فى ذكرى ميلاد المسيح

تهنئة قلبية لجميع المسيحيين بمصر والعالم كله بعيد الميلاد المجيد يُعيده الله على جميعنا بالبركات والسلام الشامل.. عزائى لأسر وأهل الراحلين من عالمنا، والله المحب يعطى أسرهم وأهاليهم العزاء والسلام الداخلى.
فى ميلاد السيد المسيح أفراح وسعادة، نور وضياء للبشرية جمعاء، فبه تم الفداء والخلاص حيث أخطأ الإنسان الأول بمخالفته وصية الله.. ونحن نتذكر ميلاده، نتذكر حقائق وتحقيقاً لنبوات العهد القديم وبركاته لنا، فنجده قد قسم التاريخ إلى قسمين ما قبل الميلاد وما بعده، وأيضاً ولادته لم تكن طبيعية كسائر البشر.
فقد ولد من عذراء دون تدخل بشرى، وهذا يدفعنا لمعرفة مقاصد الله، وتحقيق نبوات العهد القديم فأشعياء النبى يقول: «ولكن يعطيكم السيد نفسه آية. هالعذراء تحبل وتلد ابناً وتدعى اسمه عمانوئيل» (اش 14:7 ، 15)، وأيضاً نجد للمسيح مبادئاً لبناء حياة الإنسان منها المحبة الكاملة بلا رياء، مقدمها لنا بفدائه وتصالح السمائيين بالأرضيين، ومنحنا الأمان والسلام والمحبة، لا تطيق الشر والفساد بأنواعهما فهى لا تتفق معهم،
وكذلك التواضع علمنا إياه قائلاً: «تعلموا منى لأنى وديعٌ ومتواضعٌ القلب» (مت 19:11)، والخدمة كانت تسير فى طريقة المحبة والتواضع، فكان يجول يصنع خيراً، يشفى المرضى، ويُعطى المحتاجين والفقراء دون تمييز أو تفرقة على أى أسس، ووصلت خدمته ومحبته وتواضعه فى أعظم وأبهى صورها فغسل أرجل تلاميذه بنفسه، أما عن البركة فكان لمصر نصيب كبير فاستقبلت العائلة المقدسة الهاربة من وجه الظُلم (هيرودس الملك) الذى كان مزمعاً بقتل الطفل يسوع،
وأيضاً باركها الله قائلاً: «مبارك شعبى مصر» (اش 25:19) وهنا ونحن بفرحتنا وسعادتنا يا ليتنا نفتح قلوبنا ونستقبله بداخلنا، ونعمل بتعاليمه ومبادئه، ونرفع صلواتنا نحو الله كلىّ المحبة الواحد الأمين طالبين الرحمة وعودة النفوس التائهة، ونطلب منه بإيمان وثقة ملء بئر حياتنا الجافة بأعمال الخير والأعمال الصالحة، وليعطينا جميعنا قوة المحبة والعطاء والتسامح وقبول الآخر والمساواة والعدل، وأن ينشر السلام الشامل بين جميع البشر.
رفعت يونان عزيز
قلوصنا - سمالوط - المنيا