هددت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) باستئناف العمليات الاستشهادية، إذا ما شنت إسرائيل عملية واسعة النطاق على قطاع غزة، وجاء ذلك فى أعقاب نشر صحيفة «هاآرتس» الإسرائيلية عن حملة علاقات عامة دبلوماسية، جار التحضير لها لتوسيع قاعدة الدعم الدولى للقيام بعملية عسكرية فى القطاع، فيما ينذر بتفجر متوقع للأوضاع الأمنية فى غزة بعد 6 أشهر من تهدئة، دأب الجانبان على وصفها بأنها «هشة». وأوضحت «هاآرتس» أن وزيرة الخارجية تسيبى ليفنى أصدرت توجيهات لممثلى إسرائيل فى الخارج ببدء جهود دبلوماسية بهذا الشأن، تركز على أعضاء مجلس الأمن الدولى والدول الأوروبية، ووفقا للصحيفة، طلبت ليفنى أيضا من أعضاء الوفد الإسرائيلى فى الأممالمتحدة تقديم شكوى رسمية للأمين العام بان كى مون ومجلس الأمن الدولى تؤكد أن اسرائيل لن تظل «غير مبالية» بالهجمات الصاروخية المستمرة القادمة، وأنها ستفعل كل ما بوسعها لحماية مواطنيها، على حد قول الصحيفة. وأشارت «هاآرتس» إلى أن ليفنى تعتزم أيضا إجراء سلسلة من الاتصالات الهاتفية مع نظرائها حول العالم، من بينهم وزراء خارجية أمريكا وروسيا وفرنسا وألمانيا وبريطانيا، وبشكل متزامن، أصدرت توجيهاتها للمبعوثين الإسرائيليين حول العالم بإلقاء الضوء على موقف إسرائيل من الهجمات الصاروخية، للتأكيد على أن حركة حماس هى التى انتهكت التهدئة، التى انتهى العمل بها رسميا يوم الجمعة الماضي. فى الوقت نفسه، أعلن مصدر أمنى إسرائيلى أن جيش الاحتلال لن يتعجل فى البدء بعملية عسكرية واسعة النطاق، لكنه شدد على أنه سيمارس ضغوطا عسكرية على قيادة «حماس»، وأشار المصدر فى تصريح إذاعى إلى أنه «بامكان الجيش أن يعيد إلى ذاكرة حماس معنى هذه الضغوط، حيث استجابت قبل حوالى 6 أشهر لشروط إسرائيل للتوصل إلى التهدئة فى القطاع بسبب الضغوط العسكرية التى مارستها آنذاك»، على حد قوله. على الجانب الآخر، أكد أيمن طه، القيادى فى «حماس» أن الحركة لن تقف «مكتوفة الأيدي» أمام أى عدوان إسرائيلي، وأضاف أن «من حقنا كشعب محتل الدفاع عن أنفسنا ومقاومة الاحتلال بكل الوسائل المتاحة بما فيها العمليات الاستشهادية»، موضحا أن «المقاومة مشروعة بكل الوسائل والأساليب، فى ظل وجود الاحتلال واستمرار العدوان». ميدانيا، وبينما شهدت المناطق الحدودية للقطاع توغلات برية محدودة قرب خان يونس، جنوبا، تزامنا مع هجمات صاروخية على حى الشجاعية، وسط غزة، أسفرت عن إصابة 3 نشطاء وطفلة، قال رئيس جهاز الأمن العام الإسرائيلى يوفال ديسكين إن حركة «حماس» لديها قذائف صاروخية قادرة على الوصول إلى منطقتى أشدود وبئر السبع. وحول التهدئة مع الحركة الإسلامية، قال ديسكين إنه «لا يوجد فى الوقت الحاضر وسيط ناجح بين إسرائيل وحماس»، مؤكدا أن «مصر تحبذ فى الفترة الراهنة الوقوف موقف المتفرج»، وفى هذا الصدد، تحدث ديسكين عما وصفه ب «انعدام الثقة بصورة كاملة بين مصر وحماس»، متوقعا فى الوقت ذاته أن تعود «حماس» لتطلب من مصر القيام بدور الوسيط فى المستقبل، على حد تصوره. على صعيد متصل، حذر عزام الأحمد، رئيس الكتلة البرلمانية لحركة التحرير الفلسطينى (فتح) من أن إصرار «حماس» على إبقاء الانقسام الفلسطينى، سيضطر قيادة «فتح» إلى اعتبار غزة إقليما متمردا، مشيرا فى الوقت نفسه إلى أن بقاء الرئيس محمود عباس (أبو مازن) بمنصبه بعد 9 يناير المقبل «ينسجم مع القانون»، وأن ما وصفه ب «ادعاء» الحركة الإسلامية بانتهاء ولايته بعد هذا التاريخ هو «أكذوبة كبرى ويعبر عن عدم فهم». وأكد الأحمد أن اتهام بعض قادة «حماس» لمصر بالانحياز وبأنها لا تقف على مسافة واحدة من الفصائل الفلسطينية، «مغاير» لما كانت تتحدث به الحركة يوم 8 نوفمبر الماضي، عندما أصدرت بيانا عبرت فيه عن ثقتها بمصر وبدورها، وأضاف عضو المجلس الثورى بحركة «فتح» أن هناك دوائر ووسائل إعلام مكتوبة ومرئية بدأت تتحدث عن إمكانية نقل ملف الحوار من مصر إلى قطر وسوريا أو حتى إلى وسطاء أوروبيين، وهو ما اعتبره الأحمد دليلا على «أزمة ثقة» وعدم وجود رغبة حقيقية فى إنهاء الانقسام.