تجرعت جماهير الإسماعيلية مرارة الهزيمة أمام الأهلى بهدف نظيف فى المباراة التى جرت بينهما أمس الأول، بملعب استاد الإسماعيلية، ورفع الفوز رصيد الفريق إلى 26 نقطة قفز بها إلى المركز الثالث، وتبقى له ثلاث مباريات مؤجلة، فيما توقف رصيد الدراويش عند 29 نقطة، وظل محتفظاً بالمركز الثانى. وشهدت المباراة العديد من الأحداث المؤسفة والمناوشات من بدايتها، بدأت بإشعال جماهير الأهلى الصواريخ والألعاب النارية وإلقائها خلف مرمى محمد صبحي، حارس الفريق، عند الدقيقة السادسة، مما أدى إلى مزيد من التوتر والعصبية بين جمهورى الفريقين.. ورد جمهور الدراويش بنزع الكراسى البلاستيكية وقذفها على احتياطى النادى الأهلي، الأمر الذى دفع مانويل جوزيه، المدير الفني، إلى الاحتجاج ورفض الجلوس على الدكة إلا بعد قيام رجال الأمن بتهدئة الأوضاع، وبلغت الإثارة ذروتها، عندما انقلب الجمهور على لاعبى الأهلي، خصوصاً محمد أبوتريكة الذى نال الكم الأكبر من الهتافات العدائية قبل وأثناء اللقاء، ولم يسلم سيد معوض من تلك الهتافات ومعه أحمد حسن، أما أحمد فتحى فلم يذكره الجمهور بسوء.. وكان أمير عبدالحميد اللاعب الوحيد فى الأهلى الذى نال تحية جمهور الدراويش، والذى رد التحية بمثلها. وقبل بدء اللقاء، دارت معارك أخرى لا تقل ضراوة عما حدث أثناء سير المباراة، حيث قامت قلة من الجماهير بتحطيم الأبواب الزجاجية للمقصورة الرئيسية بسبب منعهم من الدخول رغم امتلاكهم بطاقات موسمية، كانوا قد حصلوا عليها بمبالغ مالية كبيرة قبل بداية الموسم، كما كان النظام سيئاً بسبب المجاملات الصارخة من مسؤولى النادى وسماحهم بدخول الأقارب والمحاسيب بالمجان، فى الوقت الذى لم يجد فيه من يحمل تذكرته التى اشتراها مكاناً للجلوس عليه. ورغم وجود مشاكل وأحداث ساخنة داخل الملعب، فإن اللاعبين بدوا ملتزمين تماماً وتأثر لاعبو الإسماعيلى بجماهيرهم، فيما استغل لاعبو الأهلى وجهازهم الفنى حالة التشتت التى كان عليها خط وسط الدراويش لغياب محمد حمص، وأحرز محمد بركات هدفاً مباغتاً كعادته فى لقاءات الفريقين، بعد أن استغل خطأ جونسون. فيما تعرض ريكاردو البرازيلى لسخط جماهير فريقه بسبب تغييره طريقة لعب الفريق والاعتماد على الكرات العالية غير المجدية. وأكدت الجماهير أنه لم يضف جديداً للفريق، بل أضاع أسلوب أدائه الممتع، وضاعت السامبا البرازيلية على يد مدرب برايلى!!. وبسبب أحداث الشغب احتجز رجال الأمن لاعبى الأهلى وجهازهم الفنى عقب اللقاء لمدة أربع ساعات داخل الاستاد حفاظاً على حياتهم وخوفاً من تربص جمهور الدراويش بهم، واضطروا فى النهاية إلى إخراجهم فى عربات مصفحة. فيما رفضت جماهير الأهلى العودة إلى القاهرة إلا بعد الإفراج عن 55 مشجعاً تم القبض عليهم بتهمة إثارة الشغب وإلقاء الصواريخ النارية، كما تم القبض على 63 مشجعاً إسماعيلاوياً بتهمة تحطيم الكراسى البلاستيك