أصبح متعهدو جمع القمامة من مستشفيات جامعة القاهرة وسرطان الأطفال ودار السلام مصدراً لتسريب المخلفات الطبية الخطرة والاتجار فيها، هذا ما كشف عنه حملة وزارة البيئة بعد مداهمة 3 مخازن بمنطقة بطن البقر بمصر القديمة، وضبط أكثر من 26 طناً من المخلفات بها. المقدم ياسر خليل، رئيس الحملة، مسؤول اتصال شرطة البيئة والمسطحات بوزارة البيئة، قال إنه تم القبض على المتهمين وهم: أحمد عيد متعهد مستشفى سرطان الأطفال، وجمعة عبدالسلام متعهد مستشفى دار السلام، فيما هرب إبراهيم رمضان متعهد مستشفيات جامعة القاهرة، أثناء مداهمة المخزن، وتم تحرير محاضر لهم بأرقام 239 و240 و241، وأمرت النيابة بتشميع المخازن وتعيين حراسة عليها لحين صدور قرار بإعدام المخلفات المضبوطة. قائمة المضبوطات شملت: سرنجات وخراطيم مدممة، وخراطيم جلوكوز وقرب دماء وأنابيب معملية وقفازات مخلفات حجرات الغسيل الكلوى وقطن وشاش مدمم وعبوات تحاليل، وتبين أن المتعهدين كانوا يستعدون لبيعها لإعادة تدويرها لمنتجات بلاستيكية من خلال نقلها ضمن مخلفات القمامة البلدية الخاصة بالمستشفيات. الدكتور عماد حمدى، مدير إدارة صحة البيئة بفرع القاهرة الكبرى، أكد ضبط أكياس حمراء اللون خاصة بالنفايات الطبية الخطرة مدون عليها «مستشفيات جامعة القاهرة غير مخصص للبيع»، وعليها آثار دماء بالإضافة إلى عبوات محاليل مدون عليها «مستشفى الأورام والأطفال»، إلا أن المتهمين كانوا أخفوها فى أكياس سوداء حتى لا يكتشفها أحد، ونجحت الحملة فى الكشف عنها والعثور على عبوات الأمصال والجلوكوز والمضاد الحيوى والعلاج الكيماوى لمرضى السرطان، وهو ما يكشف عن وجود سوق سوداء لهذه الأدوية - على حد قوله. التحريات كشفت أن المتعهدين يتعاملون مع 37 مصنع بلاستيك فى عزبة الأبيض بالخانكة لإنتاج شنط وأحذية وخراطيم مياه من المخلفات، وقالت مصادر فى وزارة البيئة إن حملة ستداهم هذه المصانع خلال الأيام المقبلة. وفيما تعانى مستشفيات جامعة القاهرة من أزمة بسبب تراكم القمامة بعد هروب المتعهد، والقبض على 8 من معاونيه، أصدرت نيابة البساتين أمس الأول قراراً بإعدام 17 طنًا من المخلفات الطبية المضبوطة فى مخزنين تابعين لمتعهد المستشفيات فى البساتين، إلا أن القرار تم تأجيله بسبب عدم امتلاك محرقة قصر العينى سيارات كافية.