تعالوا نطنش حضرتك وش أزمات، سيادتك غاوى مشاكل، جنابك عايز جنازة وتشبع فيها لطم، سيادتك شايف الرياضة بمنظار أسود أم أنك سوداوى الطبع، سيادتك راجل دوغرى ولاّ تحب الحال المايل. أم أنك تحب تمسك العصا من النصف، بتحب تجيب من الآخر أم أنك غاوى تلف وتدور؟ هل تحب أن تتعامل مع الناس أصحاب القرار أم الناس الذين لا يستطيعون أخذ أى قرار. بتحب الأزمات ولو لم تجدها تختلقها، هل إثارة الأزمات عشق وحب تهواه وتبحث عنه؟ بتستمتع بأن تبحث عن أى مشكلة ولو لم تجدها تخترعها، يعجبك منظر الناس وهى تعيش فى سلام أم أنك لا تحب ذلك، وتحب أن تولعها، وتجعلهم يمسكون فى خناق بعض؟ إذا كنت من هذه النوع الأزماتاوى، أبشر فأنت من أهل الرياضة ومن هذه العشيرة أو الأسرة التى تفتك ببعضها البعض. الهدوء والسلام حضرتك لا تحبهم، والهدنة أو التهدئة ليسوا فى دماغك. عزيزى القارئ: إذا كان لا يعجبك ذلك فعندنا فى الوسط الرياضى نوع آخر من الناس الذين لا يأخذون قرارات ويمشون بجوار الحائط ويرون أن اللاقرار هو قرار، وأن الميوعة فى القرارات شىء جميل فهى كقلة الملح فى الأكل الذى لا يرفع ضغط الدم، ولدينا كذلك بتوع الأكل الإسبايسى SPICY أى الحراق أو الملىء بالتوابل، فلفل أحمر حامى مولع وشطة أو هريسة كما يقول عليها التوانسة. باختصار لدينا كل الأنواع: نوع من الذى ينكد عليك حياتك ويجعل لا تكره الرياضة فقط ولكن تكره نفسك أيضاً أى لا تطيق نفسك ولا الذين من حولك. ونوع يهوى السلخ.. سلخ الغير وسلخ أنفسنا. وإذا لم يكن السلخ بالخنصر فالسلخ بالكلمات، يقول الكاتب الكبير عبدالرحمن الشرقاوى «الكلمة نور وبعض الكلمات قبور»، هم يتركون النصف الأول ويتمسكون بالنصف الثانى. المهم أن يجرسوا أى واحد، ويفضحوه صدقاً أو كذباً، فإذا لم يكن «حرامى» جعلوه «حرامى» ولو لم يكن فاسداً جعلوه فاسداً، فالمهم هو تشريحه وتقطيعه إلى قطع صغيرة ورميها فى كل مكان. والآن فلنترك كل هذه الأنواع ولنتحدث عن نوع واحد أقصد هؤلاء الذين لا قرار لهم، أو الذين أيديهم مرتعشة، أو الذين يهوون تمييع الأمور، فالقرار أنت لا تعلم لونه وهم كذلك، فهو قرار بين بين أو هو لا قرار.. واللا قرار فى علم الإدارة نقول عليه قرار، فالزمن كفيل بحل كل شىء، يتركك تتحدث، وتتحدث وتكلم نفسك وترفع صوتك على من حولك وممكن أن يتركوك تمسك «ميكروفون» مثل ميكروفون الكاتب الصحفى محمد عبدالقدوس نجل الرائع الراحل إحسان عبدالقدوس يجعلوك تتكلم، وقد تكون مقتنعا بأن الناس تسمعك ومعجبة بك مع أنه فى الحقيقة لا يسمعك أحد. عزيزى القارئ: هل تريد أمثلة: طبعاً. طيب ما رأيك فى إشكالية التحكيم فى مصر، فبر المحروسة يتكلم عنها ويصرخ منها ولا حس ولا خبر ولا حياة لمن تنادى. فقط عندما أبرزها الكابتن شوبير فى برنامجه، اجتمع الاتحاد الموقر وقرر أن يفعل شيئا. وكذلك حكاية تعيين أحمد شوبير فى الاتحاد ونسمع كلاماً كثيراً نفاه شوبير، ومع ذلك لم يصدر قرار يقول لنا إيه الحكاية يا أسيادنا لو قلتم آه لن نغضب، وأيضاً لو قررتم «لا» فعدّاكم العيب. ثم مشكلة الإشراف على لجنة الخماسيات، تسمع كلام وكلام وكلام، ولا أحد يقرر بلاش يقرر، ولا أحد يتحدث أو يعلق. خد عندك كمان الاتحادات اكتملت انتخاباتها، ولا تعرف شيئاً عن انتخابات اللجنة الأوليمبية، وأيضاً لا أحد يتكلم؟ قرارات استبعاد أو ضم لاعبى الزمالك الجدد أو القدامى لا حس ولا خبر. الهجوم المتتالى على اللاعب أبوتريكة، لم نسمع صوتاً لمجلس إدارة النادى دفاعاً أو تأديباً. إخوانّا بتوع الألتراس ماشيين على حل شعرهم، من صواريخ لمخدرات وخمور كما يقال، وأسيادنا مجلس إدارة النادى الأهلى ولا همّا هنا. عزيزى القارئ: أقول إيه ولا إيه، الحياة قرار، فأنت تقوم من النوم وتأخذ قرار تلبس إيه، وهتركب إيه، وهتروح فين. تصور لو صحيت من النوم ولا تستطيع أن تأخذ أى قرار كيف سيكون شكل حياتك؟ حضرات القراء كنت أكره كلمة يقولها الشباب اليوم، وكان ابنى يرددها مثلهم وهى كلمة «كَبّر». بصراحة يا إخوانا أنا حكبّر وياريت تعملوا زيى أقول لكم أحسن بلاش دى «ماتيجوا نطنش» ديكتاتورية هذا الرجل حسن مصطفى شخصية تحب أن تتعرف عليها، وتسعد لو صادقتها، حسن ابن السيدة زينب الحى الشعبى الجميل، فيه رجولة وجدعنة أبناء السيدة، وفيه فتونة حارات نجيب محفوظ، ممكن تقول عليه «سى السيد» ولكن ليس سى السيد بتاع البيت. حسن عصامى من فوقه لتحته، هو خريج تربية رياضية يحصل على الدكتوراه، كان لا يجيد أى لغة أجنبية مثل كثير من زملائه، ولكنه فى وقت قصير أصبح يتحدث الألمانية بطلاقة كأحد أبنائها، بالإضافة إلى الإنجليزية. مشكلة الرجل أنك قد تراه هادئاً هدوء مياه البحر فى يوم لا هواء ولا عواصف فيه، ومع ذلك يمكن أن تراه هادراً كأمواج المحيط العالية، ومندفعاً كاندفاع المياه فى الشلالات حينما تأتى من أعلى إلى أسفل. حلاوة الرجل أن الصداقة عنده هى الصداقة التى كنا نعيشها أيام زمان والتى نفتقدها الآن، يعنى صداقة بجد - كلمة بجد هذه من قاموس حسن المستكاوى اللغوى. صداقته ليست هامشية أو من أجل مصلحة، يعنى ليست صداقة نص نص أو تمن تمن، هو لا يقاطع ولا يخاصم إلا فى الحالات التى تستدعى ذلك. طموح الرجل لا حدود له، فهو لا ينظر حوله أو خلفه، فقط هو ينظر أمامه وأعلاه، نظرته ليست محدودة بالمكان والزمان الذى حوله، ولكنها نظرة مفتوحة، كما ينظر إلى الأفق أو إلى الصحراء الواسعة اللانهائية. قد ترى أنت أو أنا أن المكان عبارة عن غرفة ضيقة أو عشة كما عشة الفراخ على السطوح، ولكنه يراه فيلا واسعة أو عمارة من ناطحات السحاب. ما نراه جدولاً أو قناية أو مروى صغيراً يراه هو نهراً ولا نهر النيل أو حتى نهر الأمازون. أيضاً ما نراه حديقة صغيرة يراه هو غابة واسعة ولا غابات أفريقيا المتشابكة. صحيح هو «رزل» فى بعض الأحيان ولكنه جنتلمان فى أكثر الأحيان. يراه كثيرون مغروراً ومتغطرساً ومناخيره لفوق وطالع فيها، ولكن الحقيقة غير ذلك فهو قلب كبير ورجولة قد لا نراها فى كثيرين. قد تراه شريراً كما فريد شوقى أو عادل أدهم، والحقيقة أنه لا شرير ولا يحزنون فقلبه أبيض كما كان قلب فناننا الكبير الراحل فريد شوقى. عزيزى القارئ: نجح حسن فى الوصول إلى رئاسة الاتحاد الدولى وهى سابقة مصرية لا أعتقد أنها ستكرر مع أحد، وانتخب لفترة ثانية ومن المؤكد إن شاء الله ستكون فترة ثالثة. ملحوظة الناس دول ليس لديهم بند الثمانى سنوات، يعنى ممكن أن يستمر فى رئاسة الاتحاد حتى النهاية. كل ذلك بالإضافة إلى جعل لعبة كرة اليد اللعبة الشعبية الثانية فى مصر ونقلها للعالمية، وبالطبع أنا شاهد وشريك فى ذلك فقد كنا الرابع فى أفريقيا ثم أصبحنا الرابع على العالم. ذلك لم يشفع للرجل، وبدأت الأقلام تهاجمه دون سبب مفهوم، لم يفكروا كيف يؤثر ذلك فى فرص ترشحه عن مصر للمرة