وإثارة الشغب. وفى المؤتمر الصحفي، أكد حسام البدري، المدرب العام، القائم بأعمال مدير الكرة بالأهلي، أن الجهاز الفنى لفريقه كان يتوقع سيناريو المباراة من الناحية التكتيكية، وقال إن لاعبى فريقه كانوا الأفضل خططياً ونفذوا التعليمات، وأضاف: فرضنا أسلوبنا على الإسماعيلي، فيما حاول أصحاب الأرض تغيير طريقة لعبه بعد خروج عبدالله الشحات مصاباً، لكن دون جدوي، وأوضح أن لاعبى الأهلى يستحقون التحية والثناء بعد الجهد الذى بذلوه والرد على الذين هاجموهم طوال الفترة الماضية، وقال: هناك من ردد بأن هؤلاء اللاعبين أصبحوا عواجيز وآخرون أكدوا ضرورة دعم الفريق بعناصر جديدة والاستغناء عن العناصر الحالية. وأكد أن الفوز على الإسماعيلى خطوة مهمة نحو الاحتفاظ بلقب الدورى. وامتدح حسام المدير الفنى جوزيه، وقال إنه كان رائعاً بسبب تعامله الجاد مع المباراة وأهميتها فى مشوار الفريق نحو البطولة. وأعلن البدرى مضاعفة مكافأة الفوز للاعبى فريقه ليحصل كل لاعب على 5600 جنيه بدلاً من 2800 جنيه، كما هو محدد فى اللائحة. أما البرازيلى ريكاردو فييرا، المدير الفنى للإسماعيلي، فقال: أنا راض عن الأداء، وحاولنا إيقاف مفاتيح لعب الأهلى ونجحنا فى الشوط الأول، لكن فى الثانى تغير الأداء تماماً ولم تعد لنا خطورة حقيقية، ونجح لاعبونا فى الضغط على المنافس فى الشوط الأول، وكانوا الأقرب للفوز، واعترف ريكاردو بأن فريق الأهلى استحق الفوز وأن لاعبيه أهدروا أكثر من فرصة، وأشاد بالثلاثى محمد صبحى وإبراهيم سعيد والمعتصم سالم، وقال إن باقى اللاعبين لم يكونوا فى مستواهم فى تلك المباراة، ولم يكن لهم وجود يذكر. وأشار ريكاردو إلى أنه سيستغنى عن أربعة لاعبين هذا الشهر.. وتعهد بتحسن مستوى الفريق. وقال محرم الراغب، مدير عام النادي، إن الأحداث التى جاءت مع نهاية المباراة مؤسفة للغاية وبعيدة تماماً عن الرياضة ومبادئها الراقية ورسالتها السامية، وأضاف أن النادى الأهلى يأسف لتكرار مثل هذه الأحداث معه بمدينة الإسماعيلية الجميلة بدون أسباب واضحة حتى الآن، خاصة أنه قبل المباراة بثلاثة أيام تقريباً انطلقت مبادرة جماهيرية طيبة تدعو الجميع للروح الرياضية على أن يسير اللقاء فى أجواء ود ومحبة بعيداً عن التعصب والشغب.. والأهلى ومسؤولوه وجماهيره رحبوا بهذه المبادرة، خاصة أن الرياضة مكسب وخسارة ولا يوجد فريق فى العالم يفوز على طول الخط لذا كان هناك التزام كامل على أن يكون لقاء الأهلى والإسماعيلى بمدينة الإسماعيلية فرصة للتلاقى والتلاحم بين جماهير الناديين.. لكن للأسف جاءت الأحداث فى الإسماعيلية أثناء وبعد المباراة على عكس ذلك تماماً وتعرض الأهلى وجماهيره لإهانات بالغة وتجاوزات غير لائقة لا تعكس بأى حال العلاقة الطيبة بين الناديين الكبيرين. وشدد الراغب على ضرورة اتخاذ عقوبات رادعة وحازمة من قبل اتحاد الكرة لنبذ المتعصبين والمشاغبين.