحى، ولا تغسل يدى بكلمات الرثاء. لم أستطع أن أحس، مثل حماس، بأن ما حدث «أذى عابر»، وأننا انتصرنا وعلينا أن نحتفل لأن إسرائيل أوقفت الحرب، ووجدتنى مثل السلطة الفلسطينية أصدر بيانات الشجب والإدانة، لأن ما فى قلبى من حب ليس مثل ما فى قلوبهم من سياسة لا تعترف بالقلوب. لم أر منتصراً إلا إسرائيل، ولم أر فى القمم العربية وخطب القادة وصراعهم سوى عجز على عجز، ولم يبق فى عينى إلا صور جثث الأطفال والنساء ودموعهم.. كرهت الكتابة كما كرهت السياسة، فعصانى قلمى ولم تفلح أسئلة الامتناع فى تحريضى على العودة، فهربت إلى الحزن مقاوماً الإحساس بالهزيمة. كلمة الهزيمة مؤلمة، لذا حاولت أن أمحوها من إحساسى لأنها شهادة للعدو، لإسرائيل، وحاولت أن أفتش عن سعادة ما، فلم أجدها إلا فى الكلمة، فالكلمة أحياناً هى نافذتك مع اليأس للعودة إلى الحياة. «فجّر طاقتك الكامنة فى الأوقات الصعبة» هذا هو عنوان كتاب «ديفيد فيسكوت» وهو واحد من أكثر الكتب مبيعاً فى العالم.. العالم أيضاً حائر يبحث عن السعادة. يقول «فيسكوت» فى مقدمة كتابه: «إننا جميعاً نتطلع إلى السعادة ونبحث عنها، لكن السعادة ليست هدفاً فى ذاتها، إنها نتاج عملك لما تحب، وتواصلك مع الآخرين بصدق، إن السعادة تكمن فى أن تكون ذاتك، أن تصنع قراراتك بنفسك، أن تعمل ما تريد لأنك تريده، إنها تكمن فى تحقيقك استقلاليتك عن الآخرين، وسماحك للآخرين أن يستمتعوا بحرياتهم، أن تبحث عن الأفضل فى نفسك وفى العالم من حولك».. هل يمكن أن تعمل الدول بهذه النصائح؟ هل يقرأ القادة مثل هذه الكلمات؟ لماذا يهمنى قراءة القادة لهذه الكلمات، هل ليمنحونا السعادة؟ «إن الخيانة والاستسلام - على الرغم من شدة آثارهما - ليس لديهما القدرة على تقييد مسيرة تطورك أو إعاقة نجاحك، ما لم تكن أنت الذى تختلق الأعذار كى تفشل هذا الفشل الذريع».. «لا تعتمد على أى شخص قد يأتى لينقذك، ويمنحك الدفعة الكبرى لكى تنطلق، ويهزم أعداءك، ويناصرك، ويمنحك الدعم اللازم لك، ويدرك قيمتك، ويفتح لك أبواب الحياة». كتاب «فيسكوت» رائع، يستحق أن أحدثكم عنه فى وقت آخر، ولكنى الآن أطوعه حسب حالتى النفسية، أقف عند نصيحته لى ولك: «ابحث عن قوتك، حتى عندما تشك فى وجودها، (خاصة) عندما تشك فى وجودها، إن قوتك تختفى فى أوقات الضعف وتحتاج إلى إيمانك بها حتى تظهر نفسها». «اتبع ما تعتقد أنه حق، فليس لديك مرشد أقوى من ذلك الاعتقاد، إن إيمانك يصبح قوتك فى وقت الشدة، إن ما يعتقده الآخرون لن يجعل الليلة الطويلة تبدو أقصر، أبدا لست أضعف من قوتك، إنك فقط قد تنسى كل ذلك فى بعض الأحيان»!! [email protected]