مصرع 57 وإصابة 10 فى سقوط أتوبيس فى ترعة الإبراهيمية بالمنيا

وقع حادث مأساوى صباح أمس فى طريق المنيا - بنى سويف الزراعى، لقى 57 شخصاً مصرعهم وأصيب 10 آخرون، أفادت التحريات والتحقيقات والمعاينة الأولية أن الضحايا والمصابين كانوا يستقلون أتوبيس نقل عام، وأنه اصطدم بسيارة وسقط فى ترعة الإبراهيمية، وتبين أن الركاب من الموظفين وطلاب الجامعة وأنهم كانوا فى طريقهم من قرى ومراكز المنيا إلى الجامعة ووظائفهم فى محافظة بنى سويف، وأنهم لقوا مصرعهم غرقاً بعد إصابتهم بكسور وكدمات، ووقع الحادث قرب مدينة مغاغة..
 وانتقلت 20 سيارة إسعاف من مدن مغاغة ومطاى وبنى مزار إلى موقع الحادث، وانتقلت سيارات من الشرطة وقوات الحماية المدنية، وتم انتشال جثث الضحايا والمصابين ونقلهم إلى مستشفيات مغاغة وبنى مزار ومطاى.. وقد تحرر محضر بتفاصيل الواقعة، وأخطرت النيابة العامة لمباشرة التحقيقات.
تلقى اللواء جاد جميل، مدير أمن المنيا، بلاغاً بوقوع الحادث فى العاشرة من صباح أمس وتبين أن الأتوبيس رقم 15 عام بنى سويف كان فى طريقه من المنيا إلى بنى سويف، وأن قائده كان يسير بسرعة عالية واصطدم بسيارة نقل رقم 100856.
 وتبين أن عجلة القيادة اختلت فى يد سائق الأتوبيس نتيجة السرعة الزائدة وأن الأتوبيس سقط فى مياه ترعة الإبراهيمية، والتى تعد أطول ترعة فى مصر والعالم، وأفادت مصادر أن وفاة الضحايا نتجت عن إسفكسيا الغرق بعد إصابتهم بكسور وكدمات متفرقة بالجسد، وتبين أن المصابين العشرة حالتهم سيئة ويتلقون العلاج داخل 3 مستشفيات مركزية بالمنيا.
وانتقلت 20 سيارة إسعاف إلى موقع الحادث وتم انتشال جثث الضحايا بمعرفة قوات الإنقاذ النهرى، وتم نقل الجثث إلى مشرحة مستشفيات مغاغة ومطاى وبنى مزار واستخرجت قوات الأمن الأتوبيس من الترعة فى الواحدة ظهراً بعد انتشال جثث الضحايا والمصابين.
وكشفت التحقيقات المبدئية أن قائد الأتوبيس كان يسير بسرعة زائدة وحاول تخطى سيارة كانت أمامه وفوجئ بعمود إنارة من اليسار وأنه حاول العودة مرة ثانية إلى أقصى اليمين فاصطدم بالميكروباص وسقط فى الترعة.
وانتقلت «المصرى اليوم» إلى موقع الحادث وتبين أن الأهالى من سكان عزبة على باشا فهمى التى شهدت الحادث، قد أسرعوا إلى مكان سقوط الأتوبيس وساعدوا فى انتشال جثث الضحايا والمصابين فى الحادث، وتبين أن الطريق ضيق ومزدوج وأن السيارات فى المنطقة تنطلق بأقصى سرعة لعدم وجود رقابة مرورية كافية.
وقال مصدر أمنى ل«المصرى اليوم» إن الأتوبيس انقلب فى ترعة الإبراهيمية أمام قرية دهروط بمغاغة وهو فى طريقه من المنيا إلى بنى سويف، وأضاف أن سائق الأتوبيس أمجد حنا جرجس «41 سنة» كان يحاول المرور من سيارة نقل محملة بالطوب حين اختلت عجلة القيادة فى يده مما أدى إلى انقلاب الأتوبيس فى الترعة.
وأشار المصدر إلى أن اللواء أحمد ضياء الدين، محافظ المنيا، أشرف على عمليات الإنقاذ وانتشال الجثث التى شاركت فيها قرابة 20 سيارة إسعاف.
وقال اللواء أحمد ضياء الدين، محافظ المنيا، ل«المصرى اليوم» إن الأتوبيس كان يقل قرابة 70 راكباً وفى طريقه من المنيا إلى بنى سويف وأن سائقه حاول تفادى سيارة نقل وسقط فى ترعة الإبراهيمية أضاف «ضياء الدين» أنه يتم حصر البيانات الخاصة بالضحايا والمصابين وأنه جار التعرف على الضحايا.
