لم يتخيل محمد صفوت «مهندس» أنه سيقضى رحلته من الجيزة إلى المنيا واقفًا على قدميه داخل القطار رقم 990، خاصة أنه حجز التذكرة قبل موعد سفره ب 5 أيام كاملة. قال محمد: «توجهت يوم 24 ديسمبر الجارى لحجز تذكرة سفر إلى المنيا على القطار المكيف رقم 990، وبالفعل تم تحديد موعد السفر يوم 29 ديسمبر على المقعد رقم 20 فى العربة الأولى، وبمجرد صعودى القطار من محطة الجيزة فوجئت بسيدة تجلس على المقعد نفسه، فتعجبت من ذلك، وبمقارنة تذكرتى بتذكرتها اكتشفنا أن التذكرتين تحملان موعد السفر نفسه وكذلك رقما المقعد والعربة، فاستدعينا محصل القطار للاستفسار عن ذلك، فرد قائلاً «ده اختلاس»، وأوضح الكمسارى أن بعض موظفى قطع التذاكر فى هيئة السكة الحديد اعتادوا القيام بتلك التصرفات لاختلاس أموال الهيئة». وتابع محمد: سحب الكمسارى منا التذاكر، دون الإشارة إلى الإجراء الواجب اتباعه فى مثل تلك الأمور، فذهبت إليه للاستفهام عن موقفى فقال لى: «مش عاوزين نضر الراجل اللى قطع التذكرة»، فقررت وقتها الاتصال بالشرطة من تليفونى المحمول وأنا داخل القطار، وطلبت استدعاء شرطة هيئة السكة الحديد لمقابلتى على رصيف محطة بنى سويف لتحرير محضر بالواقعة، وبالفعل جاءت الشرطة لكننى لم أستطع تحرير محضر بالواقعة لأن القطار لم ينتظر فى المحطة سوى دقيقة واحدة». اعتاد محمد ركوب القطارات المكيفة لتجنب الشعور بأى معاناة، خلال رحلته الأسبوعية بين القاهرة التى بها مقر عمله والمنيا التى تقيم فيها أسرته، والتى تستغرق حوالى 3 ساعات وأكثر، ورغم حرصه على الحجز مسبقًا، فإنه يتكبد أشد أنواع المعاناة، بسبب الإهمال الشديد الذى تعانيه الهيئة حسب قوله، الأمر الذى دفعه لتحرير نحو 5 محاضر شرطة ضد الهيئة من قبل، سواء بسبب تأخر وقوف القطارات فى القرى الصغيرة دون داع، أو بسبب وجود كسر خلف المقعد المحجوز له، أو بسبب تأخر خروج القطار من الجراج عن الموعد المحدد له بنحو 3 ساعات، مما أجبره على استقلال القطار التالى، والوقوف طوال الرحلة. فى أغسطس الماضى حرر محمد محضرًا بسبب تعطل تكييف القطار والتباطؤ فى إصلاحه، رغم استدعاء عامل الصيانة أكثر من مرة، كذلك حرر محضرًا ضد موظف فى الهيئة رفض قطع تذكرة له بحجة نفاد التذاكر، لإجباره على شرائها من السوق السوداء.