عزيزى الأستاذ/ مجدى الجلاد رئيس تحرير «المصرى اليوم» تحية طيبة.. أطلب إيقاف نشر مقال «صوت وصورة» اعتباراً من عدد الأحد 23 نوفمبر 2008، وذلك بسبب مقال بلال فضل عنى، الذى نشر اليوم فى عدد السبت. أرجو الموافقة على طلبى دون أى مناقشة، لأنه قرار نهائى لا رجعة فيه، فالمقال المذكور سب وقذف علنى، وكله أكاذيب واتهامات دون أى دليل على أى اتهام، ولن أرد عليه لأنه دون مستوى الرد، ويخلو من أى رأى للمناقشة، ولكن الإهانة الحقيقية هى مواصلة النشر فى الجريدة بعد أن سمحت بنشره، والإهانة الحقيقية ألا يتوقف النشر غداً، فيصبح التوقف لسبب آخر، ولا يرتبط بنشر ذلك المقال. أرجو أن ترد لى اعتبارى بالتوقف عن نشر العمود ابتداء من الغد، فهذا هو رد الاعتبار الوحيد الذى أقبله ولا أقبل غيره، ولمعلوماتك الخاصة كصديق لن يؤثر ما حدث على صداقتنا بأى شكل ولا بأى درجة، أود أن أوضح لك التالى: يقول بلال فضل إن هناك أفلاماً لمخرجين من أصدقائى وصلت إلى المهرجان رغم تواضع مستواها الفنى، ولم نسمع له حساً ولا خبراً، ولكنه لا يذكر ولو عنوان فيلم واحد من هذه الأفلام. ويقول إن هناك نجمات حصلن على جوائز باركتها، لأننى رفيقهن فى الكفاح المسلح، ولكنه لا يذكر ولو اسم نجمة واحدة من اللواتى يشير إليهن، ولا يوضح ما المقصود من الكفاح المسلح، ولكن بعض القراء قد يفهم أن المقصود أنهن عاهرات، فما الذى يفعله من يبارك جوائز العاهرات غير أن يكون قواداً. ويقول إننى مشبوه بالمجاملة والقبض، أى الرشوة، ولست محترماً ولا مستقلاً مثل النقاد الذين اختاروا فيلمه للعرض فى مهرجان القاهرة، ولكنه لا يذكر أى دليل على المجاملة أو الرشوة ولا على عدم الاحترام أو عدم الاستقلال، وهى اتهامات لم يسبق أن وجهها لى أى شخص طوال ما يقرب من نصف قرن من عملى فى الصحافة. ويقول إننى سمسار مهرجانات، بينما عملت مستشاراً فى مهرجانات ومديراً لمهرجانات أخرى، مثل كل النقاد فى مصر والعالم العربى والعالم. ويقول إننى عملت مساعداً فى مكتب إنتاج، وهذا لم يحدث، وكان عليه أن يذكر ما هو مكتب الإنتاج الذى عملت مساعداً فيه. ويقول إننى عملت مستشاراً لفنانة من نجمات زمن الفن الفسيح، وهذا لم يحدث، وكان عليه أن يذكر اسم هذه الفنانة، وما الذى يقصده بالزمن الفسيح، فهل يقصد مرة أخرى الدعارة والقوادة. ويقول إننى أنافق الأفلام الخليجية دون أن يذكر ولو مقال واحد يدلل به على هذا الاتهام، والعكس هو الصحيح، لأننى نشرت فى «المصرى اليوم» عن أول فيلم إماراتى تحت عنوان «جريمة عقابها أن تشاهدها»، ونشرت فى «المصرى اليوم» أيضاً عن أول فيلم سعودى قام هو بكتابته وعنوانه «كيف الحال»، وكان عنوان مقالى: «كيف الحال: لا يوجد أسوأ من هذا الحال». ويقول إننى أستخدم عمودى فى «المصرى اليوم» كى أحصل على دعوات من المهرجانات الدولية، بينما أعتذر كل سنة عن عشرات الدعوات من المهرجانات الدولية، لأننى لا أستطيع السفر طوال العام. ويقول إنه شاهد معى فيلم «الآخر» فى عرض خاص فى سينما أوديون، ولم أتوقف عن التعليقات الساخرة طوال العرض، وأنا لا أتحدث قط مع أى شخص بجوارى أثناء عرض أى فيلم، وأن يوسف شاهين بعد العرض وجه لى الدعوة لحضور حفل عشاء يقيمه نجيب ساويرس، فقال لى بلال فضل «كان الله فى عونك كيف ستحضر عشاء مع ناس لا يعجبك فيلمهم»، وإننى هززت رأسى مغمغماً، ويقول لم