الشعر.. حالة وجدانية لمقرضه وقارئه.. وأقرأ الشعر منذ كنت فى المرحلة الابتدائية فى سبعينيات القرن الماضى. تربيت على أشعار الأبنودى وفؤاد حداد وأمل دنقل وعبدالرحيم منصور وأشعار القطب الصوفى الكبير محيى الدين بن عربى، وغيرهم كثيرون ومن أهم من تأثرت بأشعارهم قداسة البابا شنودة الثالث الذى كتب هذه القصيدة عام 1961 بعنوان: «تائه فى غربة» أهديها إلى البقية الباقية من الزمن الجميل. تقول القصيدة: يا صديقى لست أدرى ما أنا أو تدرى أنت ما أنت هنا أنت مثلى تائه فى غربة وجميع الناس أيضاً مثلنا نحن ضيفان نقضى فترة ثم نمضى حين يأتى يومنا عاش آباؤنا قبلاً حقبة ثم ولى بعدها آباؤنا قد دخلت الكون عرياناً فلا قنية أملك فيه أو غنى وسأمضى عارياً عن كل ما جمع العقل بجهل واقتنى عجباً هل بعد هذا نشتهى مسكناً فى الأرض أو مستوطنا غرنا الوهم ومن أحلامه قد سكرنا وأضعنا أمسنا ليتنا نصحو ويصفو قلبنا قبلما نمضى وتبقى ليتنا لست أدرى كيف نمضى أو متى كل ما أدريه أنا سوف نمضى فى طريق الموت نجرى كلنا فى سباق بعضنا فى إثر بعض كبخار مضمحل عمرنا مثل برق سوف يمضى مثل ومض يا صديقى كن كما شئت إذاً لم يعد فى القلب من خفق ونبض ارض آمالك فى الألقاب أو واجر فى الآفاق من طول لعرض وأغمض العين وحلق حالما ارضها فى المال أو فى المجد ارض آخر الأمر ستهوى مجهداً ضيع الأيام فى الأحلام واقض يهدأ القلبُ وتبقى صامتاً راقداً فى بعض أشبارٍ بأرض ما ضجيج الأمس فى القلب إذاً أين بركانه من حب وبغض قل لمن يبنى بيوتاً ههنا أيها الضيف لماذا أنت تبنى قل لمن يزرع أشواكاً كفى هو نفس الشوك أيضاً سوف تجنى قل لمن غنى على الأهواء هل فى مجىء الموت أيضاً ستغنى قل لمن يرفع رأساً شامخاً فى اعتزاز فى افتخار فى تجنى خفض الرأس وسر فى خشيةٍ مثلما ترفع رأساً سوف تحنى قل لمن يعلو ويجرى سابقاً يا صديقى قف قليلاً وانتظرنى نحن صنوان يسيران معاً أنا فى حضنك مل أيضاً لحضنى قل لمن يعتز بالألقاب إن صاح فى فخره من أعظم منى نحن فى الأصل تراب تافه هل سينسى أصله من قال إنى؟! المختصر المفيد: نعيب زماننا والعيب فينا وما لزماننا عيب سوانا [email protected]