 ولفت «ضياء» إلى أنه تم القبض على سائق السيارة النقل وسائق الأتوبيس وتم التحفظ عليهما بمعرفة الأجهزة الأمنية لمعرفة أسباب الحادث لحين إحالتهما إلى النيابة العامة لمباشرة التحقيقات. وقال المحافظ إنه سيتم صرف 10 آلاف جنيه لكل أسرة متوفى و3 آلاف جنيه لكل أسرة مصاب.
وقال الدكتور الزعيم إسماعيل، مدير مستشفى بنى مزار العام، إن المستشفى تلقى 16 جثة من ضحايا الحادث، وأنه سيتم تسليم الجثث إلى ذويها بعد التعرف عليها وبعد تصريح النيابة بالدفن، وقرر سامى الجنزورى، مدير التضامن الاجتماعى بالمنيا، تشكيل فريق من المديرية لصرف إعانات عاجلة لأسر الضحايا وقدرها 5 آلاف جنيه لأسرة كل متوفى و1000 جنيه لكل مصاب.
التقت «المصرى اليوم» بعض المصابين فى الحادث.. قال ميخائيل وهبة حنا، طالب بجامعة بنى سويف، إن عدداً كبيراً من طلاب جامعة بنى سويف يستقلون الأتوبيس، وأن السائق كان يحاول تخطى سيارة ميكروباص على اليمين، لكنه فوجئ بعمود إنارة أمامه.
أضاف ميخائيل أنه حاول العودة إلى طريقه وحدث خلل فى عجلة القيادة واصطدم الأتوبيس بسيارة ميكروباص وانقلب فى الترعة.
نهاد عياد قالت: «كنت راكبة الأتوبيس من المنيا إلى قرية (الفتت) التابعة لمركز الفشن فى بنى سويف، والأتوبيس كان بيجرى بسرعة.. وفجأة انقلب فى الترعة وسمعت صراخ وعويل والناس كلها كانت بتقول حاسب.. حاسب.. حاسب.. وأنا معرفش نقلونى إزاى للمستشفى».
مصطفى محمود رجب، طالب بكلية التجارة قال: القطار كان زحمة جداً وركبنا الأتوبيس المكنوب وكان «طاير» فى الطريق لبنى سويف، وفوجئنا به بيهدى السرعة وفجأة اصطدم بشىء قوى جداً، وانحرف ناحية اليسار ثم إلى ناحية اليمين وسقط فى الترعة.
أحمد نور الدين أحمد يقول: أنا كنت فى المقاعد الأخيرة بالأتوبيس وفوجئت بالأتوبيس يتحرك يميناً ويساراً ثم اصطدم بشىء صلب وسقط فى الإبراهيمية.. الأتوبيس كان مغلقاً بإحكام والركاب فشلوا فى الخروج والوفاة حدثت نتيجة التزاحم والغرق.
بجواره كان يرقد فارس رضا عويس، «19 سنة» وقال: كل ما أذكره أن الأتوبيس اصطدم بشىء «مجهول» ثم انقلب فى الترعة وكان معايا زملائى من طلاب الجامعة ولا أعرف كيف خرجت من الأتوبيس أو أين زملائى.
أما حمزة عبدالجواد السيد، شرطى بمركز بنى مزار، فقال إن الحادث وقع نتيجة السرعة الزائدة والتخطى الخاطئ لقائد الأتوبيس.. وأضاف إنه: «كنت أجلس فى مؤخرة الأتوبيس وخرجت من النافذة بعد كسرها وسبحت حتى وصلنا إلى الشاطئ وساعدت بعض المصابين فى الخروج. وحضر أهالى القرية وساعدوا أجهزة الأمن وسيارات الإسعاف فى نقل الجثث والمصابين إلى المستشفيات.
أسماء الضحايا والمصابين
شملت قائمة الضحايا 11 شخصًا حتى مثول الجريدة للطبع هم:
أحمد حمدى على إبراهيم، وعمر محمد المصرى، وحلمى غندور حلمى، وهانى عماد الدين محمد، وحسام الدين رجب طه، وعامر عبدالحميد هريدى، وأحمد عبدالحليم رمضان، ومحمد جمال محمد شرف، وأحمد رضا محمد أحمد، وعلاء عزت محروس، وأحمد ربيع محمد.
أما المصابون فهم: نهى عياد صليب، ومريم مجدى شحاتة، ومصطفى محمود أحمد، وحمدى عبدالجواد السيد، ومحمود سعد إبراهيم، ومصطفى محمود رضا، وأحمد نور الدين، ورضا حسن مرزوق، وميخائيل وهيب حنا، وفارس رضا عويس.