افرحى يا إسرائيل.. هذا أوان الزهو، كل الزهو يستحقه جنودك، قاتلوا بشجاعة عن بُعد، بطائراتهم وصواريخهم، وأسكتوا صراخ 270 طفلاً إلى الأبد، لكم أزعجك صراخهم وأزعج جنرالاتك عبثهم الطفولى! افرحى يا إسرائيل.. جنودك الشجعان أزهقوا أرواح مائة امرأة، فجروا مائة رحم، وجوعوا مائة رضيع، لكم كان الرضع على قائمة أهدافك الإستراتيجية.. لكم هددوا أمنك، وأقلقوا شعبك المسالم المستكين! افرحى يا إسرائيل.. واشكرى ربك «يهوه»، الذى اختارك لتطهرى غزة من أطفالها، وتنظفى أرحام نساء غزة من أجنتها، وتخلصى أرض غزة من زرعها. افرحى يا إسرائيل.. لك الحق فى أن تفخرى بانتصارك المهيب، أوقفى شعبك فى ساحة النصر، يستعرض طابور دباباتك المنتصرة، وعلى فوهة كل مدفع قطعة من لحم طفل، وآثار لدم امرأة. افرحى يا إسرائيل.. مرة أخرى تثبتين إيمانك وتدينك، مرة أخرى يتحقق «لاهوتك» على الأرض.. أحرق جنودك الشجعان الحرث والنسل، لم يتركوا بقرة، ولم يرحموا رضيعاً أو امرأة أو شيخاً!. افرحى يا إسرائيل.. عودى إلى المعبد ومارسى صلاتك فى خشوع، وخذى البركة من الحاخام الأكبر، قدمى له ما بقى من لحم الرضع، وامنحيه من دم الأطفال ما يكفيه، ليصنع لك فطيرة مقدسة فى عيد الفصح. افرحى يا إسرائيل.. كما تفرحين دائماً، احشدى الحشود ورصى ترسانتك العسكرية فى مواجهة الأطفال والمدنيين العُزّل، اقصفى المدارس بالمدافع والصواريخ، واهدمى رياض الأطفال بالطائرات، تخلصى من الخطر، واجلبى الأمن لشعبك مغلفاً بجلود الأطفال المحروقة ودماء النساء. افرحى يا إسرائيل.. ارقصى رقصة «Hava Nagila Hebrew»، واشربى الأنخاب فقد زاد عدد مذابحك وارتفعت حصيلة ضحاياك، زاد رقم الأطفال الصرعى الذى تباهين به، وتزايد عدد النساء اللائى سقطن بنيرانك، وتكرس وضعك المتقدم فى سجلات الدم. افرحى يا إسرائيل.. عودى إلى شعبك بصور تليفزيونية ل 1500 طفل جريح، زُفى إليه نجاح جيشك الشجاع فى تفجير أجسادهم، وبتر أطرافهم.. اطلبى من شعبك «الطيب» أن يخرج للشوارع مبتهجاً بالانتصار.. بشّرى شعبك المختار بأن 1500 طفل باتت تمنعهم إعاقاتهم عن قذف الحجارة، وأخمدت الصدمة أصواتهم، فصاروا عاجزين عن الصراخ. افرحى يا إسرائيل.. أخبرى أطفالك وهم يدرسون عن قداسة المعبد وحرمته كم هُدمتِ من المساجد والكنائس فى حروب مجدك البطولية.. حدثيهم وهم يدرسون الهولوكوست كيف تحولين غزة إلى «فرن غاز» كبير. فسرى لهم سر رائحة الموت التى فى الهواء، وشرايين الدم التى تبدو فى عروق الأرض أسفل أقدامهم. افرحى يا إسرائيل.. واستهدفى مزيداً من الأطفال، لايزال بعضهم يلعبون ببراءة بجوار جثث ذويهم، ولايزال فى غزة نساء تستعد بطونهن لجلب المزيد، خوضى إذن معركة مجدك، حققى «تلمودك» وابقرى بطون النساء ولا ترحمى رضيعاً، ثم عودى إلى شعبك، وزفى إليه انتصاراً جديداً. افرحى يا إسرائيل.. فالتاريخ الذى تدونينه سيسجل لك انتصاراتك فى معارك «الطرف الواحد»، سيشيد بشجاعة جنودك المطلقة.. واجهوا بدبابتين وطائرة طفلاً رضيعاً فهزموه وأردوه قتيلاً، قبل أن يأسروا أمه، وسيزهو برباطة جأش جنرالاتك الذين واجهوا من خلف مدرعاتهم الفولاذية حجارة «الإرهابيين». افرحى يا إسرائيل.. هذه أنت، وهذا هو الانتصار الذى تستحقين! [email protected]