«العمَّال».. الخوف من «المحافظين» يقود الحزب يساراً

«وضعنا الحزب على طريق العودة إلى السلطة مرة أخرى، ولن أتهاون فى بذل أى جهد يساهم فى وحدة الحزب وقوته، كما سأبذل كل جهودى للدفاع عن الطبقة الوسطى، التى أصبحت محاصرة فى بريطانيا»، هكذا جاء أول تصريح لوزير المالية السابق، زعيم حزب العمال البريطانى المعارض إد ميلباند، الذى هزم أخاه ديفيد فى انتخابات الحزب، أمس ، فيما اعتبره غالبية المراقبين مفاجأة.
ووصفت صحيفة «جارديان» البريطانية انتصار «إد» على شقيقه ب«الحاسم»، مشيرة إلى أنه يشكل «انتصاراً كبيراً لنقابات العمال» التى ساندته فى المعركة الانتخابية ضد شقيقه الأكبر، ووصفت هذه الانتخابات بأنها كانت «درامية وشهدت لحظات مؤثرة»، خاصة أن الجميع توقع تحقيق «ديفيد» للفوز على أخيه، قبل أن يحقق «إد» المفاجأة.
وتساءلت صحيفة «تايمز» البريطانية عما إذا كان انتخاب «إد» زعيما لحزبه سيؤدى إلى انتهاء حزب العمال، وذلك نظرا لقلة خبرة الأخير فى العمل السياسى وحداثة سنه (40 عاما) ولم تمنح الصحيفة إجابة مباشرة ولكنها تحدثت عن طول عمل «إد» فى السياسة رغم حداثة سنه، وتوليه حقيبة المالية لفترة زمنية قصيرة من قبل.
واعتبرت صحيفة «إندبندنت» البريطانية أن التحدى الأبرز الذى يواجه ميلباند هو كيفية إدارته حكومة الظل (والتى تعتبر حكومة موازية للحكومة الحقيقية تشكلها المعارضة)، حيث إن البريطانيين يترقبون دائما كيفية إدارة المعارضة حكومة الظل، لاسيما فى حال تغيرها، ولاشك أن غالبية البريطانيين سينتظرون القرارات «الصورية بالطبع»، التى سيصدرها «إد» لحل أزمة عجز الميزانية المتفاقمة وللخلاص من الركود الشديد فى البلاد، وسيكون حكمهم عليه، وبالتالى على مستقبل حزب العمال، مقترنا بتقديرهم لاقتراحاته، للخلاص من الأزمة الاقتصادية.
ويعكس فوز «إد» على «ديفيد» المخاوف الظاهرة فى حزب العمال من تنامى قوة المحافظين فى ظل قيادة ديفيد كاميرون، وهو ما دفعهم لاختيار «إد» - ولو بأغلبية ضئيلة- بما يمثله من أفكار يسارية تعارض تماما جميع الأفكار اليمينية لحزب المحافظين وتجعله على طرف النقيض منه، وبالتالى تزيد من المساحة بين الحزبين وتعمل على تشجيع اليساريين على إعادة الاهتمام بالحزب، بدلا من الانضمام لأحزاب يسار الوسط الأخرى.