رئيس الجمعية المصرية لمكافحة مرض الإيدز: سوسن الشيخ: سجلنا 2438 مصاباً توفى منهم 1097.. ولابد من التمييز بين المريض والمتعايش

20 عاما استمرت خلالها سوسن الشيخ فى مكافحة الإيدز فى مصر. ركزت فى هذا المسار الطويل على مكافحة المرض من خلال العمل الأهلى المنتظم.. اختارت السيدة التى بدأت عملها التطوعى فى مجال تخطيط الأسرة والصحة الإنجابية أن تعمل على احتواء المصابين بالمرض نفسيا واجتماعيا،
وتعتبر أن هذا هو الجزء المكمل للرعاية الصحية التى يحتاجونها، وخلال حوارها مع «المصرى اليوم» قالت الشيخ إن المجتمع المصرى عليه أن يغير نظرته تجاه المرض والمرضى وإلا فنحن مقبلون على كارثة حقيقية إذا علمنا أن أمام كل حالة إصابة مسجلة هناك خمس حالات غير مسجلة وهو رقم تقديرى ...... فإلى الحوار:
* متى بدأت ظهور حالات الإيدز فى مصر والعالم؟
- فيروس نقص المناعة (الإيدز) عرف عام 1981، وكان ذلك فى الولايات المتحدة عندما ظهرت أول حالة. فى حين سجلت مصر أول حالة إيدز فى مصر عام 1986 وكانت لسيدة من محافظة الإسكندرية وسبب الإصابة، كما هو مسجل، يرجع لإصابتها بالفيروس خلال عملية نقل دم أثناء الولادة فى أحد مستشفيات الدول العربية.
* وما عدد الحالات التى تم تسجيلها منذ ذلك الحين وحتى اليوم؟
- منذ ظهور الفيروس وحتى اليوم تم تسجيل 2438 حالة بالبرنامج الوطنى التابع لوزارة الصحة بينها 838 لأجانب تم ترحيلهم لبلادهم فورا، وتوفيت 1097 حالة من المرضى المصريين فأصبح العدد حاليا هو 1341 حالة مصاب بالمرض.
* هل هناك فرق بين المريض بالإيدز والمتعايش مع المرض؟
- يعتبر الإيدز مرضاً مزمناً، والمريض به يكون فى حالة إعياء شديد، بسبب تدمير أجهزة المناعة، أما المتعايش مع المرض فهو إنسان لا نستطيع أن نميزه من بين ألف إنسان آخر وقد يعيش لعشرين عاما لأنه يواظب على العلاج، ويمتنع عن الممارسات التى تصيب به، وبالتالى فلا فرق بينه وبين المصاب بالسكر الذى يتكيف معه ويضبط نسبته فى الدم.
* برأيك.. ما مشكلة التعامل مع مرض الإيدز فى مصر؟
- للأسف كان التعتيم الإعلامى التام عن المرض عند اكتشافه لأول مرة فى مصر عام 1986، لدرجة أنه لو وصلت معلومة للإعلام فغالبا ما تكون معلومة مسربة، ونتج عن ذلك أن المجتمع أصبحت لديه مفاهيم كثيرة مغلوطة عن الإيدز. ولم يتحسن الوضع إلا بعد المؤتمر الدولى للسكان عام 1994،لأن المواطنين المصريين بدأوا يعرفون أكثر عن الإيدز وأصبحت الصورة واضحة.
* لماذا يرفض المجتمع التعامل مع مرضى الإيدز أو المتعايشين مع الإيدز؟
- بطبيعة الحال، المجتمع الشرقى ينظر للمصاب بالإيدز على أنه بالضرورة «غير مستقيم فى ماضيه»، وللأسف هذا حكم غير صحيح فى كل الأحوال، ونشأ عن ذلك أن المجتمع المصرى والعربى مازال ينظر بازدراء شديد للمتعايشين مع الإيدز ومرضى الإيدز، وهو ما يمثل خطورة شديدة جدا على المجتمع، لأن شعور المريض أو المتعايش بهذا الازدراء سوف يحملهما على عدم الاعتراف أو الإفصاح عن المرض للمجتمع.
وإذا استمرت هذه النظرة الدونية، سوف نتعرض لكارثة انتشار المرض دون أن نعرف، لأن الأصحاء لن يقبلوا على التحليل خوفاً من المستقبل الأسود الذى ينتظرهم . وعند هذه النقطة يمكن للمرض أن يتفشى دون أن ندرى ويصبح من المستحيل وضع أى مخطط استراتيجى لتحجيم الفيروس وبالتالى لابد من تقبل المجتمع للمتعايشين مع الفيروس.