شهدت صحيفة "المصري اليوم" خلال اليومين الماضيين توترات شديدة بعد تدخل الملياردير المسيحي نجيب ساويرس، المقرب من البابا شنودة، بعنف لوقف نشر مقال المفكر الكبير الدكتور محمد سليم العوا، وكان العوا قد اتفق مع مجدي الجلاد رئيس التحرير على نشر المقال على جزئين حسبما ذكرت صحيفة الشعب. ساويرس يبدي استياؤه من نشر المقال وتمضي الصحيفة قائلة وبعد نشر الجزء الأول جرت أربع اتصالات متشنجة من ساويرس أبدى فيها استياءه من نشر المقال ورفض أن تقوم الصحيفة بنشر الجزء الثاني منه، وأمر شارل فؤاد المصري، مدير التحرير وصاحب القرار الفعلي في شئون النشر بالصحيفة، بوقف نشر المقال بعد تجهيزه للنشر فعليا. محاولة تلطيف الأمر ولمحاولة تلطيف الأمر، حسبما تقول "الشعب"، اتصل مجدي الجلاد، رئيس التحرير، بالدكتور العوا واعتذر له عن عدم نشر المقال، وتعلل له بأن هناك "تدخلات أمنية" مشددة لمنع نشر المقال. رفض نشر المقال بالكلية إلا أن العوا بعد ساعات قليلة اتصل به وأكد له أنه لا توجد أي توجيهات أمنية بهذا الخصوص، فعاد الجلاد وقال له أن المشكلة في أن المقال طويل وأن الجريدة لا تستطيع نشره بهذا الحجم، إلا أنه تبين أن الأمر غير صحيح وأن هناك مقالات أطول من مقالات العوا يتم نشرها وأبدى العوا مرونة في اختصار المقال، فرفض شارل فؤاد المصري، المقرب من ساويرس، نشر المقال حتى بعد الاختصار، وطلب حذف كل ما يتعلق بالبابا شنودة والكنيسة من المقال نهائيا وهو ما يفقد المقال معناه بالكلية، ثم انتهى الجدل بين قيادات الصحيفة إلى رفض نشر المقال بالكلية. تلكيكات تعللت " المصري اليوم" بأن هناك ردود أفعال سلبية عليه، وأن الصحيفة لا تتعرض للعقائد والجدل الديني، رغم أن مقال العوا أبعد ما يكون عن الجوانب العقائدية حيث يبدي حرصه الشديد على احترام عقائد الآخرين وعدم المساس بها، وأن يكون الحوار حول الأبعاد الوطنية والسياسية والاجتماعية لسلوك الكنيسة. بلال فضل يعتذر عن الكتابة تضامنا مع العوا إلي ذلك كشف صحفيون بجريدة "المصري اليوم"، عن تلقي مجدي الجلاد رئيس التحرير اعتذاراً من الكاتب الساخر بلال فضل عن الكتابة مجدداً للمصري اليوم تضامناًً مع الدكتور سليم العوا الذي باعته "المصري اليوم" لكسب رضا الكنيسة، وأكد فضل في خطابه أن "المصري اليوم" بهذه الطريقة سوف تخسر مصداقيتها وقارئها للأبد، مضيفاً أن من حق كل الأطراف عرض وجهات النظر، طالما أن الجريدة ترفع شعار الاستقلالية والحياد، ويسعي الجلاد لاقناع فضل بالعدول عن قراره بعدم الكتابة ل "المصري اليوم" مجدداً.