دخلت معركة مومباى بين القوات الهندية ومسلحين إسلاميين لتحرير الرهائن الذين احتجزهم المسلحون داخل فندقى تاج محل و«أوبيروى» يومها الثالث أمس، وبينما أعلنت الهند السيطرة على فندق «أوبيروى» وتحرير كل الرهائن تواصلت الاشتباكات فى تاج محل مع بقاء آخر المسلحين على قيد الحياة بعد إعلان الهند قتل كل زملائه المسلحين. وقال «جاى كاى دات» قائد الحرس الوطنى الهندى إن فندق أوبيروى تحت السيطرة بعد تدخل القوى الأمنية فى الفندق الذى يحتله إسلاميون متطرفون مسلحون منذ مساء الأربعاء. وأضاف كاى دات «نحن نمشط غرف الفندق»، مشيرا إلى أن العملية انتهت بمقتل اثنين من المسلحين، والعثور على 30 جثة داخل غرف وأروقة الفندق. وكانت قوات الأمن الهندية نجحت فى تحرير ما لا يقل عن 93 شخصا، غالبيتهم من الأجانب من فندق أوبيروى بعد احتجازهم لأكثر من 36 ساعة، بعد تفجيرات مومباى وما أعقبها من اشتباكات مسلحة خلفت ما يزيد على 125 قتيلاً وأكثر من 325 جريحاً. وأشارت التقارير إلى أن معظمهم من الأجانب، فيما ذكرت وزارة الخارجية الإيطالية أن عدداً من الإيطاليين كانوا فى الفندق، بينهم طفل رضيع، دون معرفة عدد الباقين من النزلاء فى الفندق. فى غضون ذلك، لايزال الوضع غير محسوم فى فندق «تاج محل»، إذ تفيد الأنباء أن هناك مسلحاً واحداً على الأقل، ويعتقد أنه يحتجز رهينتين. وجرى تبادل كثيف لإطلاق النار داخل فندق تاج محل فى مومباى، حيث تحاول قوات الأمن الهندية القضاء على ذلك المسلح. وقالت الشرطة الهندية إنها أجرت اتصالات مع المسلح المذكور، مشيرة إلى أنه يتنقل بين طابقين. وجاء ذلك بعد نجاح الشرطة الهندية فى وقت سابق فى السيطرة على الفندق وقتل جميع المسلحين بداخله وحررت الرهائن. وفى هذا السياق أكدت السفيرة نبيلة سلامة، قنصل مصر العام بمدينة مومباى، أن القنصلية ستعد على الفور وثائق سفر للمصريين المحررين من أحداث مومباى للعودة إلى القاهرة. بعد الإعلان عن تحرير مصريين، كانوا ضمن الرهائن، تصادف وجودهم فى فندق «تاج محل» لحضور أحد المؤتمرات فى مدينة مومباى. وأشارت السفيرة إلى أن السلطات الهندية نجحت فى إخراج المصريين من الفندق بسلام، ومن بينهم رجل أعمال مصرى متواجد حاليا فى منطقة آمنة. مؤكدة أنه تم إجراء اتصالات مع معظم الجالية التى يقدر عددها بالقليل فى مدينة مومباى، وقالت إن القنصلية اتصلت بجميع الفنادق التى وقعت بها الأحداث لمعرفة حقيقة نزول أى مصرى بها ولم تتم الإفادة حتى الآن. فى الوقت نفسه قادت القوات الخاصة الهندية (كوماندوز) صباح أمس عملية إنزال من مروحية على سطح المركز اليهودى فى عاصمة المال الهندية بومباي؛ حيث يحتجز مسلحون إسلاميون رهائن، فيما سمعت أصوات انفجارات وإطلاق نار بالمركز الذى تعيش به عدة عائلات يهودية. وأظهرت الصور التليفزيونية أفراد الكوماندوز الهندى وهم يهبطون باستخدام الحبال على أعلى المبنى من طائرات الهليكوبتر، فيما قامت المروحيات بتوفير غطاء من النيران لتمكينهم من دخول المبنى. وقال مسؤول أمنى هندى إنه تم تحرير 7 من الرهائن المحتجزين فى المركز، ولكنه لم يكشف عن جنسيات المحررين، غير أن مشاهد التلفزيون تشير إلى وجود أجانب بينهم. وأشار مسؤول هندى آخر إلى أن بلاده رفضت قبول مساعدة عسكرية إسرائيلية لتحرير الرهائن، بعد أن توجه فريق إنقاذ إسرائيلى إلى مومباى لمتابعة وضع عدد من اليهود والإسرائيليين المحتجزين فى المركز، إلى جانب محاولة معرفة مصير حوالى 20 إسرائيلياً اختفى أثرهم فى عاصمة المال الهندية، منذ وقوع التفجيرات، بحسب شبكة «سى. إن. إن» الإخبارية الأمريكية. وأعلنت الخارجية الإسرائيلية مقتل 5 من مواطنيها فى المركز الثقافى اليهودى فى بمومباى الذى سيطرت عليه قوات الأمن الهندية وذلك خلال عملية تحرير الرهائن الذين احتجزوا فى المبنى، ضمن الهجوم الإرهابى، الذى تعرضت له الهند الأربعاء الماضى. وقال إيلى بيلوتسيركوفسكى، المسؤول الثانى فى السفارة الإسرائيلية فى نيودلهى، «عثر على جثث 5 رهائن وهم من التابعية الإسرائيلية». وفى الوقت نفسه، أكدت وزارة الخارجية الأمريكية مقتل أمريكيين أثنين، فى اعتداءات بمومباى التى أوقعت عشرات القتلى. كما أعلن وزير الخارجية الفرنسى برنار كوشنير مقتل فرنسيين أثنين ليرتفع بذلك عدد القتلى الأجانب إلى 17 شخصاً.