رفع الصحفى العراقى منتظر الزيدى، الذى رشق الرئيس الأمريكى جورج بوش بحذائه يوم 14 ديسمبر، دعوى ضد عناصر الأمن العراقيين الذين اتهمهم بضربه بعد توقيفه. وقال ضياء السعدى، نقيب المحامين العراقيين، رئيس فريق الدفاع عن منتظر: «هناك آثار بادية على جسده منها فقدان أحد أسنانه فى الفك العلوى، ووجود نزيف دموى فى العين اليسرى، وكثير من الكدمات وهذه الأضرار الجسدية مثبتة بموجب تقرير طبي» بتاريخ 18 ديسمبر. من ناحية أخرى، قال السعدى إن منتظر «أكد أنه لن يقدم أى اعتذار لبوش حالياً وفى المستقبل». فى غضون ذلك، روى عدى الزيدى الشقيق الأكبر لمنتظر الزيدى تفاصيل زيارته إلى شقيقه فى أروقة المحكمة الجنائية العراقية بعد أكثر من أسبوع على اعتقاله. وقال عدى فى مقابلة مع تليفزيون البغدادية: «أمضيت ساعة و30 دقيقة مع شقيقى وتحدثنا بجرأة متناهية وعندما دخلت على منتظر فى غرف المحكمة قبلت يده لأكون أول شخص يقبل اليد التى ضربت بوش، لكن بعدما قبلتها شعرت أنه يتوجع منها فعرفت منه أنه تعرض للتعذيب». وأضاف عدى، نقلاً عن منتظر: «بعد أن ضربت بوش بالحذاء انهالوا على بالضرب وأسمع عناصر الأمن الأمريكيين يقولون.. لا لا» لكن بدون مجيب، وأضاف منتظر «لم أخضع لأى تحقيق من قبل الجانب الأمريكى، وأبعدنى عناصر حماية رئيس الحكومة بمسافة أمتار عن مكان المؤتمر الصحفى وقاموا بعصب يدى إلى الوراء وانهالوا على بقضيب من حديد ثم قام أحدهم بتوجيه لكمة قوية إلى وجهى فكسر أحد أسنانى بعدها انهالوا على بركلات بالأرجل إلى أن فقدت الوعى». ويستطرد عدى ناقلا عن شقيقه قوله «تم نقلى إلى مكان مهجور فى المنطقة الخضراء بعد ساعات من الحادثة وعادوا هذه المرة بالضرب بأسلاك كهربائية وبيدهم كاميرا وهم يقولون لى من هى الجهة التى كلفتك بهذا العمل وقلت لهم الشعب العراقى هو الذى كلفنى فردوا: لا تكن وطنيا». وأوضح منتظر «أن أفراد حماية رئيس الحكومة استعملوا الكهرباء خلال عمليات التعذيب وقاموا بخلع ملابسى واستعملوا شتى أنواع التعذيب حتى إنى قلت لهم أعطونى ورقة لأكتب لكم ما تريدون أى جهة حتى الجهة التى أنتم تريدونها وسأكتب لكم أرسلتنى هذه الجهة وأعطتنى المال». وقال عدى على لسان شقيقه منتظر: «فى ساعات الفجر من اليوم التالى دخل على أحد أفراد الحماية وأنا فى وضع صعب للغاية ورمى على ماء بارد وقام بضربى بالأسلاك الكهربائية بعدها جاءنى مسؤول من الحكومة وقال لى لماذا فعلت ذلك فقلت له إذا أحس رئيس الوزراء بالإهانه أنا مستعد أن أكتب خطيا للاعتذار منه وأنا فعلت ذلك من أجل اليتامى والثكالى» . وأضاف «بعد كل هذا التعذيب قلت لأفراد الحماية إخوانى أنا ربما كنت مخمورا أو فاقدا للوعى عندما ضربت بوش بالحذاء وإنى لا من أجل الشعب العراقى ولا غيره فعلت ذلك». وقال عدى «إن منتظر قال: إذا عاد بى الزمن من جديد سأفعلها مع بوش»، وأوضح عدى قائلا «إن شقيقى اعتقل أولا بيد أفراد حماية رئيس الحكومة، ثم أحيل بعدها إلى القضاء بعد أن بقى 24 ساعة تحت التعذيب القاسى، وبعدها توقفت عملية التعذيب وأرسل رسالة مكتوبة إلى رئيس الحكومة ذكر فيها أنه لم يقصد شخص رئيس الحكومة العراقية وأنه لم يقع تحت ضغط وأنه كان فى كامل قواه العقلية». وفى تلك الأثناء، أعلن ضياء الكنانى قاضى التحقيق فى قضية الزيدى بدء جلسات محاكمة الصحفى الأربعاء الموافق 31ديسمبر، بعدما انتهت جلسات التحقيق. وأضاف أن «التحقيق لم يغير طبيعة التهمة الموجهة ضد منتظر، وستجرى المحاكمة ضمن مسؤولية المحكمة الجنائية المركزية»، مشيراً إلى «عدم إحالة القضية إلى محكمة اعتيادية، لأنه لم يقدم إلينا طلباً بهذا الخصوص». ويلاحق الزيدى بتهمة «الاعتداء على رئيس دولة أجنبية أثناء زيارة رسمية» بموجب الفصل 223 من القانون الجنائى العراقى، وهو ما يجعله عرضة لحكم بالسجن من 5 الى 15عاماً فى حال ثبتت المحكمة تهمة «الاعتداء الموصوف» بحقه، بيد أن المحكمة يمكنها أن تعتبر الأمر «محاولة اعتداء» وهو الجرم الذى يعاقب عليه بالسجن من عام إلى 5 أعوام. من جهته، قال رئيس الوزراء العراقى نورى المالكى «إنه مع فكرة أن يأخذ القانون مجراه الاعتيادى فى قضية الزيدى، حتى إذا أدى ذلك إلى الإفراج عنه». وأكد المالكى خلال لقائه عدداً من الإعلاميين العراقيين أن «على الصحفى أن لا يتوقف عن التعبير عن آرائه بكل صراحة وحرية شريطة أن لا يتنافى ذلك مع أخلاقيات المهنة»، وتابع المالكى أن الزيدى «أعرب عن ندمه فى الرسالة التى وصلتنى منه وكشف فيها أن شخصا قد حرضه على ارتكاب هذه الفعلة، وهذا الشخص معروف لدينا بقطعه الرقاب»، فيما نفى أن يكون الزيدى تعرض للتعذيب.