أفيقوا يا قوم

ذِئَابُ الكفرِ قد هَجَمُوا جميعاً       على أبناءِ غزةَ نَاقِمِينا
وهم رغم الإبادةِ لم يَخِرُّوا         لأَهْلِ الغَدْرِ يوماً ساجدينا
ونحن هنا نَرَاهُمْ فى جحيمٍ         فَنُعْطِيهِمْ أيادى العاجزينا
هوانٌ لا يُفَارِقُنَا وخزىٌ             وعارٌ طامسٌ شَرَفَ الجَبِينَا
فأقصى جَهْدِنَا لَوْمُ الزمانِ          ونَبَكِْى بُرْهَةً وَنَصِيحُ حِينَا
ونمشى فى مظاهرةٍ تَمُرُّ           ونَهْتِفُ كالصِّغارِ مُرَدِّدِينا
وَنُبْدِعُ فى سُطُورِ الشِّعْرِ زَهْواً    وَنُلْقِيها رجالاً ثائرينا
نَلُومَ وُلاةَ مِصْر لا سِوَاهُمْ          فَكُلُّ العيبِ فيهم لَيْسَ فينا
وَكُلُّ الشَّرِّ منهم ليس منَّا           ونحنُ الأتقياءُ وقد بُلِينَا
فَلَوْلاهُمْ لَمَا خَرَبَتْ بلادٌ            وكانت شِرْعَةُ القانونِ دينا
ولولاهم لَمَا انتشرَ الفسادُ          ولم نُهْزَمْ شمالاً أو يميناً
أيا قَوْمِى أَفِيقُوا من هُرَاءٍ         هل الحكامُ إلا من بَنِينَا؟!
فَإِنْ صَلَحُوا سَيَحْكُمُهُمْ خِيَارٌ       وإِنْ فَسَدُوا فَحُكُمُ المُفْسِدِينا
وكيف نكونُ كالمِلْحِ الأجاجِ       ونرجو قائداً عَذْباً مَعِينَا؟!
ملاكاً لا تُرَاوِدُهُ المعاصى         ولم يُخْلَقْ كأصلِ الناسِ طيناً
فلا تُلْقُوا المَلامَةَ دُونَ عَقْلٍ       على الحكامِ إِنَّ العيبَ فينا
ولولانا لَمَا كانوا ملوكًا           فهل نَنْسَى الحقيقةَ أَمْ أَبِينَا؟!
فقولوا إِنْ أَرَدْتُمْ قَوْلَ صِدْقٍ      ظلَمْنَا نَفْسَنَا ظُلْماً مُبِيناً
وَمَا منَّا شعوبٌ تَسْتَحِقُ           أميراً عادلاً شَهْماً أَمِينا
كحمزةَ أو صلاحِ الدينِ كَيْمَا     يُعُيدَ كَرَامَةً فُقِدَتْ سنينا
أو الفاروقِ للأقصى يَطِيرُ       (وَيَشْفِ صدورَ قومٍ مؤمنينا)
محمد عبدالجواد السيد قاسم
المنصورة - أويش الحجر