لأننى من عشاق المدينة الباسلة بورسعيد ومن روادها، فقد اشتريت فيها شقة أقضى فيها الأعياد والمواسم مع الأولاد والأحفاد، ولأننى عاصرت هذه المدينة منذ ستينيات القرن الماضى، وعشت لحظات انتصارها ومنطقتها الحرة، وعشت لحظات انكسارها التى مر بها حالياً مع قرب إلغاء المنطقة الحرة، وزيادة نسبة الجريمة والسرقة فلم نكن نسمع عن أحداث تسىء للمدينة من أى نوع، فالكل مبسوط وشبعان وجيبه مليان، لكن مع الحالة السيئة التى تمر بها بورسعيد حالياً كثرت السرقات والجريمة بكل أنواعها حتى سرقة حبال الغسيل!! وحالة بورسعيد التى رأيتها عليها فى عيد الأضحى المبارك لا تسر عدوا ولا حبيبا من حيث النظافة التى وصلت إلى حد لا يمكن السكوت عليه، فالشوارع مليئة بالمخلفات من كل نوع، ولقد زاد الطين بله أن الأهالى رموا بمخلفات الذبائح فى الشوارع، وأكاد أجزم أننى لم أر عامل نظافة فى أى شارع رغم أن رائحة الزبالة تزكم الأنوف!! أما عن الممشى الشهير الذى هو المكان الوحيد لنزهة أهالى بورسعيد فحدث ولا حرج، لم أر فى حياتى سوءا مثل ذلك، وإنى أؤكد أن عمال النظافة لا يعرفون الطريق لهذا المكان الحضارى، والمفروض أنه الرئة الوحيدة للغلابة من شعب بورسعيد، وأنى لا ألوم هنا المسؤولين عن النظافة ورؤساء الأحياء كل فى نطاق وحدود الحى الذى يتبعه، ولكنى ألوم شعب بورسعيد الذى كان مشهوراً عنه النظافة والنظام، ألومه لأن هذه بلده وهو أولى بنظافتها والحفاظ عليها. أعترف بأنه أصابنى القرف والإحباط مما رأيت فى الشوارع وكل الأحياء من مجارى ومخلفات مر على وجودها شهور، ولا أحد قد تحرك حتى صارت شوارع الأحياء المتفرقة وكأنها مقالب زبالة، ولست أدرى إلى متى يستمر هذا الذى يحدث فى بورسعيد، ولست أدرى أين رؤساء الأحياء ومشرفو النظافة؟ أدعو السيد المحافظ لجولة فى شوارع الزهور، وشباب المدينة، والحرفيين، وموقف دمياط الجديد، الذى كان مفخرة ليرى أنه سار مأساة فحوله من كل الجهات المجارى والقمامة ومخلفات المبانى، أدعوه ليصحب معه السيد رئيس الحى، الذى تتبعه هذه المنطقة الحيوية، التى تعتبر واجهة بورسعيد الغربية، وأدعوه من أجل إنقاذ البقية الباقية من سمعة بورسعيد التى نحبها، والتى نأمل لها المزيد والمزيد من السياحة التى تنعشها، ولك أن تتخيل لو ذهب أى سائح إلى هذه المناطق فماذا يقول وبماذا سنبرر. إنها دعوة من محب لبورسعيد التى كانت هادئة وتحولت إلى فوضى فى كل شىء، حتى إن المساجد تتبارى فى بث الصلوات الخمس على الهواء مباشرة، وقد رأيت وسمعت المؤذنين يتبارون وكل يريد أن يكون صوته هو الوحيد المسموع، حتى إنه يتباهى بأن صوته يصل للأحياء البعيدة، ولقد سمعت شكاوى من مرضى وأهل مرضى بالصرع، لكن لا حياة لمن تنادى!! دعوة للنظافة من خلال المساجد فليست بورسعيد هى الحى الأفرنجى الذى يتمشى فيه علية القوم والسائحون!! نريدها بورسعيد عروس القناة، بورسعيد للجميع نظيفة جاذبة وليست طاردة فهل نتحرك قبل فوات الأوان؟ سيد داود عضو اتحاد الكتاب