الثالثة. نسوا تاريخه، نسوا ما قدمه، للعبة وللرياضة المصرية. حزنت عندما شعرت بحزنه على ما يقال ضده، حزنت لأنه سيعطى ظهره للعبة التى أحبها والتى جعل من لاعبيها نجوماً ينافسون لاعبى الكرة. ويا عزيزى وصديقى الكاتب الكبير محمود معروف. نعم هو ديكتاتور لكنه ديكتاتور عادل وليس مستبداً وفعلاً هو ديكتاتور فى الحق لا فى المجاملة، كل ذلك صحيح ولكنه بصراحة دكتور وجراح بارع وجدع، وفى رأيى ولا تغضب منى فأنت مدين للرجل باعتذار وهو ليس اعتذار الضعفاء، لكنه اعتذار الرجال الأقوياء الذين أنت منهم، فقد ظلمت الرجل ومسحت تاريخه بأستيكة. عزيزى حسن.. تهنئتى للصديق هادى فهمى خلفك ويارب يكون «ديكتاتور» مثلك. مشاعر * مدير عام جمعية شباب الإسماعيلية الجديد.. حزنت من أجله، بعد اختبارات تمت فى مجلس الوزراء وتم تعيينه فى الإسماعيلية، ذهب لتسلم العمل، رفض المحافظ مقابلته، صدرت تعليمات بعدم تسليمه العمل وتم غلق مكتبه، وتسلم خطاب خلو طرف وهو لم يتسلم العمل بعد، نفس ما حدث مع الكابتن ميمى درويش عندما صدر قرار له برئاسة النادى الإسماعيلى، صدرت تعليمات بعدم السماح له بدخول النادى.. إيه الحكاية.. هو فيه إيه. * اللواء إسماعيل الشاعر.. فعلها الرجل وسيطر بكفاءة هو ورجاله على مباراة الأهلى والزمالك، سابقاً كان الأمن يستريح عندما يتعادل الفريقان، الآن الناس ارتاحت من التصرفات غير المسؤولة من بعض الجماهير. * سمير عثمان الحكم الدولى.. سعدت بموافقة الفيفا على تعيينه حكماً دولياً.. أنا أحب مشاهدة سمير من الملعب، يتحرك برشاقة ويدير بكفاءة، خليط من والده محمود عثمان ومحمد حسام وجمال الغندور. * المهندس حسن صقر.. أعجبتنى مبادرة تنظيم الدورة الدولية للتجارب الأوروبية فى تسويق حقوق البث التيفزيونى.. تجربة مطلوبة لنرى أين وصل غيرنا.. ولنبدأ حيث انتهوا.. برافو. * كانوتيه اللاعب الدولى المالى.. تمنيت أن أرى اللاعبين المصريين مثله لم يفعلها أحمد حسام «ميدو» أو عمرو زكى، دفع نصف مليون دولار لشراء أرض لمسجد فى أوروبا، رفع فانلته بعد تسجيل هدف وقد كتب عليها فلسطين، كان يعلم أنه سيتعرض للعقاب ومع ذلك فعلها.. ودفع غرامة كبيرة. * محمد عفيفى مخرج الكورة فى دريم.. مبسوط لحصوله على جائزة أحسن ثانى مخرج على مستوى الشرق الأوسط من الجماهير فعلاً جائزة يستحقها. * محمود التميمى.. التحقيق الذى قام به للبيت بيتك عن مستشفى الخانكة من أجل ما شاهدو هذا العام.. هزنى ما قدمه من الأعماق. * المحافظ عبدالعظيم وزير.. فى تاريخ الحكم المحلى، محافظون عظماء، يمكن أن يكون أعظمهم لو أعاد قاهر ة الخديو إسماعيل إلى ما كانت عليه، ولو نجح فى تفريغ وسط القاهرة. * الإعلامى عمرو أديب.. أتفق معه كثيراً وأختلف قليلاً، ولكنه أستاذ فى موضوع الإعانات الإنسانية، 21 سيارة إسعاف فى حلقة واحدة شىء رائع، بالمناسبة أين البيت بيتك وأين شعبية الإعلامى محمود سعد. *الفنان المصور حسام دياب والصحفية أمل سرور.. تحقيقاتهما فى «المصرى اليوم» عن «مصر التى لا نعرفها» من أروع التحقيقات الصحفية.. احترامى لهما لما قدماه بالرغم من الصعوبات التى قابلتهما. * النادى الإسماعيلى.. يبدو أن لعنة الإسماعيلى للاعبين الذين تركوه لم تصبهم فقط، ولكنها أصابت بعض الإداريين وأحد الرؤساء المؤقتين مقبوض عليه بتهمة الرشوة والفساد وآخر خسر كثيراً من أمواله بسبب الأزمة الاقتصادية الحالية.