فى شارع نادى الصيد وفى الجزء المواجه لوزارة الزراعة من هذا الشارع وفى الساعة الثالثة من بعد ظهر يوم الأربعاء 27 يناير الماضى.. شاهدت مأساة إنسانية بكل المعانى كان أبطالها مجموعة من شرطة المرافق.. وامرأة فقيرة تنطق أساريرها بالبؤس والشقاء.. ذلك أنها كانت تقف فى جانب من الرصيف وأمامها ما تبيعه من خضراوات أو فاكهة على جريدة تقوم ببيعها للموظفين الخارجين من الوزارة الذين يملأون الطريق ساعة خروجهم.. وبينما هى تنتظر بأمل ولهفة المشترين.. يشاء قدرها أن يهجم عليها مجموعة من شرطة المرافق «بملابس مدنية».. ووجوه قاسية تنذر بالويل والثبور ويقوموا بمصادرة كل ما تمتلكه هذه البائعة البائسة، ويلقوا كل شىء فى لورى كان بالانتظار دون أن يلتفتوا لصراخ المرأة وولولتها بعد أن فقدت كل رأسمالها، وضاع أملها فى الحصول على ما كان يمكن أن يغطى قوتها وقوت أولادها.. ليوم واحد على الأقل؟! طبعاً لدى الشرطة المبرر وهو شغل جزء من رصيف طريق عام؟! ولكن ألم يفكر المسؤول عنهم فى مصير هذه العائلة التى تمولها هذه السيدة البائسة؟ ألم يكن من الأجدى أن يقوموا برفع السيارات التى تقوم بالركن على الأرصفة فى كل مكان، أو بإزالة المقاهى التى تحتل أجزاء من الأرصفة لتقدم الشيشة لزبائنها!! ألم يكن من الأجدى للدولة إيجاد أماكن محدودة لهؤلاء الباعة الجائلين؟!.. إن تطبيق القانون بتعقل هو أهم من القانون نفسه.. وكفانا استفزازاً للفقراء ومحدودى الدخل الذين يبحثون عن قوت يومهم يوماً بيوم! المحرر: أستاذى الدكتور عادل جزارين.. ما نفتقده فى أيامنا الحالية هو «العدل» و«التعقل».. ونصرة الضعيف و.. و..!