الهيجان السياسى والرياضى حضرتك فاهم حاجة، هل لديك تفسير للحالة التى تمر بها مصر الآن، هل ما تراه وتقرؤه من حولك ظاهرة صحية ومطلوبة، هل هى شجاعة من الذين يتكلمون، أم هى سعة صدر من المسؤولين؟ طيب هل يعجبك ما تسمعه، هل يقنعك، هل توافق عليه، هل أنت موافق على أن يتكلم الجميع فى نفس واحد، وهل أنت مستمتع بالحوار الذى قد يكون محشوا بالبذاءة والشتيمة التى تدور بين الفرقاء، هل أنت راض عن هذا الصراع، وهل تراه صراعاً أم اختلافاً فكرياً بين المتصارعين، هل تشم رائحة بجاحة من البعض ورائحة نفاق من البعض كذلك. طيب.. هل حاولت أن تسأل عن إيه الحكاية، ولو سألت هل ستجد من يرد عليك برد مقنع وموضوعى، أم قد تجد من يقول لك اتلهى على عينك وانكتم» وهذا هو المتوقع، ستكون مثلى وستلعب لعبة دوخينى يا لمونة وستلعب الثعلب فات فات وفى ديله سبع لفات، وقد تضطر لأن تخرس كما يطلبون وتقول «لا أرى.. لا أسمع.. لا أتكلم». عزيزى القارئ.. إذن السؤال: ما وصفك لهذه الحالة.. عند حضرتك وصف أو شرح أو تفسير، هل هى ديمقراطية زائدة أم فوضى قادمة؟ أنا عندى رأى. هى فى رأيى هيجان سياسى، وليست انفلاتاً سياسياً.. يعنى لا هى ديمقراطية ولا هى فوضى. هى كما أى مولد من موالد مصر، حيث الزحام والدروشة مثل الذين ينادون فيه بأعى صوت، فهذا ينادى على شربة الحاج محمود، والآخر ينادى عن استعداده لطهارة الولد، والآخر سبع البرمبة الذى يطلب منك أن تريه قوتك.. والأخير يطلب منك أن تشاهد الأراجوز وآخر يطلب منك أن تشترى سبحة وشوية بخور. عزيزى القارئ.. عندى وصف آخر فقد يكون ما تمر به مصر اليوم هو مخاض. والمخاض عندى كان يعنى مرحلة ما قبل الولادة، ظل كذلك حتى كان لى لقاء مع الرئيس السادات بحضور الراحلين عثمان أحمد عثمان ومشهور أحمد مشهور وكنا قد استقبلناه تحت طائرته الهليكوبتر، وبعدها كان اللقاء فى استراحته مع شاى الرئيس السادات المشهور- أبوعسل نحل وفى الكباية الخمسينية، كان الحوار عن موقف الدول العربية من مصر ومقاطعة كثير منها لها أثناء الحوار انسحبت من لسانى وقلت «سيادة الريس ما نهدى شوية» نظر لى الرئيس والبايب فى فمه وقال «يا ابنى ده مخاض، بكره سترى كل الدول العربية تهرول نحو مصر»، وقد حدث ما توقعه بعد ذلك. إذن الرئيس السادات قال تعبيراً سياسياً جديداً بالنسبة لى، وهو أن العالم العربى يمر بما يسميه المخاض السياسى. والآن.. هل يمكن أن أقول إن ما تمر به مصر هو عبارة عن مخاض سياسى؟ مصر الآن فى ظنى كالسيدة التى تصرخ وتئن ويعلو صوتها أثناء الولادة.. وحولها عدد كبير من الأطباء، وليس لديهم رأى موحد عن حالة هذه السيدة، فرأى يرى ضرورة أن تكون الولادة قيصرية، وآخر يرى أنه يمكن أن تكن الولادة طبيعية، وثالث يرى أن حالتها طبيعية ولا داعى للقلق، وغيره يرى أنها فى لحظاتها الأخيرة، ويجب التضحية بالجنين حتى تعيش الأم. بينما الآخر يرى العكس، وأن الأم ستموت ستموت ولابد من التضحية بها حتى يعيش الجنين. عزيزى القارئ.. هذا بالضبط ما يحدث لمصر، نفديها وأيضاً نفكر بالتضحية بها وقتل المستقبل. والآن ما هو رأى سيادتك فى آراء هؤلاء الأطباء. أنت مع من وضد من؟! حضرات القراء.. هذا هو الحال فى الجو العام السياسى، طيب إزاى الحال فى الجو الرياضى، هل لدينا نفس الهيجان؟. فالوصول لكأس العالم لكرة القدم