مأساة إنسانية تعيشها أسرة سائق التاكسى الذى لقى مصرعه على يد ضابط شرطة فى حراسات مجلس الوزراء مساء الثلاثاء الماضى.. تجددت أحزان الأسرة بعد 5 شهور من وفاة شقيق القتيل.. الضحية له ولدان «3 سنوات» والثانى «3 شهور» والأخير يحمل اسم الشقيق المتوفى.. الدموع فقط هى عنوان الأسرة فى شارع المطار بإمبابة.. بينما تقف زوجة القتيل وابناه على بعد خطوات فى منطقة بشتيل ولا يعلمون تفاصيل ما حدث.. الأحزان استقرت فى قلب الأب والأم ففى، أقل من 5 شهور فقط فقدوا اثنين من أبنائهما ولم يبق لهما سوى ابنهما محمد المريض بالقلب وفاطمة التى كان المقرر زواجها فى شهر فبراير المقبل.. الجميع لم يستطع أن يخبر الزوجة وطفله هشام بخبر الوفاة وأكدوا لهما أنه محجوز فى القسم بسبب مشكلة مع ضابط. منزل صغير بمنطقة مطار إمبابة هو مسكن القتيل جاد محمود عبدالله، الصرخات والعويل هو كل ما تسمعه من داخل المنزل.. الجميع يظهر على وجوههم علامات الحزن والتعجب من كيفية مقتل الضحية على يد ضابط شرطة بسبب مشاجرة بينهما.. أقارب الأسرة جلسوا يتسألون لماذا لم يخبرهم القسم بخبر الوفاة فور وقوع الحادث وقبل تحرير المحضر.. تعجبوا من الروايات العديدة التى استمعوا لها داخل قسم العمرانية من قبل الضباط فأحدهم قال إن الضابط كان يتشاجر مع صديق القتيل وأن رصاصة خطأ خرجت من مسدس الضابط استقرت فى رأس الضحية لتنهى حياته فى الحال.. رواية أخرى استمع إليها الأهالى وهى أن الضابط كان يحاول إطلاق الرصاص على لص فى الشارع فأخطأ الضابط فى التصويت لتنتهى حياة السائق فى الحال. بأحزانه ودموعه جلس الأب بعيداً عن الأقارب بمفرده يتذكر ابنه الأكبر جاد الذى كان ينفق على المنزل.. قال الأب فقدت أحد أبنائى منذ 5 شهور فى وفاة طبيعية، أما الآن فالذى توفى هو ابنى الكبير جاد الذى كان ينفق على المنزل والذى لم يمر على زواجه سوى 4 سنوات فقط ولديه طفلان هشام 3 سنوات ورضيع عمره لم يتعد 3 شهور.. أضاف الأب لم يعد لدى الآن سوى ابنى محمد المريض بالقلب فهو لا يقدر على العمل لظروف مرضه وفاطمة التى كان من المقرر زواجها فى شهر فبراير المقبل.. وكان القتيل يجهزها بشراء متطلباتها.. لا أعلم كيف ستسير الأمور بعد وفاة جاد ومن سينفق على زوجته وطفليه فهو كان يعمل سائق تاكسى اشتراه منذ 3 شهور وثمنه 70 ألف جنيه فكان يدفع قسطاً شهرياً ألف جنيه وكان من المفترض أن يدفع القسط الأول الشهر القادم. عادل عبدالرحمن ابن خال القتيل قال إن زوجة الضحية استنجدت بهم ليلة الثلاثاء وأخبرتهم أن جاد تأخر فى العودة إلى المنزل وأنها اتصلت كثيراً على هاتفه دون فائدة وأضاف توجه وأقاربه ووالد القتيل وشقيقه للبحث عنه فى أقسام الشرطة والمستشفيات دون جديد.. وأن الخبر وصل إليهم بعد الحادث ب24 ساعة وأن ضباطاً فى قسم العمرانية أخبروهم أنه تشاجر مع ضابط وأنه محتجز بالقسم.. ولا أعرف السبب الذى جعل أجهزة الأمن تخفى الخبر وفوجئنا بتحريات غريبة تقول إن القتل خطأ.. لكن نزاهة النيابة وحياديتها حسمت الأمر ووجهت تهمة القتل العمد للمتهم بعد أن تبين لها بطلان التحريات. ومن جانبها، واصلت نيابة حوادث جنوبالجيزة التحقيقات فى الواقعة، حيث انتقل وائل صبرى مدير النيابة إلى مسرح الجريمة فى منطقة التعاون بشارع فيصل وتم إجراء معاينة بحضور طبيب شرعى لبيان كيفية وقوع الحادث وينظر قاضى المعارضات بمحكمة الجيزة اليوم تجديد حبس المتهم صباح اليوم.