خبراء ملاحة: تأثيرات مستقبلية للقرصنة على قناة السويس ومخاوف من قيام القراصنة بأعمال إرهابية

حذر خبراء ملاحيون من تأثيرات أعمال القرصنة قبالة السواحل الصومالية واليمنية مستقبلاً على قناة السويس، خاصة بعد ارتفاع عمليات اختطاف السفن مؤخراً إلى 400 حالة واحتجاز أكثر من 3 آلاف شخص خلال العام الجارى فقط.
وأبدوا، خلال ندوة «القرصنة البحرية وأثرها على الاقتصاد البحرى العالمى»، التى نظمتها أمس الأول الجمعية العربية للملاحة بالإسكندرية، تخوفهم من وجود تمويل أجنبى للقراصنة بهدف تنفيذ أعمال إرهابية فى الدول العربية، والتى من شأنها التأثير السلبى على حركة الملاحة فى المنطقة وفى مقدمتها قناة السويس.
وتوقع الدكتور ربان رفعت رشاد، نائب رئيس الاتحاد الدولى لجمعيات الملاحة البحرية، أن تكون هناك جماعات جريمة منظمة تدعم القراصنة، رافضاً مبدأ دفع فدية للقراصنة مقابل إطلاق سراح الرهائن والبضائع المخطوفة، مؤكداً أن دفع الفدية يساعد على دعم موقف القراصنة للمزيد من التسلح الأقوى.
وأبدى اللواء ربان حسن التومى مستشار رئيس قطاع النقل البحرى، تخوفه الشديد من وجود تمويل أجنبى يمد هؤلاء اللصوص القراصنة بالمعونة لتنفيذ أعمال وأهداف إرهابية فى منطقة الشرق الأوسط، خاصة فى الدول العربية، داعياً إلى ضرورة النظر فى هذا الموضوع بعين الاعتبار ومعرفة أسماء وأعلام الدول المرفوعة على السفن، حتى يتم التأكد من كونه مخططاً للنيل من المنطقة العربية أم لا.
من جانبه قال المهندس أحمد مصطفى، مستشار رئيس هيئة قناة السويس ومدير إدارة الرسوم بالقناة، إن مسؤولى القناة يواجهون هذه الأزمة بإحداث توازن بين الأمن والتفتيش البحرى، وتسهيل حركة المرور داخل القناة وضمان عدم وجود أى معوقات تعوق هذا العبور، مشيراً إلى أننا سنعلن عن رسوم العبور الجديدة لعام 2009 خلال ديسمبر الجارى، خاصة رسوم سفن الحاويات والركاب والبترول وسفن الصب.
وأضاف مصطفى أن القناة حتى الآن لم تتأثر بأعمال القرصنة الحالية، وأن نسبة المرور فيها فى تزايد مستمر، مشيراً إلى مرور 60 سفينة من القناة خلال شهر نوفمبر الماضى، لكنه تخوف من التأثير المستقبلى لحركة الملاحة بالقناة إذا لم تتدخل الدول والحكومات للتصدى لهذا الخطر الداهم، مشيراً إلى أن إيراد القناة العام الحالى بلغ 5 مليارات و116 مليون دولار.
ودعا الربان محمد سعيد بلبع، الخبير البحرى بمركز البحوث والدراسات، إلى ضرورة التدخل السياسى وتكاتف الدول لحل مشكلة الحروب الأهلية فى الصومال.
وكشف اللواء محفوظ طه، الخبير البحرى، أن 26 وحدة بحرية متواجدة حالياً فى منطقة خليج عدن عند مدخل البحر الأحمر من 9 جنسيات مختلفة لمكافحة أعمال القرصنة أمام السواحل الصومالية ليس بينها قوة عربية واحدة. وطالب الدول العربية بضرورة إرسال قوات بحرية للتواجد فى المنطقة الحيوية وإظهار علم جامعة الدول العربية والتواجد الاستراتيجى لها، مشيراً إلى أن تواجد كل هذه القوات ليس الهدف منه هو القرصنة فقط، ولكن لتنفيذ أجندات خاصة لها فى المنطقة.
ووصف طه فى تصريح ل «المصرى اليوم» تأثير القرصنة على قناة السويس بأنه محدود، وقال إن التأثير الأكبر على القناة سببه الأزمة الاقتصادية العالمية وتدنى أسعار البترول، مما يتسبب فى تناقص عمليات الشحن وبالتالى تناقص الرحلات البحرية.