وفى يوم ذهبت لاحجز تذكرة بقطار النوم لانى مسافر اسوان والمشوار طويل وقتها كانت التذكرة ب105 جنيه اعتقد اليوم اصبحت 235 للكابينة المزدوجة شىء جميل وتركب من داخل القطار تحس نفسك وحدك وهدوووووء رهيب وهذا الجو هو ما أحبه ولااعرف لماذا؟؟؟ ربما لانى نشأت وحيدا ومنفردا ليس لى سوى أخت واحدة ولكن لم يكن لى أخ يلبس ملابسى او نتشاجر على من فينا ينزل لشراء طلبات البيت بل دائما كنت اشترى كل شىء للبيت واذهب للجامعة واعود للعمل مع والدى فى المحل الصغير الذى نملكه وانطلق القطار وتخطى محطة الجيزة ثم استمر فى السير واخذت اقرا بعض الكتب الصغيرة التى احضرتها معى واحسست انى أريد ان اتناول كوبا من الشاى وذهبت الى كافتيريا القطار هي ليست كافتيريا بل كوفى شوف بلغة هذه الأيام وجلست على ترابيزة بعيدة منفردا كعادتى لكن جاءت عائلة مكونة من أب وأم وابنهما واختارو الترابيزة التى بجوارى ودار بينهم هذا الحوار الذى قطع تأملى للطريق وبالبلدى كده عكننى لكن الحوار نفسه لفت نظرى وتابعته فى البداية تابعته مكرها لان صوتهم عالى لكن بعد ذلك تابعته متعجبا من الحوار نفسه واليكم الحوار الأب ممسكا عدة ورقات كبيرة بيده/ أيه السفه ده كل دى مصاريف عايزين تصرفوها فى الفرح ده فى ناس مش لاقية تاكل وقلت فى نفسى / أسد ياواد لكن الام ردت عليه / انت عايز الناس تاكل وشنا ويقولو علينا جلدة وأيحة (تعبير مصرى يدل على القذارة والنتانة والبخل) الأب / الناس اللى انتى عاملة حسابهم ياست هانم هييجو يقعدو ساعتين تلاتة ويمشو ومش معقول علشان خاطر ساعتين تلاتة اعمل الدوشة دى كلها والعروسة للعريس والجرى للمتاعيس الأم بعجرفة / بطل طريقة الكلام دى وانسى زمان شوية الاب / وانسى ليه؟؟؟ حد ينسى اصله كنت بسرح بصندوق ورنيش فى الشارع وربنا كرمنى ونظرت حولها لان الكلمة من وجهة نظرها محرجة فلم تجد غيرى وانا ذهبت بنظرى الى خارج القطار حتى تظن انى غير متابع للموضوع وتحدث بصوت هامس لكنى سمعته (يومها متفهمش ودانى كانت شغاااااااالة بقوة 5000 ميجا هيرتز) ههههههههه ياراجل انت عايز تفضحنا ايه اللى بتقوله ده هو اللى قلته عيب ؟؟؟ بحزم / خلينا فى الفرح ماله ؟؟؟ احنا هنعمل كل المكتوب فى الورق ده ومتتكلمش ابدا على جثتى دى ميزانية كبيرة ياراجل بطل بخل بخل بخل زى بعضه وبلهجة آمرة / هتنفذ اللى احنا كاتبينه ده والا لا لكن شجاعة عنترة بن شداد حلت عليه ووقف وقال / اسمعى انتى وابنك الدلوعة ده والله العظيم زيادة عن 3 مليون جنيه فى حفلة الفرح مش دافع وتركهم ومشى الى غرفته بالقطار وهنا انفجر الأبن فى البكاء وارتمى فى حضن الأم والأم تواسيه / معلش يابنى ابوك جلدة ونتن من يومه وانا اندهشت / هو يقسم بالله العظيم انه زيادة عن 3 مليون جنيه فى حفلة الفرح فقط مش هيدفع ؟؟؟ والزوجة وابنها يتهمونه بالبخل ؟؟؟ فرح ايه ده اللى هيتكلف بعد التوفير والبخل 3 مليون جنيه ؟؟؟ وقلت ياواد ياخالد لازم تدور فى الموضوع برضه وتعرف الدنيا ماشية ازاى يمكن فى يوم من الأيام ابقى ملياردير لما اعمل فرح بنتى ابقى اعرف هصرف 10 مليون جنيه فى أيه وللحقيقة انى نزلت فى اسوان وبدات جولة الوجه القبلى من اسوان حتى عدت للقاهرة ولم انس الموضوع وبحثت على النت رغم انه لم يكن منتشرا بهذه الصورة مثل هذه الايام ولكنه حب الاستطلاع وبحثت فى المجلات المتخصصة والفنية طبعا لان مش معقول فرح بدون مطربين وفوجئت بالأتى وهذا كلام منقول من النت وبعض المجلات المتخصصة لانى فوجئت ان عبد اللطيف الشريف صاحب مصانع الشريف السابق صرف على فرح بنته كما قالوا 20 مليون جنيه الله طيب ميبقى الراجل ده اللى سمعت مناقشته فى القطار مع عائلته كده فعلا بخيل لكن بيتصرفو فى ايه ووجدت الأتى أولا / حجز الفندق بالساعة وطبعا فندق 5 نجوم والساعة بأى حال من الأحوال لن تقل عن 10 الاف جنيه وطبعا يتم حجز القاعة 5 ساعات او 6 ساعات حسب فقرات الحفل ثانيا / اجور المطربين وهى تتراوح من 150 الف دولار فى الساعة(كان الدولا قفز من 3 جنيه ونص الى 7 ) وقتها بالنسبة لعمرو دياب والراقصة دينا مرورا بمحمد منير وكان اجره حوالى 300 الف جنيه فى الساعة الى فنان مغمور صغير اسمه تامر حسنى كان عمل شريط بالاشتراك مع الفنانة شيرين وكان اجرهم فى الساعة 20 الف جنيه (طبعا كل ده اتغير هذه الأيام ) ثالثا / البوفيه وهو ينقسم الى قسم للمشويات وقسم للاكلات البحرية ثم قسم للطيور وقسم للحلوى والمخللات (المقبلات) والاكل يكون فيه بكميات كبيرة لانه اوبن بوفيه اى بلا حدود كل زى مانت عايز بس استلف بطن على بطنك علشان تاكل ولكن اكملت التحرى وذهبت الى احد الفنادق وسألت احد المسئولين هناك فى كل كبيرة وصغيرة وعند نقطة الأكل بالذات قلت له / طبعا الاكل بيزيد منه كتير لان مش معقول الناس هتاكل ده كله فبيكون مصير الباقى ايه فضحك وقال / سعادتك لو تحب نجمعه لك ونبعته على البيت مفيش مشاكل (ولكن قالها بابتسامة خبيثة) وفهمت ان مغزى الابتسامة انى راجل نتن والمفروض انى اسيبه يترمى وغالبا ما يأخذه عمال الفندق وقلت فى نفسى سبحان الله بالامس القريب كنت فى قطار محشور فيه مجموعة من الناس ولا يوم الحشر وكل منهم عشمان فى قوت يومه مش اكتر وهؤلاء الناس ينفقون بهذا البذخ والسفه واذا فتحت السيرة مع احدهم يقول لك / بطلو الحقد الطبقى ده اى حقد ؟؟؟؟ ان الله قال فى كتابه العزيز (وانفقوا مما جعلكم مستخلفين فيه ) كلنا امناء على هذا المال فكيف ننفقه فى هذا السفه وحين حسبت حسبة بسيطة ايقنت فعلا ان من كان جالسا بجوار فى مقهى القطار كان اسد بنى عبس فعلا ومفيش حنفى (على رأى عمنا عبد الفتاح القصرى) ههههههههههه