مشكلة، الحصول على ميداليات أوليمبية غير موجود، تنظيم بطولة العالم لكرة القدم غير ممكن، تنظيم دورة أوليمبية حلم لن يتحقق. نترك كل ذلك جانبا، طيب إزاى الحال فى مباريات الكلاسيكو بين الأهلى والزمالك، نار، يا حبيبى نار. قرأت أن قناة الأهلى شنت وتشن هجوماً حاداً على نادى الزمالك، وربنا يستر عندما تخرج قناة الزمالك للوجود. طيب ماذا عن الصحافة الرياضية، حدث ولا حرج وفى القنوات الفضائية الرياضية، عندما أنشئت كنت تتمنى أن تقول اشجينى، علمنى، نورنى، كيفنى، والآن تقول، كرهنى فى حياتى، علمنى قلة الأدب، سد نفسى. فى ظنى أنه قد نقبل الهيجان فى السياسة، فطابعها المميز هو القتال من أجل الوصول للسلطة ومن أجل الحصول على مكاسب شخصية. ولكن لا نقبل ما يحدث فى الرياضة، التى تدعو إلى السمو والتسامح واللعب النظيف، فقد غابت الروح الرياضية وسادت الروح الشريرة، وكل ذلك حصرياً وعلى الهواء مباشرة كما حدث بين الدكتور علاء صادق واللواء مدحت شلبى وكذلك ما دار بين المستشار مرتضى منصور والإعلامى الكبير أحمد شوبير. عزيزى القارئ.. أرجوك لا تفهمنى خطأ. فقط اشرح لى لماذا هذا الجو العام الملبد بالغيوم وبالكراهية والحقد؟. وبصراحة شباب مصر عندهم حق وألف حق عندما يفكرون فى الهجرة، فهم يخاطرون بحياتهم ليس من أجل حياة أفضل فقط، لكن ليأسهم من رؤية مصر جميلة كما كانوا يحلمون بها. من فضلك بعد كل ده، لا تقولى مصر أمنا أو مصر التى فى خاطرى ودمى، أو مصر أم الدنيا. هيه فين مصر دى؟! مشاعر ■ الإعلامى عماد أديب.. أعتبره أكثر المفكرين موضوعية فى أحاديثه عن الانتخابات الرئاسية المقبلة. - رأيه فى الرئيس مبارك لأنه كان دون نفاق من القلوب. - ابتعاده عن البذاءة والشتيمة جعله فى محل الاحترام. - اجتهاداته وأفكاره لأنها كانت موضوعية كانت راقية. - سيناريوهاته عن المستقبل كانت عملية وإنسانية وواقعية.. لماذا لا؟.. أليس هو ابن كاتب السيناريو الراحل الأديب.. عبدالحى أديب؟. ■ وائل إحسان المخرج السينمائى.. أحبه لأنه إسماعيلاوى مثلى، ولتميزه ولإبداعاته فى الإخراج، التى ستصبح علامة فى السينما المصرية.. يكفى أنه أخرج للفنان الكبير عادل إمام والفنان الكبير أيضاً محمد هنيدى. ■ المستشار محمد الحسينى، رئيس مجلس الدولة الحالى، له احترامى واحترام كل المصريين.. فقط أتعجب لماذا كل هذه الاعتذارات عن القضايا الجماهيرية الحساسة؟.. هل هناك سوابق من الرؤساء السابقين؟ ■ حماد موسى، نائب رئيس النادى الإسماعيلى، المرشح من محافظ الإسماعيلية، المعين بقرار من المهندس حسن صقر.. هل سيكون الفارس الذى يأتى على حصان أبيض لإنقاذ الإسماعيلى، أم سيكون الضحية الثالثة بعد المهندس يحيى الكومى والمهندس سعد الجندى؟ نار الشهرة والعمل العام تحرق صاحبها. وله فى السابقين وفى صديقه النائب السابق عماد الجلدة المثل. ■ مجدى عبدالغنى، عضو اتحاد الكرة المستقيل.. أشعر أن ما حدث هوه اللى سببه لنفسه، وأن هناك مؤامرة ضده، قد تسألنى عن النهاية.. أزعم أنها ستكون فى المحاكم. ■ قناة مودرن الرياضية.. سعيد جداً بها، ومع ذلك تحيرنى أنا وكثيرين ويحيرنى رئيسها.. كيف سمح بوجود هذا الخلاف واستمراره بين نجوم القناة؟ ■ أحمد سليمان، مدرس حُراس مرمى منتخب مصر.. بصراحة يعجبنى هدوؤه وثقته فى نفسه وإيمانه بعصام الحضرى، وبحُسن اختياراته للحُراس الشباب. أنا معه فى أن المنتخب هو الذى يصنع الحراس وليس الأندية. بدون مشاعر الحزب الوطنى .. بين الوصول للسلطة والوصول للشعب أتعجب دائماً عندما يختصر الإعلام المصرى اسم الحزب الوطنى الديمقراطى إلى الحزب الوطنى فقط.. نعم كلمة الوطن تصلح فى كل زمان ومكان، ولكنها كانت أوقع على حالة مصر، حينما أنشأ الزعيم مصطفى كامل الحزب الوطنى، فالأولوية ساعتها كانت للوطنية وليس للديمقراطية. أنا شخصياً أميل إلى أن يختصر الاسم إلى الحزب الديمقراطى. نصيحة العالم الآن هى الديمقراطية، والمطلب الرئيسى للمصريين هو زيادة رقعة «الديمقراطية». فى حوار السيد ألبرت إبرامز، مدير مجلس الأمن الأمريكى فى عهد الرئيس بوش، مع «المصرى اليوم» قال: «إن الحزب الوطنى يحمل اسم الديمقراطى لكنه لا يملك تنفيذ هذه الديمقراطية وهو، أى الحزب، يحاول أن يقنع المصريين بأنه يسعى لتحقيق الديمقراطية».قلت قبل ذلك إن الحزب ليست لديه مشكلة فى الوصول للحكم والتكويش عليه، فكل العوامل تساعده على ذلك، وتجعله يغرد منفرداً على القمة. وقد رأى بعض المراقبين، والقياس مع الفارق، أن الحزب يتصرف كما النادى الأهلى، فهو لا يرضى إلا بكل البطولات ولا يسمح لأحد بأن يشاركه فى ذلك.والطريف أن الدكتور زاهى حواس أعلن أنه اكتشف أن الفراعنة كانوا يشجعون الفراعنة، ولو كان الرجل عضواً فى أمانة السياسات لربما أضاف أنهم كانوا أعضاء بالحزب الوطنى الديمقراطى. وكما أن للحزب إيجابيات كثيرة، فإن البعض يرى أن هناك عوامل سلبية كذلك، منها أنهم يرون أن لديه مشاكل داخلية ليست بالقليلة، فهناك جبهات متصارعة، حقيقة خفية، ولكنها موجودة، وأن كفاءة الأداء الداخلى ضعيفة خاصة فى المستويات الوسيطة والدنيا. كما أن الانضباط الحزبى والحماس والتعصب من الأعضاء لحزبهم ليست بالقوة اللازمة. ولذلك فالمهندس أحمد عز، أمين التنظيم، أصدر أوامره بعدم السماح لأمناء الأحزاب بالترشح فى الانتخابات المقبلة، ويرى البعض أن كثيراً من القيادات الحزبية ستخرج عن طوع الحزب وستتقدم مستقلة فى الانتخابات المقبلة، ونقاط أخرى مثل شكوى الشباب من أن الطريق مغلق أمامهم للوصول إلى المواقع التنفيذية الكبرى كالمحافظين والوزراء وهو ما يتضح الآن فى أنه منذ طرح الفكر الجديد لم نر مسؤولاً تنفيذياً كبيراً من كوادر الحزب التى بدأت معه وليست التى هبطت بالباراشوت. ويمكننى أن أقول بكل ارتياح إن الحزب سيظل على قمة السلطة طالما أن هناك حركة تجديد مستمرة، وبقاء الرئيس مبارك فى الحكم.أما فى قضية الوصول للجماهير فهى مشكلة لا تواجه الحزب الديمقراطى (الوطنى) فقط، ولكنها مشكلة تؤرق جميع الأحزاب فى العالم، ولسوء حظ الحزب فإن الحكومة نفسها وهى ذراع الحزب القوية تواجه هذه الاتحادات نفسها بأن إنجازاتها لا يشعر بها المواطن فى الشارع. وهنا أنقل ما قاله «ألبرت إبرامز» فى حديثه ل«المصرى اليوم»، من أن «المشكلة التى يواجهها الحزب الوطنى الديمقراطى فى مصر هى الوصول للناس وإقناعهم بالمشاركة». إذن هناك اتفاق خارجى وداخلى على أن الحزب، مع كل هذه المجهودات الضخمة، لم ينجح بالدرجة الكافية فى السيطرة على الشارع السياسى. وقد يتبقى السؤال: لماذا لم ينجح الحزب فى ذلك حتى الآن؟ وقد يكون لدىّ إجابات أو اقتراحات.. ونلتقى فى حديث مقبل بإذن الله.