«صوت العرب» إذاعة مصرية، تبث من القاهرة على تردد 621 AM، تم إنشاؤها فى 4 يوليو عام 1953، لعبت دوراً بارزاً فى قضايا التحرير لشمال أفريقيا وجنوب اليمن وشرق أفريقيا، استغلت ثورة يوليو (الحكومة الجديدة فى مصر) إمكانيات الإذاعة، ودعت من خلالها إلى دعم المناضلين العرب ودعاة القومية العربية ومحاربة ما يسمى الرجعية. كانت «صوت العرب» صوت مجاهدى الجزائر والمغرب وتونس، وكانت تذيع رسائل مشفرة لجبهة تحرير الجزائر والمقاومة الفلسطينية وكذلك جبهات التحرير بأفريقيا، حاولت فرنسا إخماد صوتها بتوزيع أجهزة راديو مجاناً، لا تلتقط «صوت العرب»، على الجزائريين للتعتيم وإبطال تأثير الإذاعة. شاركت «صوت العرب» فى تحرير دول الخليج العربية واستقلالها، وعبر مسيرة أكثر من نصف قرن وسط الأحداث العربية، يصفها مؤيدوها بأنها كانت صوت المناضلين العرب، وحصن العروبة الإعلامى والمدافع عن القضايا العربية، حيث إن للقناة جولات وصولات وتحيزاً واضحاً للأهداف الناصرية (من ويكيبيديا- الموسوعة الحرة بتصرف). أخيرا، دخلت حيز التنفيذ تجارب قناة «الجزيرة» القطرية لبث برامجها عبر الموجات الإذاعية المتوسطة 954، ونحن – فى ماسبيرو - عنها غافلون، تحديدا اختارت «الجزيرة» موجاتها المتوسطة لتغطى منطقة الشرق الأوسط، لتطبق على الشارع العربى فضائيا وإذاعيا، لا تترك مجالا لصوت مصر العربى، أينما تولوا وجوهكم ثمة «الجزيرة». الاحترافيون فى «الجزيرة» درسوا الشارع المصرى جيدا ويعلمون أن 31 فى المائة من الجمهور المصرى يستمع إلى الإذاعة لأسباب منها أزمة المرور، بل الإذاعة تعتبر فى مناطق نائية مصريا، مصدرا أساسيا للأخبار. الاحترافيون فى إذاعة «نوكيا أبوكشاف بينور» لا ينصتون لرغبات الشارع، صارت الإذاعة كالمحمصة، تبيع المسليات، باعتبار أن الشعب المصرى أكثر شعوب العالم فى قزقزة اللب والبرامج الإذاعية، على طريقة «غمض عينك وامشى بخفة ودلع.. الدنيا هى الشابة وانت الجدع، تشوف رشاقة خطوتك تعبدك.. لكن انت لو بصيت لرجليك تُقع.. عجبى». لو لقناة «الجزيرة» واحد فى المائة مما ل«صوت العرب» فى وجدان العرب، لو لقناة «الجزيرة» واحد فى المائة من خبرات وكفاءات «صوت العرب»، لو فى «الجزيرة» واحد فى المائة من أرشيف «صوت العرب»، صوت الزعامات، خطب القيادات، إعلان الثورات، ودحر التمردات.. «صوت العرب» من الثراء بحيث تملك إمكانيات إطلاق إذاعة «صوت العرب الوثائقية» مثل التى أطلقتها «الجزيرة» فضائيا من العدم.. «الجزيرة» تتغذى على فضلات البرامج الوثائقية المصرية. إخلاء الساحة للجزيرة الإذاعية يذكر بإخلاء الساحة للجزيرة الفضائية، نفس الملابسات والتواطؤات، أتحدى أن شرائط الإذاعة المصرية بدأت تتسرب إلى إذاعة «الجزيرة» الفضائية، كوادر «صوت العرب» تتسرب واحدا بعد الآخر، ليس هناك آخر لما تفعله «الجزيرة» فضائيا. بين كوادر «صوت العرب» - وأعرف بعضهم معرفة جيدة - مَنْ هم قادرون على فعل المستحيل لمنع «الجزيرة» من التمدد فى الشارع العربى إذاعيًا، شباب زى الورد المفتح فى جناين مصر، لغة وخبرة واحتراف واتصالات وعلاقات وقدرات قتالية هائلة وقلوب جسورة، لكن الموظفين يسيطرون، يمحقون المواهب، يحرقون الفرص المتاحة للحاق بسباق الإذاعات الفضائية على FM. بمناسبة FM، غريب أن «صوت العرب»، ودون سبب يذكر ورغم تكرار الطلب والإلحاح عليه من قيادات الشبكة طوال ثلاث سنوات، لا تمتلك حق البث على FM، رغم أن إذاعات أقل أهمية نالت الحظوة، إذاعات الكبار والقاهرة الكبرى والقناة، والأغرب أن «صوت العرب» لا تبث إلكترونيا كغيرها من الإذاعات ك«الجزيرة» و«BBC»، «صوت العرب» غير مسموعة حتى فى ماسبيرو.