أفهم سر غمغمته إلا عندما قرأت مقاله فى «الجمهورية» يوم الاثنين الذى تلى العرض والعشاء عندما كتب أن فيلم الآخر هو تحفة خالدة فى تاريخ السينما تقف جنباً إلى جنب مع أرفع تحف كوروساوا وأنتونيونى وفيللينى، وهو رأى لم يقله أشد الشاهينيين تعصباً، ويختتم المقال قائلاً «ومن يومها كلما قرأت مقالاً لسمير فريد عن فيلم من الأفلام أسأل نفسى هل كتب مقاله قبل الحفلة أم بعدها»، أى أننى أكتب مقابل الطعام. وربما جلس بلال فضل بجوارى أثناء العرض الخاص لفيلم «الآخر»، ولكنى لم أتشرف بالعشاء مع نجيب ساويرس حتى الآن ولا مرة واحدة، ولا أدرى لماذا يحتفل ساويرس بفيلم «الآخر»، ووقتها كان يوسف شاهين قد رفع قضية ضد منح الإعفاءات الضريبية للشركات الكبيرة فقط ومنها شركة ساويرس، والأهم من هذا أننى لم أكتب عن فيلم «الآخر» أى مقال، و«الجمهورية» موجودة فى الأرشيف، وكل ما يذكره بلال فضل محض أكاذيب. لقد تم تجريدى من الأخلاق الكريمة واتهامى بالرشوة والمحسوبية والفساد والدعارة والقوادة والتغاضى عن أبسط قواعد المهنة فى نفس الجريدة، التى أنشر بها عموداً يومياً، ولا أطلب غير التوقف عن نشر هذا العمود ابتداء من الغد، وذلك احتراماً لنفسى واحتراماً للقراء حتى لا تفقد الجريدة مصداقيتها لديهم، فكيف للجريدة أن تواصل النشر لمن وافقت على توجيه كل هذه الاتهامات الأخلاقية إليه، وكيف يصدقه قراؤها بعد ذلك. ومن حسن الحظ أن مخرج فيلم «بلطية العايمة» الأستاذ على رجب اتصل بى يوم الخميس معاتباً بمنتهى الذوق والأدب على مقال الأربعاء، وقال إنه يتمنى أن أشاهد الفيلم، وربما أعتبره اختياراً موفقاً من إدارة المهرجان، فوعدته بإيضاح وجهة نظرى، وهى أننى لست ضد الفيلم، ولكن ضد عرضه فى مسابقة المهرجان، لأنه من الأفلام التجارية حسب مفهومى للمهرجانات، وأوضحت ذلك فى «صوت وصورة» فى نفس عدد يوم السبت. .. واعتذار واجب للكاتب الكبير الكاتب الكبير الأستاذ سمير فريد تلقيت رسالتكم بمزيج من الحزن والأسى.. وتعلمون سيادتكم وكذلك يعلم كل السادة القراء ما يمثله مقالكم اليومى فى «المصرى اليوم» تحت عنوان «صوت وصورة» من أهمية قصوى، لما يحمله من كلمة جادة ومبادئ سامية ورؤى موضوعية.. وتعلمون أيضاً ما أكنه لكم من تقدير واحترام أنا وجميع الزملاء والكتاب بالجريدة.. لذا فليس سهلاً علينا أن تغضب، وليس منطقياً أن نقبل أى إساءة لكم على صفحات الجريدة. ولئن طلبتم وقف نشر مقالكم بالجريدة.. فإننى أنشره اليوم فى مكانه على مسؤوليتى الشخصية، وأعرف جيداً أن تتلمذى على أيديكم، وصداقتنا التى أعتز بها وقيمة المقال لقراء الجريدة تدفعنى إلى ذلك دفعاً، مثلما تدفعنى إلى القول لك: «إذا كان ما نشر يحمل أى إساءة لك، فنحن لا نقبل ذلك، لا سيما أن التقدير والتقييم يخضعان دائماً لوجهات النظر التى تحتمل الصواب والخطأ». وتعلمون سيادتكم أن «المصرى اليوم» تؤمن بليبرالية الرأى، وتدافع عنه بما أوتيت من قوة، وأنها تمنح مساحة واسعة لكتابها الكرام دون الإساءة الشخصية، وأن هذا النهج يلقى على عاتقنا بمسؤولية كبيرة وأعباء ثقيلة، لذا فإن الاعتذار واجب علينا وحق لك.. ولكن تذكر دائماً أنك علمتنا «الليبرالية» لسنوات طويلة من العطاء المخلص، وإذا كنا نرتضى دفع الثمن كل صباح.. فعليك أن تعلمنا درساً جديداً فى دفع الثمن، لأن هذا واجب عليك وحق لنا. رئيس التحرير