«انجعز» باللهجة البورسعيدية تعنى «انزعج».. وانجعزت أشد الانجعاز من دعوة بورسعيدية لإطلاق اسم الحاج سيد متولى، رئيس النادى المصرى الراحل، على استاد بورسعيد الدولى، ومع احترامى الكامل لرغبة البعض فى تخليد اسم الحاج سيد إلا أن إطلاق اسمه على استاد بورسعيد «ضبش» أى قصر نظر. وبعيدا عن الهناجره واللبط، يجب الابتعاد قليلا عن اسم بورسعيد على استاد بورسعيد، وما يمثله هذا الاسم من رمزية، مدينة باسلة حقا، أخشى أن يقترح «بكاش» إطلاق اسم الحاج سيد على المدينة نفسها، وتصبح مدينة الحاج سيد «الحرة سابقا». فى الجوار هناك استاد الإسماعيلية، واستاد الإسكندرية، والعاصمة - القاهرة - استعادت استادها من الناصريين، استاد ناصر صار استاد القاهرة الدولى مع ما يمثله اسم ناصر فى تاريخ أمته، عجبًا يعود اسم القاهرة إلى استادها الكبير بديلا عن اسم ناصر العظيم ويختفى اسم بورسعيد الكبير من على استادها الجميل، يصير استاد الحاج سيد. فنطزية، يوما ما حاول بعضهم إطلاق اسم المعلم عثمان أحمد عثمان على استاد المقاولون العرب، فشلت المحاولة رغم حزق بعض المعلقين باسم المعلم. عثمان شخص، الأشخاص زائلون، أخشى أن يأتى من بعد الحاج سيد مليونير اسمه سيد، ينفق أكثر ويوصى بوضع اسمه على الاستاد، فيصير استاد الحاج سيد الثانى باعتبار اسم الحاج سيد متولى كان الأول من نوعه على الاستادات الدولية. هجاص ومزراب من يقترح حذف اسم المدينة ليخلد الشخص، الشخوص تموت، المدن لا تموت، بورسعيد تحديدًا لا تموت، لو بقى فيها بيت واحد سيكون نواة لمدينة باسلة، بورسعيد تتكاثر ذاتيا كالخلايا البشرية الحميدة، مدينة تنطق بالحياة، ترغب فى الحياة، تحب الحياة، بسالة بورسعيد فى بقائها، هناك مدن فى العالم تصوغ وجدانها الحروب، فتصير فى صلابة الفولاذ، لا تنحنى ولا تنكسر أمام الخطوب، إذا كان رحيل الحاج سيد خطبًا. الحاج سيد تولى النادى المصرى برعايته، فليتوله الله برحمته، الدعاء له بالرحمة أرحم من إطلاق اسمه على الاستاد، الاستاد ليس صدقة جارية، كل مشاهد يدخل تحسب تذكرته فى ميزان حسنات الحاج، يجوز أن يلعب المصرى بقية الدورى بالشارات السوداء، ولو الحزن مقطع القلوب قوى يلعبوا بالفانلة السوداء حتى الأربعين، حتى نهاية الدورى، يعتبروا الفانلة السوداء لباسا رسميا عكس رغبة الحاج كان يريدها بيضاء، الزمالك لعب بالأسود بدون ميتة، الزمالك حزين على نفسه. يمكن إطلاق اسم الحاج سيد على فريق الأمل ( الناشئين )، على ملعب كرة القدم، فى الأهلى ملعب التتش، إذا أطلقنا اسم الحاج سيد على استاد بورسعيد، ما المانع من إطلاق اسم الكابتن مسعد نور (الكاستن) على النادى المصرى، ويصبح نادى الكابتن مسعد، كان زمان المصرى ينسب لموسى أفندى، وللأخير أياد بيضاء على تأسيس النادى المصرى عام 1922 كمعقل للوطنية فى مواجهة فرق الجاليات الأجنبية، توارى اسم الأفندى فى الكتب وظل اسم المصرى سراجا منيرا . فى بورسعيد يقولون عمن لا يفقه شيئا «الولد ده مخه كظوظ»، أبوالعربى مخه كظوظ، يكتب أبوالعربى فى رحيل الحاج سيد «رحيل رئيس جمهورية بورسعيد»، أبوالعربى يكتب كما يتكلم، يضحكك فى شدة الحزن . (ملحوظة: مفردات اللهجة البورسعيدية من موقع Portsaid-online).