فوبيا العلم ظاهرة مفجعة يدور عليها هذا الكتاب، تلك هى «فوبيا العلم»، والفوبيا هى الخوف المرضى من العلم، فنحن لا نؤمن بالعلم، ولكن نؤمن بالخرافة، ولا نتعامل مع المشكلات بالعلم، ولكننا نؤثر عليها الشعوذة التى تلصق بالدين فى فترات التحلل والتدهور، ولمعالجة هذه الظاهرة اختار المؤلف أن يجرى «عصفاً ذهنياً» عن طريق أفكار رجل قدس العلم هو الدكتور زكى نجيب محمود، وأعتقد أن المؤلف وفق فى اختياره، لأن الدكتور زكى نجيب محمود فى الوقت الذى كان نصيراً للعلم فإنه كان أيضاً مدافعاً عن الدين، وذلك بأن يزيل عنه الأوهام والغشاوات التى اكتنفته لأسباب عديدة لا يعود واحد منها إلى العلم حقاً، أو إلى الدين حقاً، وقد استطاع بحكمته أن يجمع بين الدين وبين العلم والعقل. الكتاب يقدم دراسة دقيقة ولكن مجمله عن المنهج العلمى والفرق بينه وبين بقية المناهج، وهو يتحدث عن معارك «الجهالة الدينية» مع «المعارف العلمية فى القرون الوسطى»، وفى حاضرنا يعرض آراء بعض الشيوخ الجامدين فى قضايا مثل: نقل الأعضاء، وختان البنات... إلخ. وفى سياق عرضه للصراع ما بين العلم والمؤسسة الدينية (الكنيسة) استعرض حياة جاليلليو، الذى أثبت أن الأرض تدور حول الشمس فى حين أن أرسطو وبقية الفلاسفة والعلماء كانوا يذهبون إلى العكس، وكان ذلك جزءاً مقدساً فى المسيحية وله شواهد فى الكتاب المقدس وكيف يتعرض للتعذيب، ولكنها الأرض فى النهاية تدور. لقد استفاقت أوروبا من عصر أرسطو الذى اعتبره برتراند راسل «أكبر كارثة» على أوروبا فى حين كان العالم الإسلامى يعتبره فيلسوف الزمان والمعلم الأول، الذى لا يعلى عليه وتترجم أعماله. إن المنطق الصورى نوم أوروبا عشرين قرناً حتى تحررت منه، ونحن لانزال فى البدايات القديمة للكفاح ما بين العلم والخرافة الملتصقة بالأديان. تأليف: د. خالد منتصر الناشر: أخبار اليوم 198 صفحة شخصيات تاريخية كتاب «شخصيات تاريخية» يقدم أربع شخصيات (سعد زغلول ومصطفى النحاس وعبدالرحمن الرافعى وأحمد حسين)، يتناولها الكاتب الكبير طارق البشرى بنظرته التاريخية الثاقبة، بعد أن احتل مكانة بارزة كمفكر عربى مرموق. وأضاف إلى المكتبة العربية العديد من الكتب المهمة: «الحركة السياسية فى مصر 1952 1954»، «المسلمون والأقباط»، «الديمقراطية ونظام 23 يوليو» وغيرها. يكتب عن مصطفى النحاس مرثية حزينة مشحونة بالشجن: «فازت ذكرى سعد زغلول بكتاب عن حياته يحرره عباس العقاد.. أما النحاس فلم يتوافر له من معاصريه رجال يقومون به» وكان النحاس خليفة سعد زغلول وأقل حظاً منه، ولم يستطع النحاس أن يهيئ من نفسه ما يقوم به بدور المجدد فى ظروف ما طرحه الواقع بعد الحرب العالمية الثانية، لقد مات سعد فى عام 1927 إبان مجده وفى عز حزبه ورجاله، بينما مات النحاس سنة 1965 بعد أن أقصى عن الحياة السياسية، وصفى حزبه، وتجاوزت الأحداث حركته، رغم أن ما عانى النحاس وضحى أكثر مما أصاب سعداً. ونجد هذا الذى ملأ دنيا المصريين وشغل الناس، معزولاً لا يرى إلا أفراداً قليلين يمازحهم ويلعب معهم النرد، وقد جاوز الثمانين، نقرأ ذلك فلا نملك منع دمعة صادقة تسيل، نمسحها وندعو له جزاء ما نفع أمته. حقاً.. إن ما يبقى من التاريخ حاضراً وحياً، هو الوعى بآثاره سلباً وإيجاباً. تأليف: طارق البشرى الناشر: دار الهلال 308 صفحات