بعد نشر موضوع الرؤية والاستضافة فى صفحة «هى» العدد الماضى، اتصل بى عدد من الآباء، أعضاء فى جمعية أبناء الطلاق وهم آباء غير حاضنين، يجدون فى قانون الرؤية الحالى ظلماً كبيراً للطرف غير الحاضن، الذى يُختزل دوره بعد سنوات بالنسبة لطفله، الذى يحمل اسمه وبصمته الوراثية إلى مجرد ممول، حتى الولاية التعليمية انتزعت من الأب بالمادة 54 من قانون الطفل لسنة 2008 ومُنحت للأم الحاضنة. اتفق هؤلاء الآباء على أن الضحية فى حالات الطلاق، التى وصلت إلى 4 ملايين حالة سنوياً، هى الأطفال، وهناك 7 ملايين طفل يعانون من الطلاق وانفراد أحدهما بتربيتهم دون الآخر، وهو ما يؤثر على نفسياتهم، وهؤلاء الآباء يجدون فى قانون الرؤية الحالى أوجهاً كثيرة للقصور، منها - كما يقول السيد محمد عمارة نائب رئيس جمعية أبناء الطلاق-: اختزال العلاقة الأبوية فى ركن التمويل المادى: النفقة، رؤية الطفل لمدة 3 ساعات فى مكان عام غير كافية، حرمان أسرة الطرف غير الحاضن من رؤية الطفل، وعدم اشتمال هذا القانون على عقوبة ملموسة للطرف الحاضن فى حالة تعسفه بالامتناع عن تنفيذ حكم الرؤية. هؤلاء الآباء يرون فى الاستضافة الحل، بزيادة عدد الساعات الأسبوعية لتصل إلى يوم كامل مع الأب أسبوعياً وأكثر من ذلك فى الإجازات.. وعند سؤالهم عن محاولة بعض الآباء غير الحاضنين الهرب بأطفالهم وإخفاءهم عن الأم لمساومتها، أجابوا بأنهم وضعوا اقتراحات بتغليظ عقوبة عدم تنفيذ أحكام الاستضافة، بزيادة الغرامة وأيضاً الحبس على الطرف الحاضن وغير الحاضن الذى لا يلتزم بالقانون. حرصت على عرض آراء الآباء غير الحاضنين، حتى لا أُتهم بالتحيز للمرأة، وبالتأكيد هناك نسب من الآباء تتعنت مطلقاتهم معهم فى رؤية أولادهم، وبالتأكيد هناك نساء، هن السبب فى فشل الحياة الزوجية وإصرار الزوج على الطلاق، لكننى متأكدة أيضاً أن هذه النسب فى مصر لا تزيد على حالة أو اثنتين فى كل عشر حالات طلاق، فالمرأة المصرية بطعبها صبورة، تقدس الحياة الزوجية وتضحى من أجل أسرتها، ورغم تغير الكثير من القيم فى المجتمع المصرى، فإننى مازلت أجد أن المرأة المصرية حتى الآن هى الطرف، الأحرص فى العلاقة الزوجية على استمرارها، خاصة مع وجود أطفال وعندما تجد أن زوجها يعامل أطفالها كما يجب ويتحمل مسؤوليتهم فهو يكبر فى نظرها وربما تغفر له الكثير من الأخطاء والخطايا، ولسان حالها يقول: «كفاية إنه بيحب ولاده».. والمشرع حين يسن قانوناً، فإنه يسنه للعامة وليس للخاصة، لكن يجب أيضاً على المشرع أن يكون مرناً ليحتوى مثل هذه الحالات. على أى حال أخاطب الآن الأم الحاضنة ونحن على أبواب عيد الأضحى المبارك: «لا تحرمى الطفل من أبيه، ففلذة كبدك هو الخاسر وليس أباه الذى ربما الآن تكرهينه، وأنصحك بالدفع بالتى هى أحسن، فمن يدرى فلعل البغضاء بينكما تزول، ليحل بدلاً منها رغبة فى حماية الطفل الذى تكوّن فى رحمك منه. وكل عام وطفلنا بخير وسعادة».