الدكتور الذي أقصده من هذا العنوان هو معالي السيد وزير التربية والتعليم، وسبب قولي (نرجوك) هو دهشتي من قدرة د. يسري الجمل علي إدهاشنا نحن أولياء أمور ال81 مليون تلميذ وتلميذة بإصراره العجيب علي عدم إغلاق المدارس رغم الارتفاعات المتزايدة خلال الأيام الأخيرة في عدد حالات إصابة الطلاب بفيروس أنفلونزا الخنازير!. لست أظن أن الدكتور الجمل سيسعده أن يتوالي سقوط ضحايا أنفلونزا الخنازير داخل المدارس.. ولكنني أظن بل وعلي يقين تام أن قراره (المأمول) بتعليق الدراسة هذا العام سوف يسعد جميع أولياء الأمور الذين تصعقهم كل يوم أنباء تزايد عدد الحالات المصابة.. ويضعون أيديهم علي قلوبهم خوفا من أنباء صادمة أكثر وقاسية ومؤلمة أكثر تخبئها لنا الأيام المقبلة في جوفها عند ما يشتد برد الشتاء.. موسم تفشي أنفلونزا الخنازير كما قال لنا الخبراء والأطباء محذرين ومنذرين!. طبعا سيادتك تعلم يا دكتور يسري أن نسبة الغياب زادت في الأسبوع الماضي بمعدل 05٪ بل وأكثر في بعض مدارس المحافظات.. وسوف تزداد حتما مع البرد المقبل.. وتعلم أيضا أن أولياء الأمور خايفين علي ولادهم من بعبع أنفلونزا الخنازير.. وتعلم كذلك، أن ثمانية من زملائك في الحكومة.. ثمانية محافظين كانوا شجعانا وعلي مستوي المسئولية قرروا إغلاق مدارس كاملة في محافظاتهم بسبب تفشي هذه الأنفلونزا الملعونة.. وتعلم رابعا، أن زميلك في الحكومة د. حاتم الجبلي وزير الصحة أعلن يوم الأحد الماضي اكتشاف 821 حالة إصابة جديدة 36 حالة منها داخل المدارس.. هكذا في يوم واحد فقط.. وسيادتك تعرف بالتأكيد أن من بين حالات الإصابة في مصر البالغة حتي اليوم 2771 حالة هناك 983 حالة إصابة مؤكدة بالمدارس منها 51 بالحضانة (يا عيني عليهم) و112 بالابتدائي (مساكين) و111 بالإعدادي و25 بالثانوي. كل هذا تعرفه سيادتك يا معالي الوزير.. ومع ذلك (رأس سيادتك وألف سيف) مش راضي تقفل المدارس!. الناس يظنون أن وزير التربية والتعليم بعيد عنهم وعن مشاعرهم.. ويظنون أنك لا تعرف تفاصيل التفاصيل ولهذا لا تدرك أهمية أن تصدر قراراً مسئولاً بتعليق الدراسة.. الناس يظنون أن الدكتور الجمل أعصابه قوية وقوية للغاية وأن أحساسيه ثلجية وأن هذه الصفات والسمات تجعله لا يلين أمام عذابات الأمهات وقلق الآباء علي أولادهم في المدارس!. الناس حائرون.. يتساءلون: بلاها المدارس.. خليها مفتوحة وربنا كبير.. ولكن.. لماذا كل هذه البلبلة..؟ إحنا مش ناقصين.. الوزير يقول مفيش حذف مناهج ولا تغيير ومفيش تأجيل دراسة ولا امتحانات بينما المدرسين واخذين تعليمات من مسئولي إدارات التعليم.. ودول واخدين التعليمات من مستشاري المواد الموجهين الأوائل.. إحنا تبع مين بالضبط؟!.. المدرسين اللي قالوا لأولادنا التلاميذ ده محذوف وده محذوف.. المدرسين دول تبع الوزارة.. والمستشارين والموجهين تبع الوزارة.. والوزير نفسه هو كبير هذه الوزارة.. الفريقين واقعين في بعض.. ده بيقول ده محذوف وده بيقول مفيش حذف.. والضحية هو إحنا الناس المحتارين اللي هانروح إحنا وولادنا في الرجلين.. مع أبونكلة وأبوقرشين!. وعلي فكرة يا دكتور جمل ابني الأصغر أحمد في الإعدادية المدرس حذف من المقرر شوية صفحات وقال لنا مش هاتيجي في الامتحان.. ابني لا يكذب يا سيادة الوزير لأن والدته سألت في المدرسة وتأكدت.. وطبعا مش ها أكتب ابني في مدرسة إيه لحسن المسئولين في الوزارة يحطوها تحت الإشراف المالي والإداري.. لأن مدرسة أولادي حتي الآن من أفضل المدارس في منطقة.. بلاش أقول منطقة إيه.. أيوه بلاش.. أحسن!. وأسألك يا معالي الوزير.. هل معقول إن أحد مسئولي وزارتك يطلع ويقول للصحفيين إن قرارات المستشارين بالحذف كانت مطروحة للنقاش وليس للتفعيل!.. بالذمة ده كلام؟!.. بالذمة ده مش كلام يبرجل أي عقل.. بالذمة ده كلام يطلع من واحد مسئول؟!. سيادة الوزير.. مؤكد إنك عرفت بالقرر الشجاع الذي أصدره د. عبدالعظيم وزير الأحد الماضي بإغلاق 5 مدارس و11 فصلا في القاهرة.. وتعلم أيضا أن ما فعله الدكتور وزير فعله محافظون آخرون لم تنفعهم الشجاعة ولا روح المسئولية.. الأيام الباردة أكثر في الطريق.. وهذه الأيام هي عز موسم هذه الأنفلونزا الملعونة التي ستشن هجوما شرسا لا نتمناه علي طلاب المدارس والجامعات في ديسمبر ويناير وفبراير المقبل. د. يسري.. ياريت قلبك يبقي علينا وعلي ولادنا زي ما حن علي الست اللي وطت عايزة تبوس إيديك حتي لا يلغي عقدها المؤقت أبو سبعين جنيه!. بأقولك إيه يا معالي الوزير تحب إحنا كمان نبوس إيديك تقفل المدارس النهارده.. النهارده مش بكره علشان خاطر عيون ولادنا.. لو تحب قول.. ولو ما قلتش إقرأ عنوان هذا المقال.. وفكر.. وبعد ما تفكر.. يا ريت قلبك يحن.. وتتوكل علي الله.. وساعتها كل الناس الشقيانة مع ولادها التلاميذ هايحبوك.. فرصة جت علي الطبطاب.. اعقلها يا معالي الوزير وتوكل!.