الشاب الملتحى المقاتل فى حركة حماس محمد وقف تحت مظلة أحد المتاجر محاولاً الاختباء من طائرة إسرائيلية بدون طيار، ويقول: «إن غزة ستنفجر بركانا تحت أقدام الإسرائيليين وتدمر أسطورة الجيش الذى لا يقهر». وأضاف محمد: «نحن جنود الله نتسابق إلى الموت، بينما يخافه الإسرائيليون، وقد قامر الزعماء الإسرائيليون بمستقبلهم عندما دخلوا أوحال غزة وسيولون الدبر ويهزمون». يأتى حديث محمد بينما يخوض الجيش الإسرائيلى معارك شرسة على مشارف مدينة غزة. ويقول محمد «24 عاماً» الذى حقق حلم طفولته بالانضمام لكتائب عزالدين القسام، الجناح العسكرى لحركة حماس، فى سن 18 عاماً، إنه «متزوج من قضية فلسطين». وتحدث محمد عن امتلاك الحركة العديد من الصواريخ مخبأة فى ملاجئ سرية ، وأشار إلى أن بعض هذه الصواريخ ينطلق أتوماتيكياً وشدد على أن معنويات المقاتلين مرتفعة. وأضاف قائلا: «بإمكاننا أن نستمر فى القتال مهما طال أمده، وحتى أشباحنا قادرة على هزيمة الإسرائيليين». وبجانب الصواريخ تحدث عن شبكة من الأنفاق المصممة بحيث تمكن مقاتلى الحركة من الكر والفر ونصب الكمائن والاختطاف وتدمير الآليات العسكرية، التى تمر من فوق أنفاقهم. وقال إن هؤلاء المقاتلين يغيرون تكتيكاتهم ومواقعهم بصورة مستمرة، ولا يهاجمون أبداً من نفس المكان كما أن لديهم وسائل سرية للاتصال، ويستخدمون اللاسلكى لتضليل الإسرائيليين. وفى المقابل، يقول يوعاى جالنت، قائد القيادة الجنوبية الإسرائيلية، إن «عملية الرصاص المتدفق» أعطت فرصة لا تعوض لتدمير حماس، مطالبا بنشر مزيد من القوات الإسرائيلية فى غزة. وأشار إلى تمكن القوات الإسرائيلية من قتل 300 من مقاتلى حماس. ولكن رونن بيرجمان الخبير الإسرائيلى فى شؤون الدفاع قال: «إن المعركة أبعد ما تكون عن الحسم، وإن محمد ورفاقه لا يزالون يمثلون خطرا حقيقيا». وأضاف أن حماس تعلمت تكتيكات من صمود حزب الله أمام إسرائيل فى حرب جنوب لبنان عام 2006 وربت عناصرها وتحولت إلى هيئة عسكرية مهنية ومنضبطة. وقال بن ييشاى، مراسل صحيفة يديعوت أحرونوت للشؤون العسكرية، الذى يرافق القوات الإسرائيلية: «لقد دهشت لمستوى استعداد حماس، فقد كانت هناك بنايات بأكملها تم تفخيخها». وذكر أن الوحدة التى كان يرافقها وجدت دمية على شكل أحد مقاتلى حماس فى ممر بناية بحى الزيتون، وأنهم لو أطلقوا عليه النار لانهارت عليهم البناية لأنها كانت مليئة بالمتفجرات. وكل ما تحتاجه حماس لتحقيق النصر هو أن تظل حية وتطلق الصواريخ على جنوب إسرائيل، حتى تنجح جهود الضغوط الدولية على إسرائيل لوقف حملتها العسكرية.